الإهداء
مقدمة
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
اللائحة الأولى
اللائحة الثانية
تذييل
الباب الثاني
اللائحة الثالثة
فهرس المراجع
ملحق الصور1
الإهداء
مقدمة
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
اللائحة الأولى
اللائحة الثانية
تذييل
الباب الثاني
اللائحة الثالثة
فهرس المراجع
ملحق الصور1
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
تأليف
محمد أسعد طلس
الإهداء
إلى الصديق الوفي ابن حلب البار، معالي الدكتور عبد الوهاب عوض وزير المعارف.
عرفانا بنبل نفسه وسعة علمه، ورعايته للعلم والفن والأدب.
المخلص
أسعد طلس
دمشق 1 / 1 / 1957
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد، فإن مدينة الشهباء مدينة خالدة ممتازة بآثارها الإسلامية الجليلة، وبالشواهد التاريخية الأثيلة، التي تجعلها في مصاف أعظم مدن الإسلام، من حيث العمران وفن الريازة العربية، منذ فجر عصر الإسلام إلى أواخر العصر العثماني.
وقد رأيت أن الكتاب المتقن الذي ألفه المستشرق العلامة الفرنسي البروفسور جان سوفاجه، أستاذي وصديقي المؤرخ المحقق، الذي أغرم بالشهباء غراما شديدا، حتى ألف عنها كتابه الضخم الذي نال به شهادة الدكتوراه؛ هو كتاب مفيد، دقيق رصين على صغره، فعمدت إلى تعريبه، تعريبا أمينا وعلقت عليه تعاليق مفيدة، ثم أضفت إليه معلومات نسيها أو أهملها، وأصلحت أخطاء وقع فيها أو توهمها، فجاء هذا الكتاب وافيا في وصف آثار هذه المدينة الخالدة، التي أعتز بالنسبة إليها؛ وأحرص على إشادة مناقبها، وحفظ تراثها.
والله - سبحانه - أسأل أن يوفقني إلى إظهار محاسن تراث العرب والإسلام في هذه الديار من الوطن العربي الإسلامي الأكبر، إنه سميع مجيب.
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أشكر أخي وصديقي العالم الأثري الدكتور سليم عادل عبد الحق مدير الآثار العام، الذي تفضل بنشر هذا الكتاب ضمن مجموعة مطبوعات مديرية الآثار العامة، فإنه - حفظه الله - عامل على إحياء آثار ديارنا، مشجع للباحثين والمؤلفين فيها، والله الموفق.
محمد أسعد طلس
دمشق 1 / 3 / 1956
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
قل أن تجد في الشرق الأدنى مدينة تضارع حلب فيما تحتوي عليه من الآثار الإسلامية التي تعين على دراسة تاريخ الريازة الإسلامية،
1
ويمكننا أن نضعها بعد مدينة القاهرة مباشرة، على الرغم من أن كثيرا من الأمكنة الأخرى تحتوي على عدد من الآثار الجميلة الإسلامية، التي تقدم لمؤرخ الحضارة الإسلامية نماذج متنوعة؛ فالقدس الشريف مثلا لا يحتوي إلا على آثار دينية، وإستانبول وقونية، اللتان ازدهرتا ثم سقطتا مع الخلافة الإسلامية العثمانية، تحتويان على آثار تمثل لنا قرنين أو ثلاثة، ودمشق نفسها لم تحافظ على مميزاتها العمرانية الخاصة؛ لأنها كانت دوما معرضة للتأثير الأجنبي.
2
أما حلب فهي، على العكس، تقدم لنا سلسلة متواصلة الحلقات من الآثار المدنية، والدينية، والعسكرية، منذ نهاية القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) إلى أيامنا هذه، ويلاحظ أن تلك السلسلة الأثرية ذات أنماط مختلفة، وطابع خاص، وأنها تاريخ للمدينة على توالي حقبها، واختلاف ريازاتها.
إن حلب، في العصور الإسلامية الأولى، وفيما قبل الإسلام، كانت بليدة ثانوية محصورة بين مدينتين عظيمتين، هما: «أنطاكية» عاصمة سورية الشمالية، و«قنسرين» عاصمة الديار الحلبية، وفي أيام الحمدانيين لمع نجمها فترة ثم خبا.
ومنذ عهد الصليبيين لمع حظ هذه المدينة؛
3
ففي عهد السلاجقة غدت حلب، بسبب وقوعها على تخوم بلاد الرافدين، مركز سياستهم في الشرق، كما غدت مركز الدعاية ضد الدولة الفاطمية المتشيعة، وفيها أسست أول مدرسة سورية.
وفي نهاية القرن السادس للهجرة (الثاني عشر الميلادي) ابتدأت نهضة المدينة، على الرغم من الغزو التتري الكاسح في سنة 658ه/1260م، ذلك الغزو الذي خلفها خرابا مدة ربع قرن، فإنها استمرت في نهضتها قدما.
ومنذ هذا العهد صارت حلب مركز القيادة الحربية لحماية حدود الإمبراطورية الشامية-المصرية ضد الصليبيين، حكام أنطاكية، ثم ضد كافة الغزاة القادمين من المشرق ومن قليقية، فقد صارت عاصمة المملكة فترة ما، ثم استقلت وغدت إمارة مهمة، وقد كان ملوكها وأمراؤها لا يفتئون يشيدون فيها العمائر الدينية.
لقد غدت حلب، وبخاصة بعد أن احتل الصليبيون أنطاكية وبعد أن دمرها - أي أنطاكية - الظاهر بيبرس ؛ المركز التجاري الإسلامي لتجارات إيران والهند، كما غدت الثغر الإسلامي الثاني بعد القسطنطينية وأزمير، واشتهرت أسواقها وخاناتها بعظمها وتعددها، وهكذا صارت حلب تحتوي على عدد عظيم من الأبنية الدينية، والعمائر المدنية، التي تتكون منها مجموعة لا تقدر لدراسة تاريخ الحياة الاجتماعية في الشرق الإسلامي.
مزايا آثار حلب
إن مزايا آثار حلب تنقسم إلى قسمين: مزايا علمية، ومزايا فنية. أما المزايا العلمية فهي: أن آثار حلب تنتظم مجموعة متناسقة من الأبنية، لها طابع خاص، قليل التأثر بالعناصر الخارجية، مشارك لبعض العناصر المعمارية الجميلة التي تظهر على كنائس منطقة أنطاكية ذات الطابع السوري، مما يمكن للإسلام أن يستسيغه بعد التحوير الضروري الذي أذهب بعض رونقها، ولكنها مع ذلك ظلت جميلة.
ولقد كان للمزايا العلمية المعمارية التي تتجلى في آثار مدرسة حلب المعمارية، تأثير كبير على الأبنية الإسلامية في سورية كلها بسبب طابعها البارز، وبسبب بنائيها البارعين. ولقد كان لها تأثير واضح حتى على الفن المعماري المصري، على الرغم من ضآلة ذلك التأثير؛ فلا شك في أنه بوساطتها انتقلت إلى القاهرة بعض المؤثرات المعمارية المعروفة في بلاد الرافدين، وأرمينية، وهضبة الأناضول (مثل طرز البناء النخروبي ذي المتدليات)، كما أنه بوساطتها انتقل إلى البلاد الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد العصر السلجوقي؛ طراز بناء «المدرسة» وطريقة «الكتابة النسخية» على المعاهد، فإن في حلب اليوم آثارا ل «كتابات نسخية» هي من أقدم الكتابات في العالم الإسلامي (في المدرسة المقدمية)، و«كتابة كوفية» هي من أقدم الكتابات المعروفة (على منارة الجامع الأموي).
ومن جهة ثانية، إن آثارها تجعلنا نرى، بجلاء ودقة وتسلسل، مقدار الإتقان المعماري، وتطور الأفكار الدينية، والإدراك الفني، والتنظيم التجاري والصناعي في سورية الإسلامية.
وأما «المزايا الفنية»: فتكاد تكون مزايا الجمال الفني مفقودة في الأغلب؛ وذلك لأن الآثار الإسلامية - وبخاصة في حلب - هي كما قلت في مكان آخر: «كانت تشيد بوحي عليه مسحة دينية، ولكنه مصنوع بحساب ودقة وفطانة، ولئن خلا من الفخامة والإغراب، فإنه يشتمل على الاتساق والبساطة. وكان الفنان المسلم يفتش عن «السطر» قبل أن يفتش عن «اللون»، كما يفتش عن «المنطق» قبل أن يفتش عن «النقش»، وعن «الوضوح» قبل «اللمعان».»
4
وكان «الجمال» في الآثار الإسلامية الحلبية غالبا ما يكون بنواحيه الفنية، ويتطلب دائما لتذوقه ملكة خاصة، ومع هذا فإن بساطة البناء وتواضع زخرفته، وهدوء سطوره وجمال تناسقه، تجعلنا نكبر جهود أوروبا المعاصرة التي تفتش عن الريازة العربية الصافية.
إحصاء آثار حلب
إن الإحصاء الوحيد الذي أعرفه عن آثار حلب، هو إحصاء الشيخ كامل الغزي،
5
ولكنه إحصاء يجمع على صعيد واحد أبنية مختلفة الجنس والموضوع، ولا يعتمد على مخطط يصلح لإحصاء تلك الآثار.
وقد عمدت في إحصاء الآثار على الخطة التالية:
قسمت المدينة إلى أقسام، ثم طفت كل قسم شارعا فشارعا، وحارة فحارة، على قدمي معتمدا على خارطة المدينة (حجمها 1 / 10000)، وحددت عليها مواقع الآثار القديمة بالتقريب، ثم حققت تلك المواضيع على مخطط مصلحة السجل العقاري.
وقد أحصيت مواضع ما ينوف على 300 أثر، مع العلم بأنه لا يصح الجزم بأن هذا الإحصاء تام، بل ينبغي أن ننتظر ظهور آثار أخرى في بعض الأحياء المكتظة بالدور، والمشوهة بأبنية جديدة، لا يمكن معرفة الآثار القديمة إلا بهدم تلك الأبنية المستجدة.
إن «مصلحة الآثار القديمة» في فرنسة - وهي مصلحة غنية برجالاتها وبمعلوماتها الأثرية الواسعة - تكتشف في كل سنة كثيرا من الآثار المجهولة في بعض صحون الدور القديمة، أو تحت الخرائب، فتضاف تلك الآثار الجديدة إلى الإحصاء الرسمي.
وقد حدث معي في حلب أن اكتشفت أثرين صدفة، وبمجرد أن وجدت بابا مفتوحا بعض الفتح، وهما الأثران المرقمان برقم «19» و«38» (مطبخ العجمي، المراحيض العامة في سوق المناديل)، فهذا دليل على ما قلت آنفا، ولا بد أن تظهر في المستقبل آثار يجب أن تضاف إلى الإحصاء المعروف.
وبعد، فأنا واثق من أن الإحصاء الذي أقدمه هو إحصاء غير تام، ولا يصح أن يتخذ أساسا لمخطط أثري كامل.
تنظيم الآثار بحلب
لقد نظمت لائحتين للآثار بحلب، بناء على رغبة دائرة البلدية، هما:
أولا:
لائحة تشتمل على الآثار المهمة ذات الدرجة الأولى مما تجب صيانته مهما كلف الأمر؛ لأنها آثار أساسية تمثل الريازة السورية-الإسلامية، في حلب، ثم إن هذه الآثار - فضلا عن قيمتها التاريخية - ما يزال أغلبها كاملا أو كالكامل، وهي ذات قيمة فنية، وفائدة علمية لا شك فيها.
وقد عمدت في أول بحثي عن هذه الآثار إلى الأمور الآتية: (أ)
ذكر رقم المحضر والمنطقة لكل أثر.
6 (ب)
إعادة نشر مخطط مصغر للأثر إن كان منشورا من قبل، أو وضع مخطط أصنعه أنا بحسب دراساتي الخاصة، وتلافيا مما قد يكون من الأخطاء، أذكر محضر «التحديد والتحرير»؛ لأنه يحول دون وقوع الأخطار مؤقتا إلى أن تقوم الدراسات العلمية التامة. (ج)
ذكر تاريخ البناء واختصاصه أو الغرض منه. (د)
ما يجب عمله لصيانة ذلك الأثر مؤقتا إلى أن يتم إصلاحه وترميمه بشكل نهائي.
ثانيا:
لائحة تشتمل على ذكر المواضع الأثرية، ذات الدرجة الثانية، والتي يجب ألا تصل إليها معاول التهديم مهما أمكن ذلك، إما لنواحيها المعمارية الهامة، أو لطبيعتها الفنية الأثرية.
هذا مع العلم بأن عهد بعض هذه الآثار يرجع إلى زمن قريب من آثار اللائحة الأولى (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 83، 86، 88، 92، 117، 118، 121). وبعضها قد لعبت به الأيدي، ولم يبق من بنائه القديم إلا جزء منه مثل منارته أو واجهته. ولهذه الآثار أهمية معمارية ثانوية، وبصيانتها تتجمل المدينة (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 78، 90، 95، 97، 103، 109). وبعضها يمكن التضحية ببنائه القديم وإعادة بنائه مجددا (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 79، 80، 81، 91، 113).
والخلاصة أنه لا يصح أن يصيب هذه الآثار جميعا شيء من التحوير أو الهدم بدون موافقة دائرة الآثار.
ويلاحظ أنني في اللائحة الثانية لم أتوسع كما توسعت في اللائحة الأولى، وإنما اكتفيت بذكر رقم محضر التحديد والتحرير، مع ذكر المنطقة أو بعض المعلومات القليلة حول تاريخ البناء، والغرض منه.
ويمكن هدم الآثار التي لم تذكر في اللائحتين، إلا إذا كانت قد اكتشفت بعد تنظيم هاتين اللائحتين، ويجب أن ينقل إلى المتحف جميع الكتابات والحجارة المنقوشة والمحاريب وغيرها من آثار تلك الأطلال، مهما كانت حالتها. •••
إن ما على هذه الآثار من «الكتابات» و«الأوصاف» في أكثر آثار حلب لم تنشر بعد نشرا علميا، فيجب العمل على نشرها؛ لأن في ذلك إحياء لتاريخ المدينة ولتاريخ الفن الإسلامي وتاريخ المؤسسات الإسلامية.
وإن الآثار المذكورة في اللائحتين يبلغ عددها «121» أثرا، وإذا استثنينا ال «44» أثرا المذكورة في اللائحة الثانية، والتي لا أهمية رئيسية لها، بقي ال «77» أثرا التي يجب العناية الشديدة بها وحفظها.
وإن آثار اللائحة الأولى هي التي تقف حجر عثرة أمام تطور المدينة العمراني وشق الطرق الحديثة، باستثناء الجامع الكبير والقلعة والأسواق القديمة.
وهناك أيضا آثار بعيدة عن أن يصيبها شيء؛ لوقوعها خارج المدينة، وهي الآثار المرقمة بالأرقام التالية: «11، 13، 14، 20، 22، 25، 26، 27، 31، 50، 51، 52، 61، 75».
وهناك أيضا آثار تلي هذه الآثار في الإمكان أن يصيبها شيء، وهي المرقمة بالأرقام التالية: «24، 29، 30، 34، 35، 42، 54، 55، 56، 58، 68».
أما ال «49» أثرا الباقية فإنه من العسير جدا أن يعتريها أي تحوير، وأظن أنه من الصعب جدا أن أحذف من هذه الآثار ال «49» أي أثر دون أن يكون ثمة محذور كبير.
وعلى سبيل المقارنة أذكر أن الآثار الإسلامية التي تعنى بحفظها جمعية الآثار القديمة في القاهرة كانت بحسب إحصاء سنة 1919م قد بلغت «523» أثرا.
ما يجب عمله للعناية بهذه الآثار الجليلة
إن آثار حلب كانت مبنية بعناية شديدة، كما كانت مصنوعة من مواد أولية جد متينة، ويلاحظ أن ما حافظ منها على مظهره الأولي وحالته الطبيعية، ما يزال بحالة جيدة.
