حق الناس بالكرم الملوك، وذلك لارتفاع أقدارهم واجتماع أموالهم وعظيم اخطارهم. وحد الكرم هو إعطاء المحتاج فوق ما يحتاج إليه، وللكرم أيضا حد إذا زاد عليه انتهى إلى السرف، وإذا تناقص عنه انتهى ال الشح. قال الله تعالى {ولأ تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولأ تبسطها ك البسط)(1) والكرم هى الحالة الوسطى المحمودة، والباري سبحانه وتعالى مع انه هو الكريم الجواد المطلق. قال: ولو بسط الله الرزق لعباده تغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء(2).
وقد اختلف اهل السياسة في وصف كرم الملوك، فقالت الفرس: الملك السعيد المصيب هو السخى على نفسه السخى على رعيته . وقالت الهند بضدها: بل يدخر المال لوقت حاجته: وقالت الروم: لا عيب على الملك ان يكون بخيلا على نفسه سخيا على رعيته. وأجمع الكل على ان السخى (1) سورة الاسراء (اية رقم 29) وتكملة الآية {فتقعد ملوما مخسورا}. (2) سورة الشورى (اية رقم 7
يقول ابن كثير : أي لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق، لحملهم ذلك على البغى والطغيان
من بعضهم على بعض أشرا وبطرا. وقال قتادة : كان يقال خير العيش ما لا يلهيك ولا
يطغيك. وذكر قتادة حديث الرسول - : « إنما أخاف عليكم ما يخرج الله تعالى من
زهرة الدنيا».
পৃষ্ঠা ৭৩