قلت: بل الآن وصل بي ... ما دمت قد قلت «أعني أحبك» وأثبتها أنت فثبتت ...
قالت، واستطلق وجهها: إني والله أجد من سروري أن أعجزك، ولكنك داهية لا تعجز، ولا يزال في لسانك جواب ما أقوله وما لم أقله!
فقلت: وأنا والله أجد من سروري أن أقدر، ولكن هل أقدر على ما هو مقدر؟ إن بعض كلماتك هي الآن كلمات، ولقد تكون غدا حوادث!
فاعترضتني قائلة: أنت تنظر في نور من خيالك مع نور الطبيعة، فترى أشياء كثيرة غير الأشياء.
قلت: ولكنه هو النور الذي يقيد الطبيعة كلها بمنظر واحد ...
قالت: أهو منظر جميل؟
قلت: بل الجمال بعضه ...
قالت: وما عسى أن يكون باقيه إذا لم يكن الجمال إلا بعضه؟
قلت: إن في قلبي كلاما يسمع من غير أن أتكلم به، وفيه جواب سؤالك!
فاستضحكت، وقالت: وعلى هذا فهمت من غير أن أفهم ... ألا قل لي، لماذا تكون لغتك هكذا؟
অজানা পৃষ্ঠা