শরতের প্রথম দিন: একজন মহিলার গল্প
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
জনগুলি
وبسرعة، برشاقة الشباب، قفز جون بينتلاند على ظهر الفرس ... بسرعة كانت كافية لأن تمنعها من الانزلاق بعيدا عنه. وجرى صراع عنيف قصير بين الفارس والفرس، ووسط وابل من الحجارة انطلقا بسرعة مبتعدين على الطريق المؤدي إلى المروج، مرورا بأجمة أشجار الصنوبر السوداء ومقلع الحجارة المهجور، في اتجاه منزل السيدة سومز.
الفصل الرابع
في الركن الوطيد من العالم المحيط بقرية دورهام، لعبت العمة كاسي دور الساعي غير الرسمي الذي يتنقل من منزل إلى آخر، ومن ساحة إلى أخرى، لجمع آخر الأخبار ونقلها. فحين كان أي امرئ يرى سحابة منخفضة من الغبار تتحرك عبر سماء نيو إنجلاند المتألقة فوق الأسيجة والجدران الحجرية للريف، كان يمكنه أن يكون متيقنا من أنها كانت تخفي وراءها خط سير كاسي سترازرس في جولة زياراتها اليومية. كانت تذهب دوما سيرا على الأقدام؛ لأنها كانت تكره السيارات وتخاف من الخيول؛ وكان يمكن للمرء أن يراها قادمة من مسافة بعيدة، متشحة دوما بالسواد، تتمايل بخفة كبيرة (مقارنة بامرأة في سنها ومعروف عنها إصابتها بأسقام). وعادة ما كان يتوقع وصولها في وقت محدد، ما لم تعترض طريقها كارثة أو خبر يثير اهتماما غير عادي؛ إذ كانت امرأة دقيقة في مواعيدها وحياتها منظمة بمنتهى الدقة، مثل المنزل الكبير الذي كانت تعيش فيه مع العمة بيلا الغريبة الأطوار.
كان هذا المنزل عبارة عن مسكن بناه الراحل السيد سترازرس، في الأيام التي شاع فيها بناء القباب وشرفات المراقبة، على الأرض التي منحه إياها جد العمة كاسي في يوم زفافها. وفي الداخل كان مفروشا بعدد وافر من الشراريب الفخمة وأغطية الكراسي، جميعها منظمة ومرتبة بعناية كما لو كانت في متحف. لم يكن يوجد أبدا أي رماد سيجار على الأرضية، ولا أي غبار في الأركان، لأن العمة كاسي كانت تلاحق خدمها بعين ضابط جيش عجوز صعب الإرضاء يتفقد ثكناته. عاشت الآنسة بيفي المسكينة، التي ازدادت حالتها سوءا وبؤسا مع تقدمها في العمر، حياة محفوفة بخطر مستمر، واضطرت لبناء منزل صغير بالقرب من الاسطبلات لإيواء كلابها الصغيرة من سلالة بومرينيان وقططها السيامية. وذلك لأن العمة كاسي عجزت عن تحمل فكرة «توسيخ الحيوانات للمنزل.» وحتى «غرفة الاستراحة» الخاصة بالراحل السيد سترازرس كانت قد تحولت منذ وفاته إلى متحف نظيف وخال من التبغ والويسكي، حيث وضع كرسيه خلف مكتبه، بمسافة فاصلة تبعده عن المكتب قليلا، كما لو كانت روح صاحبه لا تزال جالسة هناك. وعلى المكتب وضع غليونه (بالضبط كما تركه) وأكوام الورق المرتبة (التي كان ينفض عنها الغبار بعناية كل يوم دون العبث بها) التي كان قد وضعها هناك بيده في صبيحة اليوم الذي وجدوه فيه جالسا على الكرسي، ورأسه راجعا للوراء قليلا، كما لو كان نائما. وفي منتصف المكتب وضع كتابان مربوطان معا بشكل أنيق - عنواناهما: «أفاريز بيوت بوسطن القديمة» و«جولات ومحادثات في باحات كنائس نيو إنجلاند» - كان قد كتبهما في هذه السنوات الحزينة الأخيرة التي بدت فيها حياته تذوي شيئا فشيئا ... السنوات التي بدا فيها أن العمة كاسي كانت تستعيد بسرعة قوتها وصحتها التي اشتهرت بها عندما كانت شابة.
قال الناس إن السيد سترازرس كان قد شيد هذا المنزل في انتظار أن تصبح لديه أسرة كبيرة، لكنه ظل كبيرا ومفتقرا لأصوات الأطفال كالقبر منذ اليوم الذي تم فيه الانتهاء من بنائه؛ وذلك لأن العمة كاسي لم تنعم مطلقا بالقوة اللازمة لأن تنجب له ورثة إلا بعد فوات الأوان.
كان لدى سابين كاليندار مجموعة كاملة من النظريات حول منزل العمة كاسي وحياتها الزوجية، لكنها كانت نظريات أبقتها بالكامل، بطريقتها الخاصة، لنفسها، وظلت تنتظر وتراقب حتى تتأكد من صحتها. كان يوجد شعور متبادل بكراهية شديدة ويصعب وصفها بين السيدتين، شعور قوي بالضغينة استتر تحت العبارات المهذبة والملاحظات العابرة ذات الطابع اللاذع. وكانتا تلتقيان بشكل متكرر أكثر مما كانت تأمل العمة كاسي؛ وذلك لأن سابين، عند عودتها إلى دورهام، أصبحت مثل العمة كاسي معتادة على التنقل من منزل إلى منزل سيرا على الأقدام بحثا عن الأخبار والتسلية. التقتا في غرف الجلوس، وفي الساحات، وأحيانا في الطرق المغبرة جدا، وكانت كل واحدة منهما تلقي التحية على الأخرى بابتسامات ونظرات خبيثة. كانتا قد صارتا أشبه بقطتين عدوانيتين تراقب إحداهما الأخرى خلسة لأيام في المرة. وأسرت العمة كاسي لأوليفيا أن سابين كانت تصيبها بالتوتر.