وإن كثيرا من المساجد، والخانات الكبيرة، لا يحتاج إلى إصلاح كبير، أو على الأصح، لا يحتاج إلا إلى ترميم بسيط، وكثير منها لا يحتاج لإعادته إلى حالته الأولى، إلا إلى إزالة بعض الحوانيت التي أقيمت حواليه، أو إلى رفع بعض الحواجز والحيطان التي شوهته، أو إلى تنظيف واجهته وما إلى ذلك.
على أن هناك بعض الآثار التي قد بدلت تبديلا واضحا أو أضحت منذ قرون مهملة تمام الإهمال، يسكنها الفقراء ويبنون فيها أو عليها ما يشوه جمالها، أو يشيدون بحجارتها الأثرية القديمة غرفا ومنتفعات لهم، أو يشيدون الشبابيك والأقواس أو يحفرون الأرصفة والساحات لوضع أعمدة محدثة، أو يشوهون الحيطان والقباب بالدخان والسخام؛ فالأثر رقم «17» قد حولت إحدى قاعاته إلى مزبلة، والأخرى إلى مراحيض، وفي الأثر رقم «35» وجدت نجفة الباب الخشبية المزخرفة قد شوهت بطبقة سميكة من الدخان يجعل من الصعب جدا تبين نقوشها وزخارفها.
وفي الأثر رقم «37» وجدت مشربيتي الإيوانين مفقودتين.
وفي الأثر رقم «27» وجدت فطائس متفسخة في القبلية.
وقد تحول الأثر رقم «26»، الذي هو من أجمل آثار المدينة، إلى خرابة تتقذى بها العين ...
إن كل هذه الآثار يحتاج إلى عناية شديدة، وجهد ترميمي عظيم، يحتاج إلى نفقات باهظة؛ ولكن مما لا شك فيه أن الحالة الحاضرة تقضي الاكتفاء ولو بمبلغ ضئيل لإصلاح المهم من ذلك، كما أنه ينبغي أن يشرع في إخلاء هذه الآثار من السكان؛ فإن أحدا ممن يحتلونها لا يملك الوثائق القانونية لذلك.
أما الآثار التي يجب إخلاؤها من سكانها فورا، فهي الآثار المرقمة بالأرقام الآتية: «17، 18، 26، 27، 31، 32، 37، 48»، ويليها في ذلك الآثار المرقمة بالأرقام الآتية: «11، 14، 19، 50، 51، 52، 61، 70، 74».
وإن هذه العملية إذا ما تمت وجب أن تنظف هذه الآثار الجليلة من الردم والأقذار التي تدنسها، ويجب حين القيام بهذه العمليات، جمع كافة القطع والأحجار والزخارف الفنية وإعادتها إلى أماكنها، كما يجب أن يخصص مفتش يعهد إليه بتفتيش آثار المدينة والرقابة على أعمال الإصلاح والترميم.
7
ومما هو جدير بالذكر أن كثيرا من هذه الآثار قد أصابه وهن كبير، وليس من الصعب معالجة ذلك. وقد بينت في كتاب لي مؤرخ بيوم 19 آذار من السنة الماضية، الحالة التي وصلت إليها واجهة الأثر المرقم برقم «18»، وقبة الإيوان الشمالي للأثر المرقم برقم «31» الذي تبلغ تحميلته عشرة أمتار؛ فإنه يكاد يفقد كل مونته، والواجهة الشمالية للأثر رقم «71» فإنها قد تضررت من ضغط القباب ... وهناك أمثلة أخرى.
على أنه يمكن في كثير من الحالات أن يكتفى ببضعة أكياس من الأسمنت لإصلاح ما عبثت به الأيام في بعض الآثار، كما يجب أن توضع بعض الركائز الآن لتحول دون تجديد البناء في المستقبل، مما يتماشى مع مبادئ صيانة الآثار التاريخية، وإن المشاكل المالية والشرائط الفنية المطلوبة لصيانة هذه الآثار أمور يجب ألا نهملها.
وبسبب حالة بعض الآثار يجب علي أن ألح لاتخاذ بعض الإجراءات السريعة.
8
هوامش
اللائحة الأولى
ترتيب الآثار
1 (1) سور المدينة
2
لهذا السور أهمية عظيمة؛ لأنه الوحيد من نوعه في الشرق الإسلامي. على أن في مدينتي ديار بكر والقدس الشريف، سورين أكمل من سور مدينة حلب، إلا أن سور القدس مبني في القرن الخامس عشر الميلادي (القرن العاشر للهجرة) أيام الدولة العثمانية، وليست له القيمة الأثرية والتاريخية التي لسور مدينة حلب من حيث فن الريازة العربية العسكرية، وأن بلاد دول الانتداب الفرنسي (يقصد المؤلف سوفاجه ب «بلدان دول الانتداب» الجمهورية السورية، والجمهورية اللبنانية؛ فإنهما كانتا في ذلك الحين دولتين تحت الانتداب الفرنسي في الشرق) ليس فيها بلدة لها سور أفضل بناء من سور مدينة حلب. على أن سور مدينة مصياف أبسط في بنائه، ولكنه أحدث عهدا من سور مدينة حلب. (1-1) حائط السور
إن الجزء الذي يستحق البقاء من حائط السور هو الجزء الذي يبدأ من باب الجنان إلى باب قنسرين، والجهة الغربية وجزء من الجهة الجنوبية.
ويلاحظ أن هذا الجزء مكون من بناء يرجع إلى ثلاثة عهود:
أولها:
عهد بناء الأساس، وهو مكون من حجارة ضخمة ارتفاعها خمسون سنتيما، ووجود بعض الأبراج المدورة يفيدنا أنه مبني قبل القرن الثالث عشر للميلاد. وقد يكون من بناء العهود القديمة.
وثانيها:
عهد الطبقة التي تلي الأساس، ويرجع هذا إلى القرن الثالث عشر، وهي طبقة متقنة البناء.
وثالثها:
عهد الطبقة العليا، ويرجع هذا إلى أيام المماليك، وفي بعض الجهات يرجع إلى عهد جد حديث.
ويلاحظ أن الحجارة المكتوبة التي تؤرخ تلك العهود لا وجود لها أصلا، هو في حالة جد سيئة، ولكن بعض الأبراج الفخمة ما يزال موجودا وإن كان في الأغلب مبنيا بناء حديثا يرجع إلى القرن الخامس عشر، وحالته حسنة.
وإن أعمال الترميم - فيما يظهر لي - ليست بضرورية الآن، ولكن ينبغي إخلاء الأبراج. وهناك عمل بسيط يجب الشروع فيه؛ وهو أن في نهاية الجهة الغربية من السور شارعا عريضا تمر فيه حافلات الترام الكهربائية، فيكفي هدم المخازن، ومصانع الحجارين الواقعة بين الشارع والسور لإيجاد منطقة خالية من أي بناء، يبلغ عرضها حوالي ثلاثين مترا.
أما الجهة الجنوبية من السور - وهي التي ليست مغطاة بأي بناء حديث - فإن الخندق أمامها يصونها،
3
ولكن يجب من هذه الناحية إيجاد منطقة خالية عرضها مساو لعرض المنطقة الغربية.
وفي حالة هدم السور تجب ملاحظة الأمور الآتية: (أ)
يجب أن تبقى في مكانها بقايا الحائط الواقع على الأراضي الصخرية التي تقع في شمالي مقبرة الجبيلة. (ب)
يجب أن تبقى الكتابة الباقية في مكانها على السور في الحائط الشرقي لجامع ألطنبغا. (ج)
يجب أن تحفظ الحجارة القديمة بالقدر الممكن من أماكن مصونة، ويمكن أن تسد بها الثقوب الواقعة في السور أو ترمم بها القلعة.
4 (1-2) باب النصر
5 (انظر مخططه في الوجه «1» من المقال الذي نشره سوفاجه عن «سور مدينة حلب البدائي»، الذي نشره في مجموعة المعهد الفرنسي بدمشق سنة 1929
Mélanges de l’Institut Français de Damas ) بني في السنوات الأول من القرن الثالث عشر للميلاد. وقد هدم الجزء الرئيسي منه ففتح طريق عام، ولكن برجيه الدفاعيين ما يزالان محفوظين تماما.
يجب صيانة ما تبقى من هذا الأثر الفخم بإزاحة الدكاكين التي تكاد تغطيه. (1-3) باب أنطاكية
6 (انظر مخططه في الوجه «1» من المقال الذي نشره سوفاجه عن سور مدينة حلب.)
بني في سنة 1245م/631ه، وقد جدد في مناسبات متعددة. وإن نجفته متكسرة يجب إصلاحها، كما يجب هدم الدكاكين التي تشوهه، وقد أقيم أمامه مركز كهربائي منذ عهد قريب. (1-4) باب قنسرين
7 (له مخطط، وعنه بحث للأب رباط في «مجلة العاديات» بحلب، عنوانه «أبواب حلب»، حزيران سنة 1931.)
يرجع عهده إلى ما قبل القرن الثالث عشر الميلادي، على الرغم من الكتابة التي على الباب الخارجي. إن نجفة الباب الخارجي مفككة. (1-5) باب الفرج
8
لم يبق منه إلا برج جدد بناؤه أيام قايتباي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر للميلاد. (1-6) باب المقام ⋆
9
جدد بناءه برسباي
10
في القرن الخامس عشر.
وهو الباب الوحيد في حلب، الذي له دهليز إلى يمينه، وتجب صيانته تماما. (1-7) باب الحديد ⋆
11
ويسمى قديما باب القناة. (له مخطط وبحث نشرهما سوفاجه في مقاله عن «أسوار حلب».)
بناه قانصوه الغوري سنة 915ه/1500م، وحالته العمرانية جيدة جدا. (1-8) باب الجنان ⋆
12
لم يبق منه إلا برج واحد، جدد بناؤه في سنة 920ه/1514م. تجب صيانته مع الواجهة الغربية للسور. (1-9) القلعة ⋆ (لها مخطط عام، وبحث في مجلة
Der Islam
للأستاذ
Sobernheim
عنوانه «الكتابات العربية في مدينة حلب» 1926.)
إن القلعة هي أجل الآثار الحلبية الجليلة، تقع على رابية نصفها طبيعي ونصفها اصطناعي، كان يقوم من فوقها - بدون شك - أكروبول المدينة
Acropol .
وقد اكتشف المسيو بلوا ده روترو
بئرا قديمة وبقايا آثار بعض الأبنية البيزنطية.
على أن بعض أبراج الجهتين، الغربية والشمالية، يرجع إلى منتصف القرن الثاني عشر للميلاد، ويمكن أن يقال بوجه تقريبي إن القلعة بشكلها الحالي ترجع إلى عهد السلطان الملك الظاهر غازي، أي بعد سنة 1209م/605ه.
كما أن قسما كبيرا منها يرجع إلى القرن الرابع عشر، والقرن الخامس عشر، والقرن السادس عشر للميلاد.
وللتعمق في الاطلاع على وصفها يرجع إلى كتاب السيد بلوا ده روترو «قلعة حلب وما حولها»، وقد طبع بالفرنسية بحلب سنة 1931م.
13
أما التنظيم الذي يجب أن يشمل جميع الفضاء المحيط بالجانب الخارجي للخندق فيكون كما يلي: (1)
يجب تحديد حرم للقلعة مرتفع في منطقة قدرها خمسون مترا، يحسب معها الطرف الخارجي للخندق. (2)
يجب إزالة كل بناء محدث على الساحة الممتدة جنوبي القلعة؛ حيث كان سوق الخيل قديما، وكان ينبغي ألا تبنى السراي الحكومية حيث بنيت.
ولما كانت القلعة لم تعد مقرا للأجناد، وجب أن يجعل سقف ثكناتها على مستوى إفريز السور ذي الشرفات.
إن جهودا عظيمة ونفقات باهظة يجب أن تبذل لصيانة هذا الأثر العظيم وحفظه على شكله الحالي.
وقد رمم المدخل، والأماكن التي جرت فيها الحفريات قد حصنت بالحديد، ولكن السور متهدم، ويزداد تهدمه يوما بعد يوم، فيجب أن يفحصه مهندس معماري، ثم يرمم قطعة قطعة بحسب إمكانية الأعمال.
ومهما كانت المبالغ المقدرة لترميم القلعة مرتفعة، فإنها ينبغي أن لا تحول دون ذلك؛ لأن القلعة تعتبر جزءا كبيرا من رونق المدينة ، وإذا كانت التلة التي شيدت القلعة عليها قد أخذت تفقد تاجها السوري - نسبة إلى سور القلعة - فإنها تصبح ذات طابع حزين ومهمل إذا لم يعتن بها،
14
كما هو الحال في قلعتي حمص وحماة، وبهذا تفقد الشهباء رونقها وطابعها.
15 (1-10) الجامع الكبير ⋆
المنطقة «السابعة»، المحضر «3001 / 2» في محلة سويقة علي.
16
لا شك في أن بناء الجامع الأموي الكبير قديم جدا، ولكنه جدد مرات عديدة.
17
أما بناؤه الحالي فلا يصعد إلا إلى عهد المماليك باستثناء المنارة المشيدة سنة 1090م/482ه، وأنها عمل رئيسي في الريازة السورية الإسلامية.
وأما منبره الخشبي المكفت فإنه يرجع إلى القرن الرابع عشر للميلاد، وفيه خشبيات أخرى قديمة هي المقصورة الشرقية، والشبكة التي تفصل بين القبلتين والباب إلى يمين المنبر.
والمسجد بحالة حسنة، وتجب العناية بالخشبيات القديمة، كما تجب صيانة الكتابة المنقوشة على الخشب فوق المدخل الشرقي. (1-11) مقام الصالحين ⋆
المنطقة «12»، المحضر «128 / 4».
هو محل عبادة قديم جدا، فيه صخرة تروي الأخبار أنها ترجع إلى أيام إبراهيم
18
صلى الله عليه وسلم
أكثر بنائه اليوم حديث، ولكن محرابه مؤرخ بسنة 1105م / 545ه، ومن ورائه منفذ ينفذ إلى مصلى صغير.
19
وعلى الباب متدليات من الحجارة البركانية (البازلت)، وفوقها كتابة جميلة بالقلم الكوفي على مرمر أبيض.
20
يجب أن يخلى من السكان.
21 (1-12) جامع القيقان ⋆
22
المنطقة «7» المحضر «1019 / 4» بمحلة العقبة.
23
من العسير جدا تحديد زمان بناء هذا المعبد الصغير المصنوع من الحجارة القديمة، وعليه كتابات حثية وعبرية، وفيه أعمدة عتيقة جدا.
ويغلب على ظني أنه يرجع إلى القرن الثاني عشر للميلاد على الأقل. (1-13) قبور قديمة
24 (أ)
قبر في مقبرة الصالحين، على بضعة أمتار من جنوبي مقام الصالحين (رقم 11)، وعلى هذا القبر كتابة لا يعرف اسم صاحبها، وهي غير مؤرخة، ولكنها ترجع إلى حوالي سنة 1125م/520ه، والكتابة بقلم كوفي مزهر.
وقد هدم هذا القبر في الفترة الأخيرة جماعة من اللصوص، ولكن دار الآثار أعادته إلى حالته الأولى.
يجب وضع تصوينة حديدية له.
25 (ب)
إلى الشمال الشرقي من القبر السابق، وفي جنوب شرقي مقام الصالحين توجد عدة قبور قديمة تبلغ حوالي العشرين قبرا، يرجع عهدها إلى آخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر للميلاد.
وإن تنوع طراز هذه القبور وكتاباتها الأثرية قيمة جليلة، فتجب صيانتها، وهذه القبور مطمورة إلى نصفها، فيحسن أن تجعل لها تصوينة حديدية إلى أن ترمم وتزال عنها الأتربة، وتعاد شواهدها إلى أماكنها، ويزال عن الشواهد ذلك الحك والكشط الذي نجده كثيرا في سورية. (1-14) الشيخ محسن ⋆
المنطقة «4» المحضر «2485 / 10» طريق الأنصاري. (له مخطط وبحث للمصنف نشره في مجلة
Syria
سنة 1928 عنوانه: قبران شيعيان بحلب.)
