وفتح الباب، وظهر على عتبته عم كريم وبيده المصباح، وقال بأدب: فليتفضل سيدي همام بالدخول.
فهتف إدريس: وهذا أخوه قدري، وهذه هند، وهي صورة مكررة من أمي التي ماتت باكية.
فقال عم كريم بأدب: أنت تعلم يا سيدي إدريس أنه لا يدخل هذا البيت إلا من يؤذن له.
وأشار إلى همام فدخل، وتبعه قدري آخذا بيد هند ولكن علا صوت من الحديقة عرفه إدريس وهو يقول بصرامة: اذهبا بعاركما أيها الملوثان.
تسمرت أقدامهما. وأغلق الباب. وانقض إدريس عليهما فقبض على منكبيهما بقبضتيه وتساءل بصوت متهدج من الغضب: أي عار يعني؟
وصرخت هند ألما، على حين تحول قدري فجأة نحو إدريس ورفع يديه عنه وعن هند، فأفلتت هند وولت هاربة في الظلام. وتراجع إدريس بخفة إلى الوراء، ثم وجه إلى قدري لكمة فتحملها الشاب على رغم قوتها ووجه إليه لكمة أشد. واندفعا يتبادلان الضرب والركل بقسوة ووحشية تحت سور البيت الكبير. وصاح إدريس: سأقتلك يا ابن العاهرة!
فصاح قدري: سأقتلك قبل أن تقتلني!
وتبادلا الضربات حتى سال الدم من فم قدري وأنفه. وجاء أدهم جريا كالمجنون وصاح بأعلى صوته: اترك ابني يا إدريس!
فصاح إدريس بحقد: سأقتله بجريمته! - لن أدعك تقتله، ولن أدعك تعيش إن قتلته!
وجاءت أم هند مولولة وهي تصيح: فرت هند يا إدريس، أدركها قبل أن تختفي!
অজানা পৃষ্ঠা