মনের ভুল: ফ্রান্সিস বেকনের 'নিউ অর্গানন' এর উপর একটি পঠন
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
জনগুলি
مرة ثانية، إذا تأملت الحذق المتبدي في الفنون الحرة،
47
أو حتى في إعداد الأجسام الطبيعية في الفنون الميكانيكية، وتأملت في أشياء مثل: اكتشاف الحركات السماوية في علم الفلك، والهارمونيا في الموسيقى، وأحرف الأبجدية (غير مستخدمة حتى الآن في الصين!)
48
في النحو، ومنتجات باكوس وسيريس؛ أي تحضير النبيذ والجعة وعمل الخبز، أو حتى مشتهيات المائدة والتقطير وما إلى ذلك، وإذا تفكرت أيضا كم استغرقت هذه الأشياء من أحقاب (إذ إنها جميعا قديمة باستثناء التقطير) حتى بلغت الدرجة الراهنة من الكمال، وكم هي قليلة (كما في مثال الساعات) تلك الملاحظات والقوانين الطبيعية التي يمكن أن ترد إليها ، وكم كانت بسيطة عملية اكتشافها (من خلال فرص مواتية وملاحظات عابرة)، إذا تأملت ذلك سينقطع إعجابك للتو وسترثي لحال البشر، بالنظر إلى ضآلة المكتشفات خلال هذه الأحقاب الطويلة من الزمن. ولكن حتى المكتشفات التي ذكرناها كانت أقدم من الفلسفة ومن العلوم الفكرية؛ ولذا فإن شئت الحقيقة فمنذ أتت العلوم العقلية والدوجماطيقية إلى الوجود انقطع اكتشاف منتجات نافعة.
وإذا تحول أي شخص عن الورشة إلى المكتبة، وأخذه الإعجاب بالتنوع الهائل للكتب التي يراها هناك، فدعه فقط يعاين ويفحص بدقة موضوعاتها ومحتوياتها، ولسوف يغير رأيه بكل تأكيد؛ فعندما يكتشف ألا نهاية للتكرار، وكم يعيد الناس الفعل والقول نفسه مرات ومرات، فسينصرف من الإعجاب بالتنوع إلى الاندهاش من فقر وقلة المادة التي شغلت عقول الناس واستحوذت عليها إلى يومنا هذا.
وإذا تنازل الشخص لينظر في تلك الفنون التي تعد أقرب إلى الغرابة منها إلى المعقولية، وتأمل بدقة في أعمال الخيميائيين أو السحرة، فربما يقع في حيرة ولا يدري أينبغي عليه أن يضحك أم يبكي، فالخيميائي يتعلق بأمل أبدي، وعندما تفشل جهوده يلوم نفسه ويعزو الفشل إلى خطأ ما قد ارتكبه، فلعله لم يحسن فهم كلمات فنه أو كلمات معلميه (ومن ثم يرجع إلى التعاليم والهمسات السرية)، أو لعله ارتكب زلة في الأوزان أو في توقيت الإجراء (لذا فإنه يمضي في إعادة المحاولة إلى غير نهاية)، وفي نفس الوقت عندما يقع في تجاربه العابرة على شيء يبدو جديدا أو على درجة ما من النفع، فإنه يغذي روحه بهذه الوعود ويبالغ فيها ويذيعها، معلقا أمله في النتيجة النهائية، لا يمكن لأحد أن ينكر أن الخيميائيين قد اجترحوا اكتشافات عديدة، وقدموا للجنس البشري اختراعات نافعة، غير أنهم تنطبق عليهم حكاية الرجل العجوز الذي ترك لأبنائه تركة من الذهب مدفونة في حقله، متظاهرا بأنه لا يعرف موقعه بالتحديد، فظل الأبناء يكدون في حفر الحقل، ورغم أنهم لم يجدوا ذهبا فإن الحقل أنتج محصولا أوفر بفضل عملهم.
49
أما أتباع السحر الطبيعي - الذين يفسرون كل شيء بالتوافق والنفور - فقد عزوا إلى الأشياء قوى زائفة وتأثيرات عجيبة، على أساس تخمينات عقيمة لا مسوغ لها، وإذا هم حققوا نتائج على الإطلاق فهي نتائج أقرب إلى الطرافة والجدة منها إلى النفع والفائدة.
وأما في السحر الخرافي (إذا كان علينا أن نتناوله أيضا) فينبغي أن نلاحظ بصفة خاصة أن الموضوعات التي عملت فيها الفنون الغريبة والخرافية، أو بدا أنها عملت، أي شيء - بين جميع الأمم وجميع العصور بل وجميع الأديان - هي موضوعات من صنف محدود وخاص؛ لذا فلنغض عنها الطرف. ولا عجب، في الوقت نفسه، أن اعتقادنا الكاذب بالغنى قد أفضى بنا إلى الفقر. (86) هذا الإعجاب الذي أولاه الناس للفنون والمعارف، والذي هو في حد ذاته فج وشبه طفولي، قد زاده مكر أولئك القائمين بالعلوم وناقليها إلى الأجيال التالية، إنهم يقدمونها إلينا بكثير من الاستعراض والتعمل، ويعرضونها على الخلق في صورة مضللة مقنعة حتى تعطينا انطباعا بأنها تامة مكتملة من كل جانب. فلو تأملت منهجهم
অজানা পৃষ্ঠা