كان ضريح مشهد الدكة من بناء سيف الدولة،
26
بناه على قبر أحد أحفاد الرسول
صلى الله عليه وسلم ، الذي اكتشف موضعه بنبوءة.
27
أما بناؤه الحالي فلا يعدو القرن الثالث عشر للميلاد، ولكن ما تزال فيه كتابة كوفية تشهده بتجديده.
له باب عظيم بمتدليات، وقباب وعقود ذات طابع فني خاص وتبليط جميل أمام المدخل، والقبر من الخشب المحفور الذي يرجع إلى القرن الثالث عشر للميلاد، وفيه أعمدة قديمة منقولة من مكان آخر.
لا يحتاج الآن إلى ترميم، ولكن تجب العناية به.
عليه كتابات تتضمن ذكر الأئمة الاثني عشر عند الشيعة، وهي محفورة على الحجارة التي تعلو القبر من الجهة الشمالية، يجب حمايتها وحفظها كما تجب صيانة البناء نفسه. (1-15) المدرسة الحلوية (الحلاوية) ⋆
28
المنطقة السابعة، المحضر «3027 / 2» في محلة جب أسد الله، نشر مخططها الأستاذ كوير
Guyer
في مجلة
I. F. A. D.
في المجلد الحادي عشر مع بحث مفصل عنها.
هي كتدرائية حلب العظمى التي شيدت في القرن الخامس للميلاد وهدمت أيام الإمبراطور كوسروس في سنة 540م، ثم جددت في أيام جوستنيان. ثم حولت إلى مدرسة إسلامية في سنة 1147م/518ه
29
وما يزال فيها آثار من العهد المسيحي، وبخاصة الأعمدة الفخمة التي حفرت على تيجانها، صور أوراق الكنكر
Acanthe
الجميلة.
تحت إيوانها محراب خشبي رائع في حفره ونقوشه مؤرخ سنة 1245م/643ه، وفوق الباب الأعظم بقايا كتابة ترجع إلى عهده الإسلامي الأول. (1-16) جامع النوتة ⋆
30
المنطقة «7»، المحضر «1185 / 6» في محلة العقبة.
هو المدرسة الشعيبية التي بنيت سنة 1146م/535ه.
31
ولم يبق من بنائها الأول إلا الجهة الغربية والرواق، وهما متوجان بحجارة قديمة، نقشت عليها في القرن الثاني عشر للميلاد نقوش وكتابات رائعة تعتبر عمدة في تاريخ النقش العربي
Arabesque .
إن الزاوية الجنوبية الغربية من الجبهة متوهنة، ومن الضروري أن تنظم مساقط مياه المطر تنظيما متقنا؛ لئلا يفسد بناء السطح وتتوهن النقوش.
أما المنارة الحديثة البناء، والتي تثقل كاهل العقد والقبلية فيجب هدمها، كما يجب هدم الحواجز التي أقيمت من تحت القناطر. (1-17) المارستان النوري ⋆
المنطقة «7»، المحضر «1402 / 6» في محلة الجلوم.
له مخطط صنعه سوفاجه في الوجه «2» من كتابه.
هو مستشفى بناه نور الدين حوالي منتصف القرن الثاني عشر للميلاد،
32
ثم جدد في القرن الخامس عشر، وقد أصابه تهديم عظيم لتحويله إلى مساكن، فتجب صيانته؛ لأنه يمثل طراز بناء عربي لم يبق منه إلا القليل في العالم الإسلامي. راجع أيضا الأثر رقم 37.
إن الباب قد حافظ على مصراعيه الأصليين المزخرفين، المكونين من قطع خشبية، ولهما مظرافان حديديان من القرن الثاني عشر للميلاد.
أما داخل المستشفى فهو في حالة إهمال لا توصف؛ فالباب والجبهة يميلان بشكل عمودي نحو الطريق.
وأول ما يجب عمله لصيانة هذا الأثر هو إخلاؤه من السكان، والشروع في تنظيفه من الأوساخ وأكوام التراب.
33 (1-18) المدرسة المقدمية ⋆
34
المنطقة «7»، المحضر «1383 / 6» في محلة الجلوم، له مخطط في الوجه «2»، وبحث كتبه كرسويل
Creswell
في مجلة
B. I. F. A. O.
المجلد «21».
هي كنيسة قديمة حولت إلى مدرسة في سنة 1168م/545ه،
35
وهي أقدم مدارس الشهباء، وثاني مدرسة شيدت في سورية،
36
لها رواق جميل ذو نقوش مدورة ومشبكة، ومصلى فيه محراب من الرخام، ومن حول الصحن غرف عديدة للطلاب. وهذا هو كل ما بقي من بناء المدرسة القديم.
إن الرواق عرضة للانهدام
37
راجع كتابي المؤرخ في 19 آذار. (1-19) مطبخ العجمي
المنطقة «7»، المحضران «2057 / 3 و2035 / 3» بمحلة سويقة علي، له مخطط في الوجه «4».
هو بقايا قصر يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد رمم في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديي. كان - بدون شك - ملكا لأحد أمراء نور الدين، وهو القصر الوحيد من نوعه في الشرق الإسلامي.
له قبة تقوم على متدليات من الجص، وعقد يقوم على متدليات أيضا، وإيوان له غلق مقطع، وإيوان آخر له غلق منقوش.
وفيه بقايا خشبيات قديمة ترجع إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
38 (1-20) مشهد الحسين ⋆
39
المنطقة «4»، المحضر «2475 / 10» طريق الأنصاري، له مخطط في الوجه «2» من كتاب سوفاجه، وعنه بحث نشره سوفاجه بعنوان «المشاهد الشيعية».
هو مشهد شيد في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد أو أوائل القرن الثالث عشر لأسباب ما تزال مجهولة،
40
وهو أجمل آثار حلب، ولكنه نصف متهدم مع الأسف بسبب انفجار البارود فيه حين دخول جنود الشريف الحسين بن علي.
إنه بناء فخم لتنوع قبابه وعقوده؛ فيه قبة عظيمة لها متدليات، وقبة ذات كوى بعواميد صغيرة، ومحراب فخم له عمودان من المرمر.
والبناء متوهن جدا إلى درجة أنه يجب الإسراع بإصلاحه للاحتفاظ ببقيته الباقية،
41
كما يجب رفع الأنقاض منه، وجمع الحجارة المنقوشة والكتابات القديمة المنثورة بين تلك الأنقاض، ووضع حد لسرقة حجارته.
42 (1-21) جامع الشيخ معروف ⋆
المنطقة «7»، المحضر «3376 / 2» بسوق الضرب، له مخطط في الوجه «5» من كتاب سوفاجه، وبحث في كتاب كرسويل
Cairene Madrasas .
هو المدرسة الشاذبختية القديمة التي ترجع إلى القرن الثالث عشر للميلاد،
43
له باب ضخم بمتدليات، غطي نصفه بعقد السوق، وفيه أجمل محاريب مساجد حلب.
44
ولبابه مصراعان بمطراقين حديديين قديمين. (1-22) الشيخ فارس ⋆
في بساتين باب الله (بابلي)
45
له مخطط في الوجه «5» من كتاب سوفاجه.
هو مقر ضريح الصوفي أبي بكر المراغي 602ه/1204م وإن قيمة هذا الأثر، القائم على صخور الجبل، هي في موقعه الجميل. (1-23) المدرسة السلطانية ⋆
المنطقة «11»، المحضر «2303 / 6» قبالة القلعة، لها مخطط في الوجه «5» من كتاب سوفاجه، وبحث نشره
Creswell
في كتابه
Cairene Madrasas .
هي
46
تربة سلطان حلب الملك الظاهر غازي (1223م)
47
لها باب ضخم، ومصلى بقبة ومحراب من أجمل محاريب حلب، وفيه غرفة الضريح، أما ما تبقى من بنائها فهو محدث.
يمكن هدم المنارة المحدثة التي تثقل كاهل سطح الباب، وبما أن الأتربة قد تجمعت بارتفاع مترين، وجب تنظيفها وإعادة مستوى أرضها إلى الحالة الطبيعية.
48 (1-24) المدرسة الأتابكية (جامع الكلتاوية) ⋆
49
المنطقة «10»، المحضر «851 / 7» في محلة باب الحديد.
هي تربة الأتابك طغريل (1223م)،
50
وإن قيمتها الأثرية الوحيدة هي في واجهتها التي تمتاز بشكل عمراني خاص، ولكن بعضها قد تهدم مع الأسف، أما سائر بناء الأثر فمحدث.
51
ويمكن أن يحتفظ بالواجهة مع باب الحديد (الأثر رقم 7) الذي يحاذيها، وفي حالة الضرورة يمكن هدمها وإعادة بنائها في مكان آخر. (1-25) التربة المسماة بالدرويشية ⋆
المنطقة «8»، المحضر «2727 / 10» في جنوبي الفردوس، لها مخطط في الوجه «6» من كتاب سوفاجه.
هي تربة إحدى زوجات صلاح الدين أم ولده الأفضل علي 1224م/521ه، لها نمط عمراني منفرد بذاته في هذا القرن.
وإن جميع بناء هذه التربة له شأن.
52 (1-26) المدرسة الظاهرية البرانية
المنطقة «8»، المحضر «2710 / 10» في محلة الفردوس، له مخطط في الوجه «6» وبحث للأستاذ
Creswell
في كتابه
Cairene Madrasas .
هي
53
مدرسة تربة بناها الملك الظاهر غازي، بلا شك، في سنة 1217م / 610ه، لها باب ضخم بمتدليات، ورواق بأعمدة أمام القبلية، وقبة بمتدليات أيضا، وصحن مرخم بأشكال هندسية رائعة ذهب بعضه، وغرف للطلاب حسنة البناء وطابق علوي، ومحراب متقن.
إن قسما كبيرا من بلاط صحن المدرسة قد خرب بفعل سكانها، وقد لاحظت في زيارتي الأخيرة لها أن تخريبا كثيرا قد وقع بعد زيارتي لها في سنة 1927م.
ويجب إخلاؤها فورا من سكانها.
54 (1-27) المدرسة الكاملية البرانية
المنطقة «8»، المحضر «2586 / 3» في محلة المقامات، لها مخطط في الوجه «6»، وبحث في
Cairene Madrasas, Creswell .
هي مدرسة مجهولة يرجع عهدها إلى مطلع القرن الثالث عشر للميلاد.
لها باب بمتدليات، وإيوان فخم سقط قسم منه، وقبليته عامرة لها قبة بمتدليات متقنة ومحراب جميل.
سائر مرافق المدرسة مخربة، ويجب إخلاؤها من السكان والشروع في ترميمها، وبخاصة قبة الإيوان وأبواب القبلية التي يجب أن تفتح.
55 (1-28) جامع الدباغة العتيقة
المنطقة «7»، المحضر «2140 / 3» في محلة الدباغة العتيقة.
إن الجزء القديم من هذا المسجد هو منارته التي ترجع إلى مطلع القرن الثالث عشر للميلاد، وهي من أجمل منارات حلب.
56
أما المسجد نفسه فلا قيمة أثرية له، ولكن تجب العناية به لأسباب فنية.
57 (1-29) الزاوية الكمالية
المنطقة «7»، المحضر «1498 / 6» من محلة العقبة.
هي أثر مجهول يرجع إلى عهد ليس بالبعيد، والجزء المهم منه هو الباب بقبته الجميلة ذات المتدليات التي ترجع إلى القرن الثالث عشر للميلاد.
58
في حالة الضرورة يمكن نقل الباب. (1-30) الزاوية البزازية
المنطقة السابعة، المحضر «1310 / 6» في محلة الجلوم.
هي أثر مجهول
59
له باب جميل بمتدليات يرجع عهدها إلى القرن الثالث عشر للميلاد، إن رأس قوس الباب تزحزح قليلا فيجب تثبيته بالأسمنت ليحال دون زحزحته.
يمكن نقل هذا الباب في حالة الضرورة. (1-31) مدرسة الفردوس
المنطقة «8»، المحضر «4689 / 4» جنوبي باب المقام، لها مخطط في الوجه «4»، وبحث في
Cairene Madrasas, Creswell .
هي المدرسة التي بنتها ضيفة خاتون زوج الملك الظاهر غازي.
60
بناؤها رائع بصورة عامة، لها باب بمتدليات، وفي الصحن أروقة بأعمدة وإيوان، وفي القبلية قبة بمتدليات، ومحراب من الرخام المجزع ورفاريف من الخشب المحفور.
61
إن الزاويتين - الشمالية الغربية، والشمالية الشرقية - اللتين اغتصبتا وجعلتا دورا للسكن يجب إخلاؤهما وإصلاحهما. والإيوان الشمالي يجب إخلاؤه من الحيطان الصغيرة التي شيدت فيه من الطين والحجارة الصغيرة فشوهت جماله، كما يجب تدعيم القبة.
إن الأعمال الترميمية فيها يجب أن تبدأ بهدم البيوت الملصقة بالجبهتين الشرقية والغربية. أما الرواق الغربي للصحن الذي سقطت عليه الأعمدة وتيجانها فتمكن إعادة بنائه بكلفة قليلة. (1-32) خانقاه الفرافرة ⋆
المنطقة «7»، المحضر «3551 / 1» في محلة الفرافرة
62
لها مخطط في الوجه «7».
هي خانقاه
63
بناها سنة 1237م / 635ه السلطان الناصر يوسف الثاني
64
وهي إحدى خانقاهين محفوظتين في سورية، وهي الأكمل والأجمل من بينهما، لها باب بمتدليات، وإيوان، وقبلية بقبة لها متدليات، ومحراب بفسيفساء رخامية، ورفراف خشبي منقوش ومزخرف بخطوط محفورة، وبقايا طابق علوي وغرف للصوفية، وإلى الجنوب الشرقي ملحق فيه بعض الغرف أيضا.
إن الجبهة مائلة قليلا نحو الطريق، وداخل الخانقاه، يجب أن ينظف ويخلى من سكانه لئلا يزيد توهنا.
65 (1-33) المدرسة الشرفية
66
المنطقة «7»، المحضر «2384 / 2» في سويقة حاتم، لها مخطط يصف حالتها القديمة في الوجه «7» نقلا عن
Creswell
في كتابه
Cairene Madrasas .
هي مدرسة بنيت في سنة 1242م / 517ه
67
لكنها رممت مجددا من قبل دائرة الأوقاف فشوهتها. ولم يبق من بنائها القديم ما يصلح لوضعه ضمن الآثار الحلبية سوى الباب المزخرف والعقد ذي المتدليات، والقبلية بقبتها ذات المتدليات، ومحرابها. (1-34) جامع الكريمية ⋆
68
المنطقة «8»، المحضر «814 / 5»، محلة: باب قنسرين.
أهم ما بقي من آثار بنائه القديم هو الباب الغربي المبني سنة 1256 / 654ه بعقده ذي المتدليات.
وما في البناء اليوم كله حديث.
تجب صيانة الباب، ويمكن نقله في حالة الضرورة إلى مكان آخر. (1-35) قبور قديمة
في مقبرة المقامات، إلى شرقي المدرسة الكاملية (الأثر رقم 27) توجد ثلاثة قبور ترجع إلى القرن الثالث عشر للميلاد، وهي مزخرفة بكتابات وشعارات لها قيمة خاصة.
فيجب العناية بها مثل العناية بالقبور التي ذكرناها تحت رقم «13» وإلا نقلها إلى المتحف وهو أفضل.
69 (1-36) جامع الطنبغا ⋆
المنطقة «11»، المحضر «2605 / 5»، محلة: الطنبغا، له مخطط في الوجه «8».
هو مسجد عظيم بناه الأمير الطنبغا
70
في سنة 1318م / 714ه، له جبهة جميلة ورواق بعقد تعلوه عدة قباب بمتدليات، وفي أعلى محرابه قبة بمتدليات، وله منبر حجري ومنارة جميلة.
