وهكذا الدولة السامانية والدولة البويهية والدولة المصرية والدولة الأيوبية حتى جاءت هذه الدولة المباركة السعيدة المنصورية، نشات بالعدل والكرم وبه بدات واستمرت، وبالحزم والعزم تثبتت واستفرت؛ فان مولانا السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون(1) قدس الله روحه ونور ضريحه، لما ملكه الله الديار المصرية، وظفر بخزائنها الكثيرة وذخائرها الأثيرة واموالها المكنوزة وتحفها المحروزة، فرق من الأموال على الوجه الصحيح المشروع. المقتصد ما جمعوه، وأحرز من الذكر الجميل بالبذل ما بالمنع ضيعوه، فجازاه الله الجزاء الوافر ونصره على العدو الكافر، وكانت وقعة مشهورة بعد ما انفق الأموال على العساكر المنصورة، واثبت لذاته الشريفة صفة الكرم والشجاعة، ودانت له البلاد والعباد بالسمع والطاعة، وفتح المرقب والأعمال الطرابلسية، وجاءت إلى خدمته رسل البر والبحر والأقاليم الأندلسية، فسلك في طريق الحق ونصرة الشرع اوضح سلوكه، فاستقرت من بعده لأولاده ومماليكه، فسلكوا منهاج بيانه فاولاهم الله من فضله وإحسانه .
পৃষ্ঠা ৭৬