قرر المستر هارتهاوس أنه يستطيع العمل في حزب سياسي؛ فقد كان ماهرا في الخطابة، وقوي التأثير؛ بوسعه أن يتلو المعلومات والحقائق، ويتحدث جيدا إلى الجموع.
اعتقد المستر جرادجرايند أن هذا الشاب يمكن أن يكون ذا فائدة لحزبه؛ لذا أعطاه خطاب توصية للمستر باوندرباي، صاحب مصرف كوكتاون.
ما إن تسلم المستر باوندرباي خطاب هارتهاوس حتى نهض من مجلسه، ولبس قبعته، وذهب إلى الفندق الذي يقيم فيه ذلك الزائر.
قال: «اسمي جوزياه باوندرباي، من أهالي كوكتاون.»
الواقع أن مستر هارتهاوس سر كثيرا بمقابلته.
فقال باوندرباي: «ليست كوكتاون يا سيدي، المكان الذي تعودته. سأخبرك شيئا عنها قبل أن نتمادى.»
شرح المستر باوندرباي لهذا الزائر أهمية المصانع التي تبدو قذرة المنظر يلوثها الدخان.
ثم قال: «ربما تعلم أنني تزوجت ابنة توم جرادجرايند؛ ويسرني أن أقدمك إليها لو جئت معي إلى البيت.»
التقى المستر هارتهاوس، في حجرة الاستقبال بمنزل المستر باوندرباي، المبني بالطوب الأحمر، التقى بفتاة بالغة الشهرة وهادئة ومتحفظة، ولكنها قوية الملاحظة، تبدو باردة ومتكبرة، غير أنها سامية المشاعر، جميلة الوجه، إلا أنه عديم الملامح، تجلس شاردة الذهن.
وبينما هم يتحدثون سألته لويزا عن معتقداته السياسية.
অজানা পৃষ্ঠা