أما المدرسة التي كانت ملحقة به من الجهة الشمالية فهي متهدمة، ولم يبق منها إلا الجبهة.
71
والمدرسة والجامع يكونان كلاهما وحدة يجب صيانتها.
72 (1-37) مارستان أرغون ⋆
المنطقة «8»، المحضر «799 / 5» في محلة باب قنسرين، له مخطط في الوجه «8».
هو مستشفى بناه الأمير أرغون
73
في سنة 1354م / 755ه، وهو أفضل الأبنية التي من نوعه في سورية ومصر؛ فإن كل مرافقه القديمة ما تزال بحالة جيدة.
له باب بمتدليات فخم جدا، وصحن تحيط به أروقة، وإيوانان متقابلان وغرف للمرضى.
74
الجبهة مشققة، والقباب فيما يظهر لي هي في حالة سيئة، وأول ما يجب عمله هو إخراج الساكنين فيه الذين سرقوا منه الخشبية القديمة، فيجب إعادتها فورا وإرجاعها إلى أماكنها.
75
كما يجب إعادة حلقتي الباب، الذي توهن، والذي بقي فيه بعض غطائه البرونزي، ويجب تنظيفه وإصلاحه بشكل تسهل معه إعادة الأجزاء المفقودة منه. (1-38) مراحيض عامة ⋆
المنطقة «7»، المحضر «2396 / 2» بسوق المناديل، لها مخطط في الوجه «8».
هي بناء واسع تعلوه قبة عالية من القرن الثاني عشر للميلاد، وتحيط به غرف المراحيض، وقد جدده سنة 1357م / 758ه الأمير طاز.
76
وهو أحد بناءين اثنين من نوعه في سورية.
لا يستدعي القيام بإصلاح ترميمي سريع الآن سوى إزالة الحاجز الخشبي الذي يغطي المدخل ذا المتدليات، كما يجب تجصيصه وتنقية جوه.
77 (1-39) جامع الفستق ⋆
المنطقة «7»، المحضر «5241 / 2» بمحلة سويقة علي، له مخطط في الوجه «8».
هو المدرسة الصاحبية
78
التي بنيت سنة 1349م / 750ه، لها باب جميل جدا وجبهة، منقوش بزخارف هندسية جميلة، وفي داخله محرابان من الجص المحفور.
لا يجب عمل شيء الآن سوى تنظيف الصحن من الأتربة وأكوام الحجارة.
79 (1-40) جامع المهمندار
المنطقة «7»، المحضر «3644 / 1»، محلة: باب النصر، له مخطط في الوجه «9».
هو بناء مجهول
80
من القرن الرابع عشر للميلاد، فيه قبلية لها سدة طرزها غريب. الباب مهم؛ والمنارة هي أهم ما في المسجد من الآثار؛ فقد بنيت على طراز أناطولي بإتقان بارع.
إن ميل المنارة نحو الطريق هو مقلق.
81 (1-41) جامع الرومي ⋆
المنطقة «8»، المحضر «884 / 5»، محلة: ساحة بزه، له مخطط في الوجه «9».
هو مسجد بناه الأمير منكلي بغا سنة 1365م / 768ه.
82
وقد تهدم بعض القناطر المحيطة بالصحن. ومنارته جميلة أسطوانية الشكل. وله بابان جميلان.
83
جبهته متوهنة، ونخشى أن يؤثر توهنها على سائر الأثر. (1-42) قسطل السكاكيني
المنطقة «81»، المحضر «1342 / 6»، حارة الأعجام.
84
هو لصيق
85
الجامع المشهور بالسكاكيني (الأثر رقم 95) إلى جهة الغرب، ولا شك في أنهما مبنيان في زمان واحد.
وهو أجمل قساطل حلب، ويجب إزالة الألواح الخشبية من تحت قنطرته، والعمل على إزالة التشويه عن زخارفه ونقوشه. (1-43) المدرسة الطرنطائية
المنطقة «11» المحضر «1958 / 1»، محلة: محمد بك، لها مخطط في الوجه «9».
مدرسة مجهولة
86
فاسمها وتاريخ بنائها في سنة 1392م / 785ه هما من مزاعم شيخها!
87
بناؤها عظيم الريازة،
88
وهي بحالة جيدة، لها بابان بمتدليات وزخارف هندسية وصحن واسع في جانبيه أروقة.
أما القبلية فلها قباب عالية وإيوان ضخم متوجه إلى جهتين.
والطابق العلوي منها حالته حسنة.
ظهر لي أن الحائط الغربي للقبلية بادئ بالتخلخل فيجب تكليس أحد البابين بأسرع ما يمكن، وهذا يكفي الآن لئلا يحتاج بعد سنوات إلى القيام بإصلاحات كبيرة.
89 (1-44) حمام الجوهري ⋆
المنطقة «8»، المحضر «694 / 5» باب قنسرين، لها مخطط في الوجه «9».
بناها الأمير أقبغا
90
سنة 1384م / 789ه.
91
فخمة بإنشائها، فضلا عن التفاصيل في بنائها المطبوع بطابع الحمامات الملوكية في سورية الشمالية، إلا أنها أكثرها بساطة.
لا نقترح القيام بأي إصلاح فيها الآن سوى كشف الكتابة القديمة والزخارف والباب، ويمكن أن تظل حماما على شريطة أن تظل حالة المجاري مراقبة بشدة. (1-45) جامع البياضة ⋆
المنطقة «10»، المحضر «70 / 7»، محلة: البياضة،
92
له مخطط في الوجه «9».
هو الجامع المعروف قديما بجامع الصروي
93 (1402م).
له جبهة جميلة بنقوشها. ومنارة رشيقة. وقسطل بقبو. في داخله المجدد قبران قديمان. (1-46) جامع الأطروش
المنطقة «11»، المحضر «1251 / 6»، محلة: الأعجام، له مخطط في الوجه «9».
هو جامع تربة أقبغا 1403م / 807ه.
94
وله جبهة جميلة مزخرفة بالحفر والنقش.
منارته رشيقة، وقبليته مجددة منذ عهد قريب. وقد أعيد تدعيم مأذنته وقويت في سنة 1953. (1-47) جامع الدرج ⋆
المنطقة «10»، المحضر «1030 / 0».
95
جامع مجهول العهد
96 (حوالي سنة 1406م) وهو صغير، حسن الصيانة. له جبهة جميلة ذات ألوان شتى مزخرفة بكوى مسطحة لها متدليات، فيها شباك حجري مخرم وفيه محراب قديم. (1-48) حمام اللبابيدية
المنطقة «1»، المحضر «2300 / 6» قبالة القلعة.
هي الحمام المعروفة قديما بحمام الناصري
97 (القرن الرابع عشر للميلاد)، وهي أجمل حمامات حلب، ومن أشهر حمامات سورية.
إن قبة قاعة المشلح منقوبة فيجب ترميمها، ولا يمكن أن ترمم إلا بوضع طبقة من الجلد لئلا تنكسر القمريات الجصية كسورا جديدة، ولكي لا يذهب الدهان الذي يزين القبة.
ويمكن أيضا صيانة بقايا الكتابة المنقوشة في قاعة المشلح بوضح ألواح زجاجية عليه فإنها وثائق جد نادرة.
إن هذه الحمام لا تعمل اليوم كحمام، بل اتخذها اللبابيدية محلا للعمل فيحسن أن تهيأ لاستقبال الزوار. (1-49) سبيل باب المقام ⋆
هو سبيل يرجع إلى القرن الخامس عشر للميلاد
98
تزينه ثلاث كتابات وشعار، وهذه الوثائق يمكن نقلها إلى المتحف، ولكن لا مانع من الإبقاء عليها في مكانها؛ لأن السبيل يصونها مع باب السور أيضا (الأثر رقم 6).
يجب أن يكون موضع عناية.
99 (1-50) تربة أغلبك
100
المنطقة «8»، المحضر «2630 / 3» في محلة الفردوس.
هي تربة صغيرة مربعة، تعلوها قبة لها جبهة جميلة مزخرفة ولها شبابيك حجرية مخرمة، يجب إخلاؤها من السكان، وتنظيفها من الأتربة المكومة فيها. (1-51) تربة الشيخ شهاب الدين أحمد
101
المنطقة «8»، المحضر «54 / 26 / 3» في محلة الفردوس.
هي تربة صغيرة تعلوها قبة، ويتصل بها إيوان 1404م / 783ه لها شبابيك حجرية رائعة. (1-52) تربة مجهولة
المنطقة «8»، المحضر «2655 / 3»، محلة: الفردوس.
هي تربة مجهولة بنيت على شكل مسجد، لها شعارات، وفيها عدة قبور قديمة حالتها العامة جيدة.
يجب إخلاؤها من السكان.
102 (1-53) المدرسة السفاحية ⋆
103
المنطقة «8»، المحضر «874 / 5»، محلة: ساحة بزه.
بناها في سنة 1464م / 828ه القاضي ابن السفاح.
لها جبهتان جميلتان، وباب بمتدليات ومنارة رشيقة.
داخلها حديث البناء.
104 (1-54) قسطل الحرامي
105
المنطقة «6»، المحضر «1022 / 1»، محلة: قسطل الحرامي.
جدده في سنة 1490م / 897ه برد بك (تاجر الممالك السلطانية)
106
وإن الحجر المنقوش عليه تاريخ بنائه الأول هو غير مقروء بشكله الحالي.
هو قسطل جميل له نقوش بديعة محفورة وأعمدة في الزوايا وشعار يمكن نقله من مكانه.
في داخل الجامع
107
الذي يقع وراء القسطل (المحضر 1021 / 1) قبر المجدد وهو جميل منقوش. (1-55) قسطل ساحة بزه ⋆
108
المنطقة «8»، المحضر «1518 / 2»، محلة: ساحة بزه.
قسطل جميل من القرن الخامس عشر.
مزين بعمودين صغيرين يشكلان إطارا مضفورا.
عليه كتابة «مدهونة حديثا» وشعاران. ويمكن نقله من مكانه. (1-56) جبهة منزل
المنطقة «8»، المحضر «795 / 5» باب قنسرين.
هي جبهة خارجية لمنزل من القرن الخامس عشر للميلاد.
لها باب بقوس منكسر، يعلوه شباك خارجي ذو زخارف جميلة.
إن هذه القطعة الرائعة من الريازة العربية على بساطتها تعطينا صورة جميلة عن أقدم وثيقة معمارية في الشهباء.
لم أستطع دخول المنزل، ولكني أكاد أجزم بأن داخله مجدد، وإذا كان الأمر كما قلت فلا معنى لبقاء هذه الجبهة هنا، ويحسن نقلها إلى مكان آخر، هذا وإن صغرها يسهل عملية النقل.
109 (1-57) خان القصابية ⋆
110
المنطقة «7»، «المحاضر 3058 / 2، 3060 / 2» من محلة جب أسد الله، له مخطط في الوجه «10».
بناه الأمير أبرك في سنة 1510م / 916ه.
له جبهة جميلة على بساطتها، وساحته ومسجده وأروقته كلها قد شوهت بأبنية حديثة، ولكن يمكن إرجاعها إلى حالتها الأولى.
وله ساحة خلفية في حالة حسنة، وهي جديرة بالعناية.
يجب حالا إزالة الرفاريف من على الواجهة فإنها تشوهها، كما أن الزخارف المشبكة التي تعلو الدكانين من جانبي الباب قد غطيت مؤخرا بستائر فيجب إزالتها كذلك. (1-58) قسطل علي بك ⋆
111
المنطقة «11»، المحضر «2000 / 1»، محلة: محمد بك.
بناه الأمير علي بك سنة 1509م / 916ه.
وهو نمط كامل للقساطل الحلبية في عهد المماليك، حسن الصيانة ويمكن نقله. (1-59) خان خاير بك ⋆
112
المنطقة «7»، المحضر «3458 / 2» سويقة علي، له مخطط في الوجه «10».
بناه 1514م / 928ه الأمير خاير بك آخر الأمراء المماليك بحلب.
113
له باب جميل بمصراعين محددين. وعليه كتابات وشعارات منقوشة. وفي الصحن شعارات أيضا وزخارف وغرف قديمة.
114 (1-60) خان أوجان ⋆
المنطقة «6»، المحضر «3385 / 6»، محلة: المرعشلي.
115
بناه خاير بك في حوالي سنة 1515م / 920ه
116
داخله مجدد، لكن بابه القديم موجود، وهو محاط بإطار على جانب من الزخرفة الرائعة
Arabesque . (1-61) تربة خاير بك ⋆
المنطقة «8»، المحضر «2325 / 3» مقابل باب المقام.
هي تربة ضريح الأمير خاير بك بناها سنة 1514م / 920ه
117
تعرف اليوم باسم قبة الشيخ علي. لها قاعتان بقبتين يصل بينهما إيوان بقبته يجب إخلاؤها من السكان ثم ترميمها.
118 (1-62) خان الصابون
المنطقة «7»، المحضر «2387 / 2» بسوق المناديل، له مخطط في الوجه «8».
بناه، على الغالب،
119
الأمير أزدمر
120
في فجر القرن السادس عشر للميلاد.
121
له جبهة رائعة مزخرفة بإطارات هندسية، وألواح مشبكة، وشعارات. في صحنه شعارات أيضا وغرف للتجار.
يمكن إعادته إلى شكله الأول بسهولة، وذلك بإزالة الأبنية المحدثة.
إن الغرفة المبنية فوق شارع أصلان دده، والقسطل الذي يعلوها يجب أن يبقيا (المحضر 2387ف)، ويجب تطهير الجبهة من الأخشاب والأنابيب التي تشوهها. كما يجب إزالة سقف السوق المصنوع من الأخشاب والحديد الأبيض؛ لأنه يغطي الجبهة.
122 (1-63) جامع العادلية (العدلية)
123
المنطقة «7»، المحضر «3225 / 2» بساحة بزه، له مخطط في الوجه «10».
بناه
124
محمد باشا
125
سنة 1517م / 963ه، وهو أول مسجد بني في حلب على الطرز التركي.
فيه بعض ألواح من القاشاني الجميل. (1-64) خان قورد بك
126
المنطقة «7»، المحضر «1983 / 2، 1984 / 3» بسويقة علي، له مخطط في الوجه «11».
بناه قورد بك بن خسرو باشا
127
في مطلع القرن السادس عشر للميلاد.
تقسيمه رائع، له مدخل من ورائه صحن صغير وإيوان في نهاية الصحن.
128
إن الصحن الإضافي، وقباب الإيوان في حالة سيئة، فيجب إزالة البناء الحديث الذي سدت به بعض القناطر ليعود للصحن وضعه القديم، ويجب أيضا أن يراقب جيدا؛ لئلا تشاد فيه أبنية حديثة. (1-65) جامع البهرامية
المنطقة «7»، المحضر «1403 / 6» بمحلة الجلوم، له مخطط في الوجه «12».
هو جامع عظيم بمدرسة بناهما بهرام باشا بن مصطفى باشا
129
على نمط الجوامع التركية
130
مع بعض الخصائص السورية العمرانية المنتقدة.
محرابه صورة صادقة لمحراب الفردوس. (1-66) جامع الخسروية
المنطقة «8»، المحضر «946 / 5» قبالة القلعة، له مخطط في الوجه «11».
جامع عظيم
131
فيه مدرسة ورباط ومطبخ بناه خسرو باشا
132
في سنة 1537م / 951ه، فيه ألواح قاشانية. وأبوابه مجددة. (1-67) جامع الطواشي ⋆
133
المنطقة «8»، المحضر «1494 / 1» بباب المقام، له مخطط في الوجه «12».
بناه الطواشي صفي الدين سنة 1537م / 944ه.
وقد جدد داخله بعدئذ، ولكن جبهته ما تزال رائعة. وكذلك منارته الرشيقة وباباه وشبابيكه الأربعة المنقوشة وأعمدته المضفورة. (1-68) بيت رجب باشا
134
المنطقة «7»، المحضر «1627 / 3»، محلة: البندرة، له مخطط في الوجه «12».