ورغم ذلك، كانت العمة كاسي هي أول من زار منزل «بروك كوتيدج» بعد وصول سابين. شاهدتها السيدة الأصغر سنا من نافذة المنزل وهي تقترب، محاطة بسحابة صغيرة من الغبار، وملأها هذا المشهد بسعادة لا توصف. جاءت السيدة العجوز النحيلة مفعمة بالنشاط، لا تكاد تطيق صبرا، تملؤها البهجة (هكذا اعتقدت سابين) لأن لديها الآن ذريعة للتعدي على أرض أوهارا ورؤية ما فعله بالمنزل العتيق. وكانت سابين تعتقد، أيضا، أنها جاءت لتكتشف ما فعلته الحياة ب «ابنة أخت السيد سترازرس العزيز، سابين كاليندار». لقد جاءت باعتبارها مسئولة الاستقبال الرسمية الممثلة للمجتمع المحلي، متمنية من كل قلبها أن ترى سابين عائدة كالابن الضال، امرأة محطمة، دمرها الزمن والتجارب، سيدة كانت لمدة عشرين عاما قد تجاهلتهم جميعا والآن عادت، مخلوقة محطمة وذليلة، وفي أمس الحاجة إلى العطف.
أثار المشهد سلسلة من الذكريات في نفس سابين ... ذكريات تغلغلت بعمق في طفولتها عندما كانت تعيش مع والدها في المنزل القديم الذي كان موجودا يوما ما في نفس المكان الذي بنى عليه أوهارا منزله الجديد بمداخنه المتألقة؛ ذكريات أيام كانت تهرب فيها بمفردها للعب على أعشاب البستان المتشابكة وسط زهور القلب النازف والسوسن التي أحاطت بنفس هذا المنزل الريفي الذي وقفت تشاهد منه قدوم العمة كاسي. باستثناء أنه في تلك الأيام كان منزل «بروك كوتيدج» مكانا خربا، ذا نوافذ مهشمة وأبواب متآكلة، أشبه بكوخ أشباح ويحجبه عن الرؤية تجمع النباتات وتشابكها أمامه، والآن كان متلألئا بطلاء جديد، وتحيطه الأزهار والنباتات المشذبة بعناية.
كان ثمة شيء ما في مظهر السيدة العجوز المتوترة النشيطة، شيء ضرب بعمق في الماضي الذي كانت سابين قد تمكنت إلى حد ما، مع مرور السنين، من نسيانه؛ والآن عاد كله من جديد، بحدة ومصحوبا بنوع من الألم الشديد، بحيث أحست بشعور غريب مفاجئ بأنها عادت فتاة صغيرة ... فتاة عادية، خجولة، صهباء الشعر، يكسو بشرتها النمش، وتقف في رعب من العمة كاسي ودائما ما كانت تتعرض للنقد والتوبيخ من ألف من العمات والأعمام وأبناء الأعمام لأنها لم تكن تجسد فكرتهم عما يجب أن يكون عليه نموذج الفتاة الصغيرة اللطيفة. بدا الأمر وكأن الماضي بأكمله كان مركزا في الهيئة السوداء للسيدة العجوز التي كانت بمثابة زعيمة العصابة، ونائبة الملك لجميع القبائل البعيدة، امرأة عجوز كانت قد بلغت من الكبر عتيا حتى منذ عشرين عاما مضت، ودائما ما كانت تستلقي على أريكة مغطاة بشال، تصدر الأوامر، أو تعبر عن تعاطفها الشديد، أو توجه انتقاداتها المريرة. وها هي الآن، تقترب بخفة، وكأن موت السيد سترازرس قد حررها بطريقة ما من قيود كبلتها وأزعجتها لفترة طويلة للغاية.
بينما كانت سابين تراقبها، مرت أحداث الماضي واحدة تلو الأخرى في ومضات سريعة خلال عقل سابين المتقد، وتجسد أمامها بوضوح شديد وسريع؛ اليوم الذي لاذت فيه بالفرار إلى العالم الخارجي ووجدها العجوز جون بينتلاند مختبئة في أجمة من أشجار البتولا البيضاء تأكل التوت البري بسعادة. (كان بوسعها أن ترى الآن ملامح وجهه، التي كانت صارمة تعبيرا عن رفضه لهذا السلوك الجامح، لكنها هدأت بمجرد رؤيته لهذا الوجه البريء المتسخ المليء بالنمش والملطخ بعصارة التوت). وتذكرت أيضا عودتها كأسيرة حرب، عندما أحاطت بها العمات وألبسنها فستانا نظيفا وأجبرنها على الجلوس في غرفة النوم الإضافية الكئيبة وكتاب العهد الجديد على ركبتيها إلى أن «شعرت أنها يمكنها الخروج والتصرف كفتاة صغيرة لطيفة حسنة التربية.» كان بإمكانها رؤية العمات وهن يتحدثن بالسوء عنها ويقلن: «كم من المخزي أنها لم تشبه والدتها من حيث جمال الطلعة!» و«ستواجه أوقاتا عصيبة بسبب هذا الشعر الأصهب الناعم المنبسط.»
অজানা পৃষ্ঠা