فصل
فيما يجب للرعية على الملك قال عليه السلام: «كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته» فيجب على الملك أن يلتزم لرعيته باربع خلال: أحدها: الشفقة وهي تتالف من محبته لهم وخوف عليهم وحذر كالوالدين . الثانية العناية بهم وهى بإمعان الفكر في أمرهم وإنجاز ما صح الفكر ي مصلحتهم. الثالثة التألف من الملك أو من نائبه ممن يقوم مقامه في ذلك، لأنه يسوس جماعات قلوبهم متفرقة واغراصهم متباينة فمنفعه التاليف جمعهم وتانيس نافرهم وتقريب متباعدهم. الرابعة الرفق فانه أصل في السياسة لأن القسوة إذا أفرطت نفرت، وكذلك الرقة إذا أفرطت اطمعت، فخير الأمور أوسطها. ومما يجب لهم عليه حمايتهم ورعايتهم، وحفظ ثغورهم من الأعداء، والطرق يؤمنها من القطاع والحراميه، ومدنهم ومساكنهم من السراق واهل الفساد. فهذه وظيفة الملوك. وأيضا إنصاف المظلوم من الظالم فان النفوس الأمارة بالسوء مشبهة لنفوس السباع واخلاقها، وطباع الحيات والعقارب، فانها تلتذ بالقهر وتستفري عليه وتتمرن. ومنشا هذه الأخلاق من إفراط القوة الغضبية من
14
পৃষ্ঠা ৯৪