بقية بيت من القرن السادس عشر للميلاد.
جبهته جميلة مزخرفة بنقوش رائعة. أما الغرف الثلاث التي تقع وراء الجبهة فلا قيمة لها. يمكن نقل الجبهة. (1-69) بيت جانبلاط
135
المنطقة «7»، المحضر «1711 / 3»، محلة: البندرة.
بيت
136
فيه إيوان عال علوا غير اعتيادي، مغطى بطبقة من ألواح القاشاني والمرمر. وفيه إيوان ثان أصغر يصعد إليه بدرج. وله جبهة منقوشة ومزخرفة بالقاشاني.
أما بقية البيت فلا قيمة أثرية لها.
ويظهر أن صيانة القاشاني متعسرة إذا ما بقي البيت مسكونا. (1-70) خان الدرج
137
المنطقة «12»، المحضر «615 / 2» باب المقام، له مخطط في الوجه «12».
هو بقايا بيت جميل من القرن السادس عشر.
له إيوان وقاعة بقبة، وفيه نقوش جميلة. (1-71) خان الوزير
المنطقة «7»، المحضر «3470-3471 / 2» سويقة علي، له مخطط في الوجه «13»، وعنه بحث في كتاب
Die Karawanserai im Vorderen Orient, Müller .
بناه أحد ولاة حلب في القرن السابع عشر للميلاد.
138
وهو بمجموعه رائع البناء، بل هو أجمل خانات حلب فيما أرى، والجبهة الغربية يجب أن تزال عنها لوحة الإعلانات التي وضعت مؤخرا، والجبهة الشمالية في حالة سيئة جدا.
139 (1-72) خان الكمرك
140
المنطقة «7»، محلة سويقة علي، له مخطط في الوجه «13».
بناه محمد باشا في القرن السابع عشر للميلاد.
وقد أقيمت فيه أبنية كثيرة محدثة إلى درجة أنها لم يعد يمكن معها إعادته إلى حالته الأولى، ولم يبق من بنائه القديم إلا المدخل والجبهة والمسجد الصغير في صحنه، ويحسن العناية بها جميعا. (1-73) المدرسة العثمانية ⋆
المنطقة «7»، المحضر «3784 / 1» بباب النصر، لها مخطط في الوجه «13».
هي المدرسة الرضائية قديما.
141
بناها عثمان باشا بن عبد الرحمن باشا
142
بناء كبيرا على النمط التركي الجميل المتقن الريازة.
143
يجب أن يعنى بحفظ هذه المؤسسة مع قصر الواقف
144
العظيم، ولم أستطع التعرف إلا على باب ذلك القصر المزخرف زخرفة جميلة تشبه زخرفة محراب الفردوس. (1-74) بيت غزالة
145
المنطقة «6»، المحضر «2239 / 9» بمحلة الصليبة في الجديدة، شارع قسطل أبشير، لها مخطط في الوجه «12».
هو بيت جميل من القرن السابع عشر للميلاد تحول اليوم إلى مدرسة للأرمن في، صحنه نقوش بديعة محفورة على الحجر. وقاعاته مغطاة بخشبيات مدهونة، وقد نقل أجمل هذه الخشبيات - إلى برلين - ووضع في متحف القيصر فريدريك.
إن اتخاذ هذا البيت كمدرسة مما قد يتلف باقي الخشبيات المدهونة.
146 (1-75) الشيخ أبو بكر
المنطقة «9»، المحضر «1915 / 7» قرب المستشفى العسكري
147
له مخطط في الوجه «12».
هو تكية للصوفية
148
اتخذها بعض الولاة الأتراك سكنا لهم. ولا قيمة فنية لبنائها بل لموقعها الرائع.
أقترح لصيانة هذا الأثر أن تصان كافة المحاضر المرقمة من 1911 إلى 1914، ومن 1914 إلى 1954، 1957، 1966، 1969. كما تصان الأراضي الخاصة بأملاك الدولة في هذه المنطقة.
وتجب العناية بالمجاري العامة في هذه المنطقة وبشجرات السرو القديمة التي تعطي هذه البقعة رونقا فنيا. (1-76) حمام النحاسين
المنطقة «7»، المحضر «3234 / 2»، سوق النحاسين
149
لها مخطط في الوجه «13».
بناء جميل له طابع عمراني رائع. وهذه الحمام هي - بلا شك - الحمام المعروفة قديما بحمام الست،
150
كما تدل على ذلك قائمة الحمامات القديمة المذكورة في القرن الثالث عشر للميلاد.
يجب العناية بها مثل العناية بالأثر ذي الرقم 44. (1-77) الأسواق
المنطقة «7»، القسم الثاني.
إن لصيانة أسواق حلب أهمية خاصة، فإنها الأسواق الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تفقد طابعها الأصلي، كما أنه يصعب تصنيفها بمجموعها بسبب تطورها، ولكثرة النفقات المطلوبة، إلا أنه ليس من السهل أن تفقد هذه الأسواق طابعها ، والذي نراه أنه يمكن تصنيفها إلى وحدتين: (أ)
الوحدة الأولى هي الأسواق التي تشكل خطين متوازيين مع الحائط الجنوبي للجامع الأموي الكبير، وهي:
سوق الحبال:
من محضر 2962 إلى 2938، ومن 2849 إلى 2871.
سوق الصرماياتية:
من محضر 2984 إلى 3000، ومن 2753 إلى 2775.
سوق العتقية:
من محضر 2872 إلى 2895، ومن 2898 إلى 2921.
سوق الباطية:
من محضر 2776 إلى 2800 و2751 و2752، ومن محضر 2801 إلى 2829.
ويمكن أن يضاف إلى هذه الوحدة.
سوق الذراع؛ من محضر 2656 إلى 6689 ومن محضر 2691 إلى 2722.
الذي يرجع إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، ويظهر لي أنه حسن الصيانة ولذلك لم أضعه في صلب هذه الوحدة.
151 (ب)
الوحدة الثانية هي السوق المحاذي لجبهة خان الكمرك، فإن الناحية الجنوبية منه لما كانت مشغولة بدكاكين مستخرجة من الخان (الأثر رقم 72)، أمكن أن نضعها مع «رقم 3098 و3098». انظر المخطط في الوجه 13.
إن هذا السوق، المبني دفعة واحدة - وهو بلا شك مبني في زمن واحد مع خان الكمرك - يحتوي على مدخل أثري، وسبيل بإطار مزخرف، وعدة قباب جميلة، وقيسارية بحالة جيدة (المحضر 3097)؛ فعندنا إذن مجموعة مكونة من «سوق + خان + القيسارية»، وهذه المجموعة هي وثيقة عمرانية مهمة لدراسة تاريخ الريازة العمرانية وتنظيم الأعمال الاقتصادية في الشرق الإسلامي. ⋆
152
أقترح تنظيف هذه القيسارية (المحضر 3097 العلوي)، فهي اليوم مهملة ومستعملة مستودعات للأقذار من قبل التجار المجاورين.
هوامش
اللائحة الثانية
وتشتمل على الآثار الثانوية التالية:
جامع بحسيتا
المنطقة «7»، المحضر «705 / 4»، محلة: باحسيتا (بحسيتا).
1
له منارة جميلة ترجع إلى القرن الرابع عشر للميلاد.
2
بقايا بيت
المنطقة «7»، المحضر «1695 / 3»، المحلة: البندرة.
3
جبهة فيها بعض النقوش الجميلة.
ترجع إلى القرن السادس عشر للميلاد أو السابع عشر منه.
4
بقايا بيت
المنطقة «7»، المحضر «1931 / 3»، المحلة: البندرة.
قاعة بقبة حسنة من القرن السادس عشر للميلاد.
5
خان الفاخورة
المنطقة «7»، المحضر «1707 / 3»، المحلة: البندرة.
بناء من القرن السادس عشر للميلاد، له طابع تجاري أو صناعي، يستعمل الآن فاخورة.
فيه بعض نجفات جميلة الحفر.
المصبنة العثمانية
المنطقة «7»، المحضر «3780 / 1»، باب النصر.
هي سوق صغير قديم (القرن السابع عشر للميلاد).
6
له طابقان. وهو في حالة عمرانية حسنة.
المدرسة الشعبانية
7
المنطقة «7»، المحضر «3580 / 1»، المحلة: الفرافرة.
بناء جميل له صحن تحيط به أروقة تعلوها قباب، وله قاعتان تعلوهما قبتان تكونان العلة في محور كل نهاية.
جامع الحيات
8
المنطقة «7»، المحضر «3035 / 1»، محلة: الفرافرة.
هو المدرسة الناصرية، قديما، وأصله كنيس يهودي مبني في القرن الرابع عشر للميلاد حول إلى مسجد.
له باب بقنطرة غريبة، وفي داخله كتابات عربية بحروف عبرية.
جامع الأقصراوي ⋆
9
المنطقة «7»، المحضر «1982 / 3»، سويقة علي.
له باب بمتدليات.
خان القاضي
10
المنطقة «8» المحضر «687 / 5» بباب قنسرين.
هو أقدم خانات حلب (من القرن الخامس عشر للميلاد).
11
تربة بني الخشاب ⋆
12
المنطقة «8»، المحضر «659 / 5»، محلة: الجلوم.
هي تربة أسرة بني الخشاب القضاة المشهورين بحلب (في القرن الثالث عشر للميلاد).
المدرسة الأحمدية ⋆
13
المنطقة «7»، المحضر «3064 / 2ر»، محلة الجلوم.
بناء جميل من العصر العثماني (القرن السابع عشر للميلاد). مع بعض التفاصيل الغريبة، قد كانت مستعملة مكتبة لدائرة الأوقاف الإسلامية.
جامع الشيخ حمود ⋆
14
المنطقة «8»، المحضر «798 / 5»، محلة باب قنسرين.
فوق بابه كتابة كوفية مشبكة جميلة سنة 541ه / 1146م.
جامع الموازيني ⋆
15
المنطقة «8»، المحضر «1015 / 5»، محلة: ساحة بزه.
له منارة جميلة من القرن الرابع عشر للميلاد.
تربة كوهر ملكشاه ⋆
المنطقة «8»، المحضر «949 / 5»، محلة: ساحة بزه.
هي تربة حفيدة السلطان بايزيد.
16
خان الفرايين
17
المنطقة «7»، المحضر «3329 / 2»، بسوق النحاسين.
هو خان جميل من القرن السابع عشر للميلاد.
فيه غرف تعلوها قباب.
وإن تشويه الصحن هو الأمر الوحيد الذي يحول دون تصنيفه في اللائحة الأولى.
حمام ساحة بزه
المنطقة «8»، المحضر «1542 / 2»، ساحة بزه.
حمام ملوكي جميل من القرن الخامس عشر للميلاد.
18
جامع القصيلة
19
المنطقة «12»، المحضر «458 / 2»، محلة القصيلة.
20
منارته من القرن الرابع عشر للميلاد.
21
ومقابله سبيل من فوقه ثلاث كتابات من القرن الخامس عشر للميلاد
22 (محضره 78 / 1).
جامع السكاكيني ⋆
23
المنطقة «11»، المحضر «458 / 2»، المحلة: القصيلة.
هو جامع آشق تمر
24
لم يبق منه إلا بابه وجبهته.
25
أما الداخل فمجدد.
المدرسة الأنصارية
المنطقة «11»، المحضر «2570 / 5»، محلة: الدحدالة.
26
هي مسجد تربة صغير مملوكي
27
له منارة، وباب بمتدليات وسبيل، وقبة من الحجر.
جامع باب الأحمر
28
المنطقة «11»، المحضر «2696 / 5»، محلة: أغلبك.
بناه
29
ابن أغلبك
30
في القرن السادس عشر للميلاد.
له جبهة مزينة بنقوش حفر رائعة. ومنارته لها نمط غريب.
31
مكتب الحموي ⋆
المنطقة «10»، المحضر «505 / 7»، محلة: البياضة.
هي دار قرآن
32
بنيت في القرن السادس عشر للميلاد.
لها قاعة يعلوها عقد من فوقه وقبيبة تعتمد على مساند.
جبهة أثر مجهول
المنطقة «10»، المحضر «528 / 7»، محلة: البياضة.
هي جبهة جميلة ترجع إلى القرن الرابع عشر للميلاد، فيها زخارف بأشكال هندسية على شكل مخدات.
الشيخ حامد الزركشي
33
المنطقة «10»، المحضر «862 / 7»، محلة: الكلتاوية.
هذه تربة مملوكية صغيرة تعلوها قبة مضلعة.
فيها بقايا ألواح زجاجية ملونة.
جامع الزكي ⋆
المنطقة «6»، المحضر «3382»، حارة: الطبلة.
34
مسجد من القرن الخامس عشر للميلاد.
35
له بابان مهمان.
جامع اللبن ⋆
36
المنطقة «6»، المحضر «1595 / 2»، محلة: قسطل الحرامي .
مسجد جدده في القرن الخامس عشر ثلاثة من أمراء المماليك.
37
له منارة، وشبابيك جميلة من الحجر المخرم.
جامع الميداني
المنطقة «6»، المحضر «1939 / 2»، المحلة: الألماجي.
38
له منارة جميلة على نمط بناء منارة جامع المهمندار.
39
جامع بنفوسا ⋆
40
المنطقة «10»، المحضر «040 / 5»، حارة: خان السبيل.
بناه الأمير سودون في القرن الخامس عشر للميلاد.
منارته لها أهمية عمرانية.
جامع الشيخ سعد ⋆
منارته مهندمة رشيقة.
فيه نقوش جميلة على جبهة القبلية.
41
جامع قارلق ⋆
42
المنطقة «10»، المحضر «392 / 4»، محلة: قارلق.
منارته لطيفة مهندمة.
43
جامع هارون دده
المنطقة «10»، المحضر «3491 / 2»، محلة: صاجليخان.
44
على جبهته الغربية شباكان جميلان بنقوشهما.
45
جامع آغاجق
46
المنطقة «10»، المحضر «8283 / 2»، المنطقة: آغاجق.
مسجد صغير
47
على الأسلوب التركي (من القرن السادس عشر للميلاد).
حالته جيدة جدا.
جامع سليمان
المنطقة «10»، المحضر «9082 / 3»، محلة: الضوضو.
48
منارة رشيقة،
49
له شباكان جميلان منقوشان، وأربع حواجز حجرية جميلة.
جامع البكرة جي
المنطقة «10»، المحضر «2093 / 6»، المحلة: جب قره مان.
50
منارته جميلة من القرن الخامس عشر للميلاد.
51
حمام سوق الغزل
52
المنطقة «10»، المحضر «973 / 5»، المحلة: خان السبيل.
هي حمام من القرن الخامس عشر للميلاد.
53
لها باب جميل بزخارف متكررة.
زاوية الشيخ حيدر
المنطقة «10»، المحضر «1102 / 4»، محلة: محمد بك.
54
بناؤها حديث، ولكن فيها نجفة ضخمة ذات زخارف جميلة فوق باب القبلية.
55
حمام الواساني
56
المنطقة «7»، المحضر «2328 / 3»، محلة: سويقة علي، لها مخطط في الوجه «8».
حمام قديم، مهم.
حمام السلطان
المنطقة «7»، المحضر «3534 / 1»، محلة: الفرافرة.
بابها قديم،
57
أما هي فيجب أن تكون أقدم عهدا من القرن الثالث عشر للميلاد، وبما أنها مخصصة للنساء فإني لم أستطع الدخول إليها.
لا يصح أن تهدم إلا بمراقبة. أما في الحالة الحاضرة فقد رممت.
58
حمام الدلية
المنطقة «7»، المحضر «32 / 2»، سوق الحمام.
إن هذه الحمام هي اليوم مسورة ومحاطة بدكاكين كثيرة.
ويرجع عهدها إلى ما قبل القرن الثالث عشر.
يجب أن يطبق عليها ما يطبق على الحمام رقم «114».
