282

আমার পাতা … আমার জীবন (প্রথম পর্ব)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

জনগুলি

كان ذلك في نهاية صيف عام 1968، لم أكن أعرف أنه بعد عشرين عاما بالضبط سوف يتزايد عدد الأطفال في فلسطين، أطفال من الأولاد والبنات يشبهون غسان، ملامحهم فدائية منحوتة في الصخر، عيونهم يكسوها البريق، أصابعهم قوية، أعدادهم كثيرة أكثر من الأعداء، قلوبهم شجاعة لا تهاب النار ولا تطمع في الجنة، قلوب أطفال ولدوا بلا أب ولا أم، يمسك الواحد منهم أو الواحدة منهن حجرا. قامت ثورة الأطفال عام 1988، عرفت باسم ثورة الحجارة، انتصر الأطفال على الجنود المسلحين، أصبحت ثورتهم حديث العالم، كادت موازين القوى تنقلب ضد إسرائيل لولا عملية الإجهاض السرية، المؤامرة الجديدة تحت اسم المفاوضات في أوسلو ومدريد، وكامب ديڨيد الأولى والثانية، ولا نكاد نعرف متى تكون الثالثة والرابعة، ربما بعد الموت في يوم القيامة.

الطيران في الحلم

من نافذة الطائرة أطل على الغابة الصغيرة التي يسمونها غابة ديوك، عصفت بها رياح المحيط الأطلنطي والهوريكين، خلع عنها الشتاء أوراقها، أشجار البلوط تلمع عارية تحت الشمس، رءوسها حليقة منتظمة في صفوف، كرءوس الجنود في المحافل والمارشات العسكرية. أشجار الأرز مثلثة الرأس تومض أوراقها بدوائر الضوء، الثالوث المقدس في عيد المسيح، يسمونه الكريسماس، نحن في اليوم الأخير من الشهر الأخير من عام 1996، وأنا في طريق العودة إلى الوطن بعد سنوات المنفى، أشجار الصنوبر بسيقانها النحيفة الرشيقة تتمايل مع الهواء مثل راقصات الباليه. من وراء النافذة الصغيرة المستديرة، لوحت بيدي أودعهم، أربع من طالباتي واثنان من الطلبة، جاءوا نيابة عن الفصل إلى المطار، عيونهم تلمع فيها الابتسامات والدموع، ينادونني باسم دكتر ساداوي، كريس أصغرهم سنا، عمره عشرون عاما، عيناه زرقاوان بلون مياه المحيط، أكثرهم انتباها في فصل الإبداع والتمرد، طويل ممشوق، بشرته بيضاء ملوحة بالشمس، في حفل الوداع بالأمس عزف أغنية على الجيتار من تأليفه وتلحينه:

خذيني معك إلى الشاطئ الإفريقي

يا ابنة النيل عيناك ساحرتان

الليل أقضيه حبيس الإنترنت

وفي الغابة أجري كالحصان

أذناي مسدودتان بالسماعات

رأسي مشدود بالأسلاك

عيناي تنظران ولا تريان

অজানা পৃষ্ঠা