وقد تعذبه في بعض دلالها أشد العذاب، وهي تحبه حبا ليس عليه صبر، كما كانت تفعل لو أنها كانت تبغضه بغضا ليس فيه مبالاة، وبذلك تجمع عليه الشبهة والحقيقة، وما أمر عذاب من وجد الضروري له مستحيلا عليه.
فأوجاع المحب وأحزانه كآلام الفريسة وأوجاعها، كلاهما بالغة السلبية في الحبيبة والمفترس: وصف كامل لسطوة وحش ...
وإني لأحسب طبيعة الفرار التي ركبت في المرأة
9
قد خلقت فيك أنت على الضعف، حتى لأراك دائما كالهاربة عني وإن كنت إلى جانبي، وحتى إن معاني كلماتك في الحب لتفر من كلماتك، وكأنك تحترسين بغريزة وحشية بالغة في وحشيتها.
10
وإن حقيقتك لا تزال وراء آلاف وآلاف من ظنوني، كأنما لها هي أيضا معنى اختباء الوحش في ألفاف الغابة وأشجارها فإذا أنت رضيت فأيسر ما توصفين به أنك جذابة إلى حد فظيع في التأثير، بل متوحشة في الجاذبية والسحر والفتنة.
وإذا أنت هجرت فأحق الكلام الذي توصفين به أنك في الهجر بلا رحمة ولا شفقة، متوحشة ... متوحشة ...!
أما قبل
«كتبها إليها بعد أول مجلس كان لهما يصف ذلك المجلس»:
অজানা পৃষ্ঠা