قرقول الجديدة
المنطقة «6»، المحضر «2452 / 9»، محلة: الجديدة.
59
هو سوق جميل بأعمدة، يرجع عهده إلى القرن السابع عشر للميلاد على جبهته زخارف جيدة.
60
حمام الجديدة
61
المنطقة «6»، المحضر «12395 / 8»، محلة: الجديدة.
حمام جميل من العصر العثماني.
لها جبهة مزخرفة.
62
جامع المقامات
63
المنطقة «8»، المحضر محلة «2556 / 3»، محلة: المقامات.
جامع من القرن الخامس عشر للميلاد.
حسن الصيانة له منارة وقباب.
خان النقر
خارج البلدة في البساتين جنوبي الأثرين «26، 120».
هو خان منقور في الصخر على هيئة الخانات المبنية.
64
تربة الهروي ⋆
65
المنطقة «7»، المحضر «2758 / 10»، جنوبي غربي الأثر رقم «25».
هي تربة الكاتب الهروي من رجال القرن الثالث عشر للميلاد، حيطانها كلها مغطاة بالكتابات.
وفيها قبر قديم هو قبر السائح الهروي واقفها.
بيت قديم
المنطقة «6»، المحضر «2540 / 9» بمحلة الصليبة، له مخطط في الوجه «12».
هو بيت جميل جدا يرجع عهده إلى القرن السابع عشر للميلاد.
وهو في حالة من الصيانة متينة، وفيه خشبيات مدهونة وتبليط من المرمر الجميل.
هوامش
تذييل
في القساطل القديمة
في حلب عدد من القساطل القديمة الساذجة في بنائها، ولكنها جد أنيقة في مظهرها، وليس من الواجب الإبقاء على هذه الآثار الصغيرة في أماكنها.
ثم إن ما ذكر من هذه الآثار في اللائحة الأولى، يمكن نقله من مكانه وإعادة بنائه في بعض الحدائق العامة أو في أبنية جديدة إذا لم يمكن الاحتفاظ به حيث هو.
فمن بين هذه الآثار يمكننا أن نذكر بصورة خاصة: «قسطل جب أسد الله»: ⋆
1
من القرن الخامس عشر للميلاد وعليه شعارات وكتابات.
2 «القسطل المواجه للأثر رقم «84» (جامع الحيات)»: إنه يرجع إلى القرن السابع عشر للميلاد، وله شبك حديدي فيه رسوم محفورة.
3 «قسطل أبي خشبة بمحلة باب الجنين»:
4
إنه يرجع إلى القرن السادس عشر للميلاد، له قنطرة منقوشة. «القسطل المواجه للأثر رقم «94» (جامع القصيلة)»: إنه يرجع إلى القرن الخامس عشر للميلاد، وفيه ثلاث كتابات.
5 «قسطل الزيتون في محلة عنتر»:
6
من القرن السادس عشر للميلاد، له عقد مزخرف وعواميد صغيرة في زوايا محفورة ومشبكة. «قسطل شبارق في محلة محمد بك»:
7
من القرن الرابع عشر للميلاد فيه كتابات وشعارات. «قسطل مواجه لحمام الصالحية في محلة القصيلة»: من القرن الثامن عشر للميلاد، فإن له عقودا مزخرفة وحواجز حديدية من صنع ذلك العصر. «قسطل الرمضانية»:
8
في الشمال الشرقي من المدينة. من نهاية القرن الخامس عشر للميلاد، فيه عواميد صغيرة له إطارات محفورة وشعارات ومكتوبات.
9
هوامش
الباب الثاني
ويشتمل على اللائحة الثالثة
اللائحة الثالثة
وهي لائحة أحصيت فيها الآثار التي أهملها الدكتور المستشرق سوفاجه في كتابه إما لجهله بموقعها أو لظنه أنه لا قيمة أثرية كبيرة لها، أو لأنها اكتشفت حديثا؛ أي بعد تأليف كتابه. وقد يجد القارئ الفاضل بعض الآثار المحدثة البناء التي لا يرجع عهدها إلى أكثر من مائة سنة كبعض المدارس والكنائس وغير ذلك من المباني العامة، فنحن إنما وضعناها إما لملابستها لبعض الحوادث التاريخية الهامة، وإما لأنها فخمة في بنائها.
ومهما يكن من أمر، فإن الإبقاء عليها مع الإشارة إلى تاريخ بنائها وحداثة عهدها أفضل من إهمال ذكرها. (1) قناة حلب
قناة حلب قديمة ترجع إلى عهد الرومان.
قال في الدر المنتخب: هذه القناة تأتي من حيلان - قرية شمالي حلب - وفيها أعين جمع ماؤها وسيق إلى المدينة، وقيل إن الملك الذي بنى حلب نقل ماءها إلى وسط المدينة، وبنى المدينة عليها، وهي تأتي إلى مشهد العافية تحت بعادين، وتركب بعد ذلك على بناء محكم، رفع لها لانخفاض الأرض في ذلك الموضع، ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى باب القناة، وتظهر في ذلك المكان ثم تمشي تحت الأرض إلى أن تدخل باب الأربعين، وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد ... ولأهل حلب صهاريج في دورهم يأتي إليها الماء من القناة، إلا ما كان من الأماكن المرتفعة من البلد كالعقبة وقلعة الشريف فإن صهاريجهم من المطر. وكأن الذي حفرها أجراها إلى الكنيسة التي جددتها هيلانة - التي بنت المدرسة الحلاوية - وقال إن هذه القناة دثرت وإن عبد الملك بن مروان جددها في ولايته، وإن الذي أدخلها إلى حلب هو الشيخ الأمين ابن العصيص الذي تغلب على قنسرين ولم يدخلها داره حتى لا يقال عنه إنه فعل ذلك لحظ نفسه.
وقد جددت طرقها وقساطلها
1
مرات. (2) جامع بادنجك (محلة: بادنجك)
2
هو في زقاق الجامع المعروف به، وله صحن لطيف في وسطه حوض يجري إليه الماء من قسطل علي بك، وفي شمالي الصحن رواق في جنوبيه قبلية ذات منبر في غربيها كوة تطل على حجرة فيها قبر الواقف واسمه يعقوب بن يغمور، كما يفهم ذلك من الحجر المكتوب على باب القبلية. ولهذا الجامع منارة.
وقد عمر هذا الجامع في أواسط القرن الحادي عشر للهجرة. (3) جامع المستدامية (محلة: المستدامية)
هو جامع كبير كان يعرف بابن نفيس، ثم بالخانقاه الدامغانية، ثم بالبايزيدية.
أنشأه جمال الدين بن بهاء الدين بن نفيس أبو المحاسن ابن الزيني بن عبد الصمد الشرواني، وأنشأ فيه لنفسه تربة ومات سنة 854. وفي سنة 920 وقف حفيده محمد بن ناصر الدين عليه وقفا كبيرا. ثم إن مستدام بك بن عبد السلام، أحد عتقاء السلطان قانصوه الغوري، وقف عليه وقفا كبيرا.
3
وقد كتب على شباك قبة التربة «بسملة مما تبرع بإنشائه العبد الفقير الراجي عفو ربه (2) القدير الشيخ جمال الدين ابن المرحوم الحاج بهاء الدين ابن نفيس بن المرحوم الحاج عبد الصمد (3) ابن المرحوم الحاج عبد القادر الشرواني تغمدهم الله برحمته وأسكنهم عالي جنته (4) بتاريخ أربعة وخمسين وثمانمائة من الهجرة النبوية.»
وداخل القبة ضريحان أحدهما الواقف، والثاني حفيده محمد المتوفى سنة 963.
وشرقيها حجرة متهدمة فيها عدة من القبور.
وقد جددت قبليته وصحنه وغرفة الست. (4) جامع أبي ذر (محلة: الجبيلة)
هو مدرسة بني العجمي التي أنشأها سنة 595 الإمام شمس الدين أبو بكر أحمد بن أبي صالح عبد الرحيم الشهيد ابن العجمي (ت631)، وربما سميت مدرسة العجمي وتسمى الآن بجامع أبي ذر المؤرخ أبا ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل سبط بني العجمي المحدث المؤرخ الحلبي (ت884) مدفون فيها.
قال أبو ذر في كنوز الذهب: هذه المدرسة ذكرها ابن شداد من جملة المدارس التي خارج حلب، وهي الآن داخل السور، أنشأها شيخ الطائفة شمس الدين أبو بكر أحمد بن أبي صالح عبد الرحيم الشهيد ابن العجمي على مذهب الإمام الشافعي والإمام مالك في سنة 595، ولما توفي دفن بها، وقد دفن عنده جماعة من أقاربه كالشيخ أبي حامد وولده عبد الرحيم ... وإنما وضع هذه المدرسة هنا واقفها تبركا بخالد بن رباح أو بلال أخيه؛ لأن أحدهما مدفون في مقبرة الجبيل المعروفة قديما بمقبرة الأربعين، كما تقدم في فصل الزيارات. وكانت هذه المقبرة ملتصقة بهذه المدرسة لا بناء بينهما، والآن جدد بينهما بيوت وغيرهم ... وهذه ملتصقة الآن بالسور، وفي إيوانها الشمالي شباك مطل على خندق البلد، وكان قبل فتنة تمر فوق هذا الإيوان قاعة ملصقة مرخمة عظيمة، وبعد تمر وجد غالبها ... ويعلق الطباخ على كلام أبي ذر بقوله: لم تزل هذه المدرسة باقية، وقد اشتهرت في زماننا بجامع أبي ذر وهو ممن دفن فيها ... وقبليتها عامرة طولها نحو عشرين ذراعا وعرضها 12 ذراعا وفيها منبر للخطابة ... وشرقي القبلية بيت كبير قديم في وسطه قبة مرتفعة، في شرقيها شباك مطل على التربة التي هناك، وفي هذا البيت ثمانية قبور مسنمة بالتراب لا غير هي قبور بني العجمي، ومنهم المحدث الكبير إبراهيم بن محمد سبط بني العجمي وولده أبو ذر، لكن لا يعلم صاحب كل قبر على اليقين. وحول الصحن من جهتي الشرق والغرب حجر مشرفة على الخراب، وفي شماليه إيوان كبير خرب له ثلاثة شبابيك مطلة على الخندق ... وبعض أرض المدرسة مبلط بحجارة سوداء كبار ...
4 (5) جامع الحدادين (محلة: بانقوسا)
هو جامع حسن، بناه الحاج علي بن معتوق الدنيسري (ت743ه).
قال ابن الوردي في حوادث سنة 743ه: فيها توفي بحلب الحاج علي بن معتوق الدنيسري ، وهو الذي عمر الجامع بطرف بانقوسا، ودفن بتربته بجانب الجامع.
5
وقال أبو ذر: الجامع العتيق ببانقوسا أنشأه الحاج علي ابن معتوق الدنيسري وهو جامع نير أصغر من الجامع الجديد الذي في هذه المحلة.
6
ويعرف اليوم بالحدادين، وله بابان: أحدهما إلى الشرق، والآخر إلى الغرب، وبجانبه حجرة في وسطها قبر تزعم العامة أنه «قبر الشيخ علي الحدادي ابن المغربية نزيل مكة!» والصواب أنه قبر الواقف. وإلى يمين الباب قبو بدرج فيه حوض من قناة حلب، وقد جدد جدار القبلية في سنة 1310، وفيها قبر من الرخام الأصفر الجيد تعلوه قبة تقوم على أربعة عمد لطيفة، مبني سنة 1307ه. (6) جامع ألاجه (محلة: آغيور)
هو جامع المحلة الأعظم، أنشأه الأمير ألاجه بيك وأنشأ قسطلا، وهو جامع حسن يصعد إليه بدرجات، وله صحن واسع ومنارة حسنة. وقد تهدم معظمه في زلزال سنة 1237ه، ثم أعيد بناؤه.
يقول الغزي: «جامع ألاجه بك أنشأه المذكور في حدود سنة 966، وأنشأ تحته قسطلا عمل له مجرى وحول إليه ماء القسطل الأسود، ثم أعاد فائضه إلى القسطل الأسود ... وهو جامع المحلة.»
7 (7) جامع شرف (حارة: عبد الحي)
8
وهو جامع كبير قديم له صحن واسع وقبلية حسنة، كتب على بابه «عمر هذا الجامع المبارك في أيام وسعد مولانا الظاهر الملك الأشرف قانصوه الغوري.» وفي غربيه غرفة فيها حوض بني سنة 1200ه.
9 (8) جامع بيز (عبيس) (محلة: المغازلة (محلة جامع بيز))
هو الجامع الذي تسمى باسمه المحلة، فيقال لها محلة جامع «بيز» أو «بيس» أو «عبيس». وهو أجمل مساجد المحلة وأعظمها، يقع على الجادة الكبرى الممتدة من ساحة بزه إلى ساحة باب المقام.
وله صحن واسع في وسطه حوض كبير، وفي شرقيه مكتب للأطفال، وفي جنوبيه قبلية واسعة. وله منارة حسنة فوق الباب، وبجانب الباب الغربي سبيل على نجفة شباكه «أنشأه بعض أهل الخير سنة 1116.»
10 (9) جامع التوبة (خارج باب النيرب)
هو جامع حسن بناه الحاج محمد بن الحاج أبي بكر المعصراني الجبريني خارج محلة باب النيرب.
قال أبو ذر: «كانت محلته يباع فيها المنكرات وتقع فيها الفتيات، وتسمى بحارة السودان، فقام في عمارته جامعا الشيخ محمد المعصراني ... وكلم كافل حلب تنم بكلام حسن فتم مقصوده، وقام الناس معه بصفاء نية، وأسسه في حياته، وتمم بعد وفاته (مات سنة 852)
11 ... وصرف عليه الأمير أسلماس التركماني وكذلك غيره ... وعمر له منارة ورخم أرضه.»
وقد تهدم بابه القديم فجدد وكتب عليه بخط حديث «جامع التوبة»، وله قبلية حسنة فيها محراب رخام أصفر حسن، وقد جدد في سنة 1280. وفي شرقي الصحن ست حجر. وعلى باب القبلية «بسملة أنشأ هذا الجامع المبارك الفقير إلى الله تعالى محمد بن الحاج أبي بكر المعصراني الجبريني
12
في أيام مولانا السلطان الملك الظاهر جمقمق عز نصره
13
وذلك في شهر شوال سنة إحدى وخمسين وثمانمائة.» ووراء الباب تربة فيها قبور من جملتها قبر الواقف وعليه اسمه.
ويقول الغزي في نهر الذهب (2: 353): «الصواب أن اسمه جامع التوبة بضم التاء، وهي شجر ذكر التين، وكان فيه شجرة توب عظيمة، أضيف الجامع إليها، والناس يلفظون هذه الكلمة بفتح التاء، ويحكون في ذلك كلاما غير مستند إلى أصل. وهذا المسجد قديم محله في الصف الجنوبي من سوق باب النيرب والخندق محيط به وله صحن واسع ... وفيه حوض جدده متولي الجامع علي بن محمد النيرباني، وقد نقله من شماليه، معيدا إياه إلى محله الحالي ...»
وصحن الجامع جدد في سنة 1300ه وفرش بالرخام، وجعل فيه حوض ومصطبة. (10) أبنية حديثة ولكنها ذات أهمية تاريخية (10-1) الجوامع والمساجد
الجامع الحميدي (محلة: الجميلية)
هو المعروف الآن بجامع زكي باشا نسبة إلى بانيه عبد الرحمن زكي باشا بن حسين المدرس الوجيه الحلبي (1327).
14
بناه على مخطط المدرسة الرضائية العثمانية في محلة الفرافرة، إلا أنه أصغر منه، وله صحن واسع فيه حجر لأرباب الشعائر ولتعليم الأطفال في سنة 1318، وقد تولى المؤرخ الغزي الخطابة فيه وإنشاء كتاب وقفه، فارجع إليه.
15
جامع البختي (محلة: آقيول (آغيور))
هو جامع قديم مشهور بجامع البختي في محلة آغيور من القرن السابع للهجرة.
