إذن ذاع السر! كيف ذاع؟! ولأول مرة يخاف قلب أميمة على قدري. وقال أدهم: لا تهمني شماتتك، من يذق ألمي تهن عليه الشماتة!
فجاء صوت إدريس مستنكرا: شماتة؟! ألا تدري أنني بكيت عندما رأيتك تسحب الجثة من الحفرة التي حفرها قدري؟!
فصاح أدهم بغضب: تجسس حقير! - لم أبك على القتيل وحده، ولكن على القاتل أيضا! وقلت لنفسي: يا لك من مسكين يا أدهم، فقدت شابين في ليلة واحدة!
وصوتت أميمة دون اكتراث لأحد، واندفع قدري خارج الكوخ بغتة. وجرى أدهم وراءه. وصرخت أميمة: لا أريد أن أفقد الاثنين!
أراد قدري أن يثب على إدريس، ولكن أدهم دفعه بعيدا عنه، ثم وقف أمام الرجل متحديا وهو يقول: احذر أن تتعرض لنا!
فقال إدريس بهدوء: أنت أحمق يا أدهم، لا تفرق بين الصديق وبين العدو، تريد أن تعارك أخاك دفاعا عن قاتل ابنك! - اذهب عني.
فقال إدريس ضاحكا: كما تشاء، تقبل عزائي والسلام عليكم.
غاب إدريس في الظلام. وتحول أدهم نحو قدري فوجد أميمة واقفة تتساءل عنه، فجزع الرجل وراح ينظر في الظلام ويصيح بأعلى صوته: قدري .. قدري .. أين أنت؟!
وجاءه صوت إدريس وهو يصيح بقوة: قدري .. قدري .. أين أنت؟!
23
অজানা পৃষ্ঠা