بعضهم في بعض، واستولى الأقوياء على الضعفاء وتمكن الأشرار من الأخيار، فيضطرون الى التشرد والتفرد، وفي ذلك خراب البلاد وفناء العباد فإن الجنس الإنساني مضطر الى التالف والتجمع فى إتمام معيشته وانتظام حال بنيته، فيحتاج إلى سياسه تقيم امره على الاستقامة .
وقال الله تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتن الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)(1) فقرن الملك بالعزة ونبه على فضله وشرفه بهذه الإضافة.
وقال تعالى حاكيا عن فضل شكر يوسف عليه السلام رب قد اتيتن من الملك وعلمتنى من تاويل الأحاديث)(2) قيل هو العلم باحداث الزمان وقيل هو تعبير الرؤيا.
وقال تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام يا بني إسرائيل * اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا)(2) فهو نعمة الله السابغة.
وقد شبه بعض الفضلاء الملك بالروح والرعية بالجسد، فلا قوام للرعية الا بالملك كما لا قوام للجسد إلا بالروح
ثم فصل ذلك فنسب العيون إلى الحجاب، ونسب الأذن إلى اصحاب الأخبار والجواسيس ، ونسب اليد والأصابع إلى الجند والاعوان، ونسب جل إلى المراكب من سائر الأصناف، ونسب الشعر إلى الزينة والجمال، ونسب الاحشاء إلى الحرم . وقد شبهه بعضهم بالشمس التي بها نور العالم وضياؤه وصلاحه ونماؤه.
পৃষ্ঠা ৫৮