لكن تمر حنة جلست على الأرض لصق مدخل القهوة وهي تقول: ما أحلى القعدة جنبك يا معلم حمدان! (ثم وهي تشير إلى قفص البرتقال) يوم ونصف ليلة في المشي والنداء نظير ملاليم يا معلم!
وهم المعلم بالرد عليها، ولكنه رأى ضلمة مقبلا مقطبا وقد تلوث جبينه بالتراب فنظر إليه حتى وقف أمامه في مدخل القهوة وهتف بصوت مرتفع: ربنا على المفتري! قدرة .. قدرة يا هوه أكبر مفتري، قلت له: أمهلني إلى الغد حتى يفتح الله علي؛ فرماني على الأرض وبرك فوق صدري حتى كتم أنفاسي.
فجاء صوت عم دعبس من أقصى القهوة وهو يقول: تعال يا ضلمة اقعد جنبي، تعال الله يلعن أولاد الحرام. نحن أسياد هذه الحارة ولكننا نضرب فيها كالكلاب، ضلمة لا يجد إتاوة لقدرة ، تمر حنة تسرح بالبرتقال وهي لا ترى أبعد من ذراع أمامها، وأنت يا حمدان أين شجاعتك يا ابن أدهم؟!
فاتجه ضلمة إلى الداخل، وتساءلت تمر حنة: أين شجاعتك يا ابن أدهم؟!
فهتف بها حمدان: غوري يا تمر حنة، أنت فت سن الزواج من خمسين سنة فلم تحبين مجالس الرجال؟!
فتساءلت المرأة: أين هم الرجال؟!
فقطب حمدان ولكن تمر حنة بادرته كالمعتذرة: دعني أسمع الشاعر يا معلم.
فقال دعبس للشاعر بمرارة: حدثها عن هوان آل حمدان في هذه الحارة.
فابتسم الشاعر قائلا: حلمك يا عم دعبس، حلمك يا سيد الناس.
فقال دعبس محتدا: من سيد الناس؟ إن سيد الناس يضرب الناس ويظلم الناس ويغتال الناس، أنت تعرف من هو سيد الناس!
অজানা পৃষ্ঠা