قال أبو ذر في كنوز الذهب: هذا الجامع شمالي بنقوسا غير متصل بعمائر، بل في طرف المقابر وشماليه جبل به قبة صغيرة مدفون بها شخص من التجار يقال له بيق، أنشأه الحاج عيسى بن موسى الكردي في أيام السلطان الناصر يوسف بن عبد العزيز محمد بن الظاهر غازي في سنة خمس وأربعين وستمائة، وعمارته محكمة من الآلات الثقيلة، ومن غربيه دكة مرخمة خارجه، وهو مكان نير.
وقال ابن الشحنة في الدر المنتخب: عدد ابن شداد بالرمادة أربعة وثلاثين مسجدا. وقال في مختصر البلدان: الرمادة محلة كبيرة كالمدينة في ظاهر حلب متصلة بالمدينة، وفي هذا المكان المسجد الذي يعرف بجامع البختي.
16
وكلام ابن شداد يدل على أن اسم «البختي» معروف في زمنه، وأن محلة الرمادة معمورة فيها عدد كثير من المساجد. وقد خربت هذه المساجد فيما يظهر بعد حادثة تيمورلنك.
وقد تهدم هذا المسجد إلى أن جدد في سنة 1311 في عهد السلطان عبد الحميد خان العثماني الثاني؛ ففي رمضان من هذه السنة أمر السلطان بترميم هذا الأثر القديم، فأعيد بناؤه وأصلح صحنه وبابه، وكتب على بابه أربعة أبيات نظمها علامة حلب وأديبها الشيخ بشير الغزي، وهي:
انظر إلى آثار رحمة ربنا
أحيا الموات وعاد بالإحسان
وإلى صنيع مليكنا الغازي الذي
سعد الزمان به وكل مكان
فلأمة المختار جدد جامعا
حتى تقام عبادة الرحمن
فلتغتبط إذ أرخوه بعيدها
قد شاده الملك الحميد الثاني
جامع أبشير باشا (محلة: الجديدة (محلة الشمالي))
هو جامع وقفه أبشير مصطفى باشا بن عبد المنان والي حلب في سنة 1061ه صاحب الخيرات والمبرات. قال المحبي: «هو مصطفى باشا الشهير بأبشير الوزير الأعظم، أحد الوزراء المشهورين بالجلالة والرأي الصائب وحسن السياسة، ولي الشام في سنة 1060 ... وولي حلب سنة 1061، وله بها الخيرات العظيمة من الجامع والخان والحوانيت وغيرها، مما جعله وقفا على الجامع وعلى صرة لأهالي مكة تحمل إليهم كل سنة.»
وقد اشترط أن يكون في جامعه رجل عالم يقرأ للناس العلوم والأحاديث، ومقرئ فاضل لتعليم أطفال المسلمين بالمكتب الذي أنشأه قرب الجامع.
17
يقول الغزي: «لا يوجد في هذه المحلة من الآثار الخيرية سوى آثار أبشير مصطفى باشا ابن عبد المنان، وهي جامعه الكائن في سوق هذه المحلة في الصف الموجه إلى الشرق، وهو جامع عامر تقام فيه السرية، والمكتب الموجود فيه ...»
18
ثم ذكر خلاصة وقفية المؤرخة في سنة 1064.
جامع حسان (محلة: الكلاسة)
19
يعرف هذا الجامع أيضا ... بجامع السلطان، ولا يعرف من هو حسان الذي نسب إليه. وهو من بناء الأمير سيف الدين علي بن سليمان بن جندر الأمير العالم (ت622).
20
قال أبو ذر: المدرسة بالحاضر السليماني خارج باب قنسرين أنشأها الأمير سيف الدين ... وكان إلى جانبها المسجد الجامع المتقدم ذكره، وكان قبل أن يبنى مسجدا تربة لبني أبي جرادة، وكان فيها القاضي أبو الفضل وأبوه أبو الحسن أحمد وجماعة من سلفه والشيخ أبو الحسن علي بن أبي جرادة، فلما جدده سيف الدين مسجدا حولت القبور إلى جبل الجوشن، وكانت التربة بالقرب من خان السلطان.
ولما عدد ابن شداد المساجد التي بالحاضر السليماني، قال: مسجد الأمير سيف الدين بن علم الدين. ثم قال: ومسجد أنشأه المذكور أيضا. ا.ه. فالحاصل أن له مسجدين: أحدهما كان إلى جانب هذه المدرسة، وقد اندثر وبقي محرابه، والثاني هو الذي تقام فيه الآن الجمعة، المعروف بجامع السلطان المذكور في الجوامع ...
وقال أبو ذر في كنوز الذهب في كلامه على الجوامع: الجامع الذي بالحاضر السليماني أنشأه أسد الدين شيركوه بن شادي صاحب حمص، ووسع بناءه الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر، وبنى إلى جانبه مدرسة وتربة ودفن بها.
21
ويقول الطباخ: موقع هذا الجامع جنوب تربة الكليباتي، بينهما الطريق وشرقي تنانير الكلس الآن ... كان خربا لم يبق منه سوى محرابه وبعض أنقاضه فاهتم بشأنه أهل المحلة سنة 1299 وعمروا قبليته وجدران صحنه وحجرتين في الصحن ... وشمالي هذا الجامع بنحو أربعين مترا قبة قديمة سقفها خرب في وسطها قبر عظيم هو قبر الأمير علي بن سليمان المترجم.
22
جامع الطرسوسي (محلة: باب قنسرين)
هو جامع لطيف واقع في الصف الغربي على يسار الداخل من باب قنسرين ، وهو قديم البناء له صحن، وقبليته طولها 26 ذراعا في أربع أذرع، وفيها قبر
23
وفي شرقي صحنه حجرة فيها سبيل لها شباك مطل على الطريق العام. والطرطوسي بانيه هو قاضي حلب محمد بن عبد الصمد أبو منصور فخر الدين الطرطوسي (ت549)، وهو الذي أشرف على بناء المدرسة الحلوية وتولى عمارتها. قال أبو ذر: درب الرحبة وهو الذي فيه المدرسة الأسدية ومسجدان للطرسوسي قبلي المدرسة. وقد جدد هذا الجامع أحمد بن محمد التاجر في سنة 748.
24
جامع القرمانية (محلة: باحسيتا شارع حمام التل)
هو جامع حسن كان بناه التاجر إبراهيم بن خضر القرماني اللاري نزيل حلب (ت964)
25
داخل باب الفرج، وبجانبه مكتب للأيتام ومدفن له.
يقول الغزي: هو جامع عامر حسن المنظر.
26
ويقول الطباخ: لا يزال معروفا بجامع القرمانية، وقد خربت دائرة الأوقاف قبليته وحجرة بجانبها من جهة الجنوب كانت مكتبا للأيتام، واتخذت مكانهما ثلاثة مخازن ... وعمرت القبلية فوق هذه المخازن ... وجعلت لها أربعة عشر شباكا مستطيلة مقنطرة على الطراز الأندلسي ... وعملت لها منبرا خشبيا مزخرفا ... سنة 1342، وفي صحن الجامع عدة قبور معظمها لبني العلبي العائلة المشهورة ... وفي الجهة الشمالية في جدار الجامع منارة قديمة صغيرة، لكن فيها شيئا من الزخرفة.
27
قلت: من بين المدفونين فيها الأمير إبراهيم بن أحمد بن الجانبلاد سنة 971ه.
جامع المشاطية (محلة: بانقوسا)
هو جامع حسن قديم مجهولة أوليته.
يقول الطباخ: هذا الجامع واقع في محلة المشاطية خارج بانقوسا ولا يعلم تاريخ بنائه، غير أن في الصحن محرابا مزخرفا جميلا يدل شكل بنائه أنه مما بني في القرن التاسع أو العاشر، ومنارته تدل على ذلك. وقبليته مستطيلة طولها 137 قدما وعرضها 37 قدما، وفيها قبر المترجم (أي الشيخ سعد بن سعيد الأهدل اليماني المرادعي الذي قدم حلب، وأقام في هذا الجامع إلى أن مات سنة 1174)، وهناك خزانتان ممتلئتان مصاحف مخطوطة وهي مهملة ... وله صحن واسع طوله 90 قدما وعرضه 42 قدما، وهناك قبر يعرف بقبر الشيخ إبراهيم المشاطي، وشمالي الصحن مصطبة واسعة فيها محراب كانت قديما مسجدا على حدة، وقد كتب على ظاهر المحراب «بناه صاحب الخيرات الحاج محرم بن فتح الله سنة 1132.» وفي الجهة الغربية من الجامع زاوية لبني الناشد، يظهر أنها بنيت في زمن الشيخ عبد القادر الناشد الكبير خليفة الشيخ سعد اليماني، وقد كانت وفاته سنة 1204.
28
جامع الحاج موسى (محلة: سويقة علي)
هو جامع ضخم متقن البناء، يقع في المحلة المعروفة به في سويقة علي بجوار المدرسة النارنجية.
بناه سنة 1176ه الحاج موسى آغا بن الحاج حسن جلبي بن الحاج أحمد أمير بن الحاج محمد البصري الشهير بالأميري أو بأمير زاده (توفي سنة 1177ه). وسماه جامع الخير. وهو جامع حسن العمران له صحن واسع طوله 37 ذراعا وعرضه 26 ذراعا، وفيه إيوان يؤدي إلى قبلية حسنة البناء طولها 25 ذراعا وعرضها 17 ذراعا، فيها خزانة خشبية متقنة الصنع تحوي على شعيرة من شعيرات النبي
صلى الله عليه وسلم
وله منارة جميلة عالية مستديرة على النمط العثماني. ووقفيته ذكرها الأستاذ الغزي - رحمه الله.
29
مسجد النارنجية (محلة: سويقة علي)
هو مسجد قديم يعرف بمسجد البلاط جنوبي جامع الحاج موسى الأميري بلصقه.
أنشأه الشريف أبو منصور سعيد بن عبد الله بن محاسن ابن صالح بن علي، وكان عالما جليل القدر متضلعا في اللغة والأدب، وقائما بفعل الخير أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
يقول الغزي:
30 «مسجد النارنجية مسجد قديم كان يعرف بمسجد البلاط، أنشأه الشريف الزاهد سعيد بن عبد الله بن محاسن ... وكان لهذا المسجد شمالية
31
باقية آثارها حتى الآن، كان محلها طيارة للأمير حسن بن الداية والي حلب في تلك الأيام، فاتفق أنه شرب خمرا فأنكر عليه الشريف فعله ورفع أمره إلى نور الدين، فأنكر عليه ذلك وأمره أن يهدم تلك الطيارة، فهدمها وبنى مكانها الشمالية المذكورة. وعرف هذا المسجد في القرن التاسع بمسجد عون الدين بن العجيمي. وفي أوائل الدولة العثمانية استعمل محكمة للشافعية واستمر كذلك دهرا طويلا، ثم لما دخل المرحوم إبراهيم باشا المصري إلى حلب استعمله مخزنا لأرزاق جيشه، وبعد خروجه من حلب بقي المسجد معطلا مغلقا إلى سنة 1293، وفيها سخر الله جماعة من أهل الخير أجروا عليه بعض الترميم وأغلقوا بابه القديم واستخرجوا له بابا صغيرا من غربيه، وعمروا في صحنه حوضا ... وهو الآن عمارة متوهنة لها صحن يبلغ ثلاثين ذراعا في مثلها في شماليها الحوض، ووراءه رواق صغير، وفي جنوبي الصحن بئر ذكرها في كنوز الذهب.»
32
مسجد النبي (محلة: ساحة بزه، بوابة النبي)
تجاه السراي الكبير المشهور بإسماعيل باشا إلى الشرق مسجد لطيف قديم يسمى مسجد النبي، ويقال إن النبي الدفين فيه هو كالب بن يوقنا سبط يهوذا أو كالب بن أبلوقيا، والمسجد عبارة عن بناء حسن ينزل إليه بدرجات له سماوي صغير وفي شرقيه بعض القبور، وفي جنوبيه قبلية عامرة إلى غربيها مدفن النبي وهو مفصول عن القبلية بشبك حديدي وهو ضريح ضخم.
يقول الغزي: «قال أبو ذر في تاريخه في فصل الزيارات: منها مزار بلوقيا - عليه السلام - مذكور في قصص الأنبياء مدفون في محلة التركمان، وتعرف الآن بساحة بزه. وقال فيه في محل آخر: في عرصة الفراتي نبي الله بلوقيا - عليه السلام. وعبارة الثعلبي هكذا: ولما حضرت الوفاة يوشع - عليه السلام - ابن نون استخلف على بني إسرائيل كالب بن لوقيا من سبط يهوذا، وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما ... وظاهر كلام أبي ذر أن المدفون بحلب كالب وأن اشتهاره بلوقيا من تصرفات العامة أو من الاختلاف الواقع في اسمه واسم أبيه ... وعلى باب المسجد مما يلي الزقاق قصيدة تركية، نفهم منها أن الذي جدد الباب المذكور مصطفى مظهر باشا والي حلب سنة 1264.»
33
ولم يشر الهروي في الزيارات إلى شيء من أحوال هذا الضريح ولا المسجد، وفي قصيدة ذكرها الغزي نظمها علي بن مصطفى الميقاتي هذه الأبيات:
وفي اسمه الأقوال زاد اختلافها
كذا بأبيه لوقيا اختلف الخبر
ورجح أصحاب التفاسير كالب
وأبلوقيا من ابن لوقى مختصر
ولم يدر أرباب التواريخ رمسه
وثامن قرن فيه ذا الرمس قد ظهر
مسجد العاشورية (محلة: قلعة الشريف)
هو مسجد عامر يقع على حافة خندق قلعة الشريف غربي هذه المحلة، يدخل من بابه الخارجي إلى مدفن فيه بعض القبور، ومنه يرقى إلى الباب الداخلي، وقد علته منارة قصيرة. ويدخل إلى صحن متوسط في جنوبيه رواق من ورائه قبلية عامرة.
وهو مسجد قديم جدد في عهد نيشانجي محمد باشا، وقد كتب على بابه الداخلي
في بيوت أذن الله أن ترفع
إلى آخر الآية سنة 1244.»
34
مسجد الكيزواني (محلة: العقبة، زقاق الكيزواني)
هو مسجد مجهول، له حيطان عالية وصحن حسن وقبلية كبيرة، ومنارة مقطوعة من نصفها، تزعم العامة أن بانيه هو الشيخ علي الكيزواني!
يقول الغزي: «هو في زقاقه، وهو جامع مرتفع عال له رحبة وقبلية فسيحة، وله منارة مقطوعة من نصفها تقريبا، وكان له باب جميل موجه جنوبا هدمه بعض الناس وأعاده على غير صورته الأولى، والظاهر أن هذا الجامع قديم بدليل حجرة ظهرت في بئره مكتوب فيها أن نصف سوق الحرير في سرمين وقف عليه.»
35
وقد جدده الوجيه يوسف بن أحمد الحافظ في زمان السلطان سليمان خان العثماني، كما كتب على بابه.
مسجد خان الطاف (محلة: الجلوم)
هو مسجد قديم يقع على الجادة الكبرى باتصال خان الطاف، له باب قديم مؤلف من ثلاثة أحجار سود، مكتوب على نجفته «بسملة أمر بعمارته مولانا الملك العادل سيف الدنيا والدين (2) ركن الإسلام أبو بكر محمد بن أيوب خليل أمير المؤمنين (3) أدام الله أيامه بتولي الفقير أحمد بن عبد الله القصري
36
الشافعي في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.»
وللمسجد صحن لطيف في جنوبيه قبلية صغيرة، وإلى جانب بابه مكتب لتأديب الأطفال.
37
مسجد النحاة (محلة: باب قنسرين)
هو مسجد لطيف، قال أبو ذر في كلامه على درب بني سوادة: اعلم أن بهذا الدرب مسجد طغرل بني في أيام الملك العزيز بتولي عبد المجيد بن الحسن العجمي في سنة سبع عشرة وستمائة. ويعرف هذا المسجد قبل فتنة تيمور بمسجد النحاة نسبة إلى الشيخين الأمامين شهاب الدين أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الأندلسي الغرناطي المالكي، والأعمى، المعروفين بالأعمى والبصير.
38
ويقع هذا المسجد جنوبي الخان المعروف بخان فنصه . وقد بقي من بنائه القديم بابه المؤلف من ثلاثة أحجار سوداء، وصحنه صغير. وقد رممه في القرن الماضي بعض الوجهاء من بني مير، ومن أعيان سكان تلك المحلة.
مسجد العريان
39 (حارة: جقور قسطل)
40
ينسب هذا الجامع إلى الشيخ العريان أو العرياني، وهو مجهول وربما سميت المحلة به أيضا. ويقع هذا المسجد في جنوبي المحلة، وهو بناء حسن له شبابيك عالية مطلة على الخندق وعلى الجادة، وله صحن واسع وقبلية لطيفة ومكتب لتعليم الأطفال. وفيه غرفة تحوي ضريح الشيخ العريان. وفوق باب المسجد منارة صغيرة.
41
مسجد بكتوت (محلة: آغيور)
هو من المساجد القديمة في هذه المحلة.
يقول الغزي: «من آثار هذه المحلة مسجد قديم دائر في جنوبي جامع الآجه بك يعرف بمسجد بلنكو، وقيل هو مسجد بكتوت سعى بتعميره أهل الخير.»
42
مسجد التينة (محلة: آغيور)
هو مسجد قديم مجهول يقع في غرب هذه المحلة.
يقول الغزي: «مسجد التينة هو من أقدم مساجد هذه المحلة ... ويقال إن بانيه هو خالد بن أبي بكر بن محمد العالم المشهور بالولاية الشيخ عبيس الريحاوي السرجي الصوفي نزيل حلب ... قدم إلى حلب من سرجه في أواخر القرن التاسع، وهو أول من عمر بها، وكانت قبل ذلك برية.»
43
مسجد عبد الغفار (محلة: المغازلة)
بالقرب من سراي إسماعيل باشا الذي تولى حلب سنة 1162ه مسجد يقال له مسجد عبد الغفار (!) وبجانبه في السراي نفسها مسجد يقال له جامع الروضة، أنشأته الحاجة عفيفة بنت الحاج محمد أبازه بن عبد الله آغا، يشتمل على ثلاثين غرفة، وقد وقف عليه ولدها الحاج إسماعيل باشا والي حلب وقفا عظيما يشاكل وقف عثمان باشا الدوركي واقف العثمانية الرضائية في سنة 1164ه.
وقد بقي مسجد عبد الغفار إلا أنه مشرف على الخراب. أما مسجد الروضة والسراي، فقد اندثرا وعمر الشيخ عبد الرحمن الجوبي محلهما قصره.
44
مسجد المغازلي (محلة: المغازلة (محلة جامع بيز))
45
هو مسجد فسيح يقع في زقاق الجبل من هذه المحلة، وله صحن واسع فيه مكتب لتعليم الأطفال، وقبلية جميلة البناء في جهتها الغربية ضريح من الرخام الأصفر هو ضريح الشيخ درويش الصوفي (ت1045) الحسيب الذي تزعم العامة أن اسمه الشيخ محمد المغازلي، وهو اسم مجهول الهوية، وقد كتب على باب المسجد ما يفيد أن بانيه الشريف صلاح في سنة 1046ه. (10-2) دور الحديث والعلم
دار الحديث السهيلية (زقاق فرن جتجوقه، سويقة حاتم)
هي دار حديث قديمة كان السيد محمد بن السيد حمزة الجعفري كاتب بكلمش أوصى أن تجعل قاعته الملاصقة للخانقاه الزينبية دار حديث، فلما مات جعلت دار حديث كما أوصى. وقام بعمارتها والده السيد حمزة سنة 776.
قال أبو ذر: ومن دور الحديث دار بالسهلية بالقرب من سويقة حاتم ... ولها شباك على الطريق واسع جدا وتحته حوض ماء.
46
وما تزال عامرة إلا أنها في طريق الاندثار والشباك الذي ذكره أبو ذر موجود، وقد كتب عليه «بسملة
إنما يعمر مساجد الله
إلى قوله تعالى:
ولم يخش إلا الله (2) أنشأ هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله حمزة الجعفري عن نفسه وولده العبد الشهيد محمد وجعله مسجدا لله تعالى ودارا للقرآن والحديث النبوي (3) عليه أفضل الصلاة والتسليم ومدرسة للعلم على مذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه - سلمه الله وغفر لهما بتاريخ جمادى الأولى سنة ست وسبعين وسبعمائة.»
وتحت الشباك حجر مقلوب كتب عليه «أنشأ السبيل المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى حمزة بن الجعفري في دولة مولانا السلطان الملك الظاهر برقوق أعز الله أنصاره (2) غفر الله له ولوالديه ولكافة المسلمين.»
وقد جددها الشيخ محمد بن حسن الكيالي سنة 1297ه، وهي معروفة الآن باسم الزاوية الجعفرية.
المدرسة المنصورية (محلة: الفرافرة)
هي مدرسة تقع إلى شمالي المدرسة العصرونية، لها صحن واسع في وسطه حوض مربع في شماليه ضفة فيها قبران، وفي جنوبيه إيوان عال من تحته ثلاث غرف ضخمة. وفي غربيه قبلية فيها ضريح الشيخ منصور بن مصطفى السرميني الحلبي واقف هذا المكان (ت1207).
47
وقد كانت في هذه المدرسة مكتبة حافلة تفرفت أيدي سبأ.
48
المدرسة الأسدية (محلة: قلعة الشريف)
بالقرب من جامع الطرسوسي مدرسة قديمة تنسب إلى الأمير أسد الدين شيركوه بن شادي بن مروان (ت564)، وهو عم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وكان من الأمراء الشجعان، ولاه نور الدين محمود بن زنكي على حمص والرحبة، وكان مقيما في دمشق، ومات في القاهرة.
49
يقول الغزي: «المدرسة الأسدية محلها قرب جامع الطرسوسي، وهي مدرسة قديمة بناها أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان في حدود الثمانمائة (!) وقد درس بها الأفاضل ... وكان لها وقف بدمشق ووقف بحلب ... ولم يبق منها الآن سوى القليل، ويوجد في دهليزها على يمنة الداخل مطهرة عمرت جديدا بسعي مدرسها الفرضي الشهير الشيخ عبد الله بن الأستاذ الشيخ معطي وفي الجبهة الغربية من الصحن قبلية واسعة، وفي الشمالية والشرقية حجر للمجاورين عددها ست، وفي الصحن حوض كبير مربع فوق عشر بعشر عمر سنة 1311.»
50
المدرسة الشعبانية (محلة: الفرافرة)
تقع المدرسة الشعبانية في الطريق المسمى بها في محلة الفرافرة، وقد بناها شعبان آغا بن أحمد آغا محصل الأموال الأميرية في سنة 1085ه.
وهي مدرسة عظيمة البناء لها صحن واسع قدره خمسون ذراعا في مثلها، في وسطه حوض مربع تحيط به حديقة واسعة تكتنفها غرف المجاورين وعددها سبع وعشرون، وفي شمالي الحوض غرفة واسعة بقبة عالية خصصت للتدريس، وكذلك في شرقيه حجرة أخرى، وفي غربيها مطبخ، وفي جنوبيها القبلية ذات القبة العالية، وقد فرشت أرض الصحن بالرخام.
وقد ذكر الغزي في نهر الذهب، والطباخ في إعلام النبلاء خلاصة الوقفية، فارجع إليها إذا شئت.
51
وهي اليوم من المدارس الإسلامية الكبرى في ضخامة بنائها وجمال ريازتها التركية.
ومن ملحقات هذه المدرسة مكتب لتعليم الأطفال قراءة القرآن جنوبي هذه المدرسة.
المدرسة اليشبكية (سوق الضرب)
هي مدرسة صغيرة بناها الأمير يشبك اليوسفي نائب حلب في سنة 280ه
52
قال ابن خطيب الناصرية في تاريخه: بني بحلب مسجد بالقرب من الشاذبختية وجنينة بالقرب منه وتربة ومكتب أيتام. وقال في الدر المنتخب: المدرسة اليشبكية رأس سوق النشابين لصق القسطل بناها الأمير يشبك اليوسفي المؤيدي نائب حلب وجعل له مدفنا بها، وبه دفن بعد قتله سنة 823ه ووقف عليها سوقه الذي بناه بالقرب منها.
53
يقول الغزي: المدرسة اليشبكية في رأس سوق النشابين المعروف الآن بسوق العبي، بناها الأمير يشبك بن عبد الله في سنة 824 (الصواب في سنة 820؛ لأن قتله كان في سنة 824)، ووقف عليها السوق الذي بناه بقربها ... وهي الآن معطلة ومسجدها معمور ... وكان في جانب هذه المدرسة مكتب من بناء يشبك المذكور ولا أثر له.
54
المدرسة الحسامية (محلة: الفرافرة (غربي القلعة))
مدرسة حسنة بناها الأمير حسام الدين محمود بن ختلو أمير حلب قبل سنة 625ه.
قال أبو ذر: هذه المدرسة غربي القلعة على رأس القناة أنشأها الأمير حسام الدين. وأول من درس بها الشيخ بدر الدين يعقوب بن إبراهيم النحاس الحلبي (ت627) ... وإلى جانبها مسجد حسام الدين المشار إليه، وبالقرب منها خانكاه يقال لها العادلية بنيت في سنة 706ه.
والأمير حسام الدين هذا هو الجد الأعلى الذي تنتسب إليه أسرة بني الشحنة، العلماء الأفاضل النبلاء المشهورون بحلب.
وهذه المدرسة اليوم لها صحن طوله عشرون ذراعا في عشرة تقريبا، وإلى يمينه حجرة صغيرة، وإلى غربيه حجرتان صغيرتان، وإلى جنوبه قبلية ولم يبق من بنائها القديم إلا الباب المكون من ثلاثة أحجار سوداء كبار، كتب عليه «بسملة عمر هذا المسجد في أيام عبد ... السلطان الملك العزيز بن الملك ... (3) وذلك بالإشارة الأتابكية السعيدية ... عبد الله. (4) الظاهرية محمود بن الختلو رحمه الله في سنة خمس وعشرين وستمائة.»
وقد جددت هذه المدرسة في سنة 1281ه، وكتب على بابها «جددت مدرسة ابن الشحنة في أيام صاحب الدولة ثريا باشا والي حلب أدام الله تعالى إجلاله عن يد الحاج يوسف والحاج عبد القادر حسبي الحسيني سنة 1281.»
55
المدرسة العلائية (محلة: الكلاسة)
هي اليوم مسجد صغير خارج محلة الكلاسة في التربة، وقد بناها الأمير علاء الدين علي بن أبي الرجاء شاد الديوان عند الملكة خاتون بنت الملك العادل.
قال صاحب الدر المنتخب: علاء الدين ابن أبي الرجاء المتوفى سنة 654 كان شاد ديوان الملكة ضيفة خاتون ... ومن آثاره المدرسة العلائية
56
والصواب أنها مسجد لطيف مكتوب على باب قبليته «بسملة أمر بعمارته هذا (2) المسجد المبارك في أيام مولانا السلطان (3) الملك العزيز غياث الدنيا والدين (4) سلطان الإسلام والمسلمين أبو المظفر (5) محمد ابن الملك غازي بن يوسف (6) بن أيوب خلد الله ملكه العبد الفقير (7) إلى رحمة الله تعالى علي بن أبي الرجاء (8) في مستهل رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.» وفي القبلية حجرة كبيرة فيها قبر الواقف، كتب عليها «بسملة هذه تربة العبد الفقير إلى الله تعالى (2) علاء الدين علي بن أبي الرجاء بن ترخم غفر الله له ولجميع (3) المسلمين توفي يوم الاثنين في اثنين وعشرين يوما (4) من شهر المحرم سنة أربعة وخمسين وستمائة غفر (5) له ولوالديه ولجميع المسلمين رحمة من الله من قال رحمه الله.»
المدرسة القرناصية (محلة: الفرافرة)
تقع في الجادة النازلة تجاه المدرسة الإسماعلية إلى قسطل الملك الناصر الكائن في حضرة حمام أزدمر. أنشأها الأمير بكتمر القرناصي (ت775).
قال أبو ذر: جامع القرناصي من إنشاء بكتمر القرناصي ... وفيه خطبة وفقهاء من الشافعية مرتبون ولهم مدرس ... وله منارة محكمة لطيفة من حسن البناء والأحجار والنحت، ثم في أيامنا تزعزع رأسها فنقض وأعيد، ولم يعيدوه كما كان، فإنهم نقصوا من طول العمد التي عليها قبتها فإنهم كانوا طوالا.
57
قال الغزي:
58
كانت في الأصل جامعا بناه بكتمر القرناصي الحلبي في حدود سنة 770، ثم في سنة 1242ه عمر فيه إسماعيل آغا بن عبد الرحمن أفندي شريف إحدى عشرة حجرة ووقف عليهما وقفا ... وهي الآن عامرة.
المدرسة الإسماعيلية (محلة: الفرافرة)
هي بالقرب من دار البلدية، مدرسة لطيفة بناها إسماعيل بك بن محمد الأنطرمة لي في سنة 1255ه، وهو الذي ولاه إبراهيم باشا المصري على حلب لما استولى عليهما سنة 1255 قبل خروجه من حلب.
يقول الغزي: كان في موضعها قبلا مسجد يعرف بمسجد الصبارة، وهي مدرسة جميلة مشهورة عامرة، لها باب من غربي ميضأتها مغلق في أكثر الأوقات ... ثم ذكر خلاصة وقفيها.
59
ويقول الطباخ: هذه المدرسة من قرب باب الحكومة ... وكتاب وقفها محرر في ربيع الأول سنة 1245 ووقف عليها خمسين كتابا ...
60
المدرسة الجاولية (محلة وراء الجامع (قرب عقبة الياسمين))
هي مدرسة قديمة بناها محمود بن عفيف الدين سنة 566ه، وعهد بتدريسها إلى إمام الحنفية في القرن السادس، وهو أبو بكر ابن أحمد الكاساني الحلبي صاحب كتاب بدائع الصنائع (ت587).
61
وهي مدرسة واسعة إلا أنها مشرفة على الخراب، وقد رممتها دائرة الأوقاف سنة 1300ه وأعيدت إليها بعض غرفها.
المدرسة القرموطية (محلة: باحسيتا)
هي مدرسة لطيفة بناها عبد القادر بن قرموط المصري الحلبي الشافعي المشهور بابن قرموط وابن قريميط المتوفى في أواخر القرن العاشر، وكان عالما جليلا وتاجرا كبيرا.
62
وهي اليوم مسجد صغير كتب على بابه الغربي من جهة السوق على حجر من المرمر «
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر (2) أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير (3) عبد القادر بن قرموط سنة اثنتين وثمانين (4) وجدده عبد الرحمن بن قرموط سنة ثمان وسبعين وتسعمائة.»
وكان في صحن المسجد من الجهة الشرقية عدة قبور درست الآن.
المدرسة العصرونية (محلة: الفرافرة)
هي مدرسة كبيرة قديمة منسوبة إلى ابن أبي عصرون، وما تزال تعرف إلى أيامنا هذه بالعصرونية.
يرجع عهد بنائها الأول إلى أيام الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي (ت559)، قال في الدر المنتخب المنسوب لابن الشحنة: «إن هذه المدرسة كانت دارا لأبي الحسن علي بن أبي الثريا وزير بني مرداس، فصيرها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بعد انتقالها إليه بالوجه الشرعي مدرسة، وجعل فيها مساكن للمرتبين بها من الفقهاء، وذلك في سنة خمسين وخمسمائة، واستدعي لها من جبل سنجار الشيخ الإمام شرف الدين أبا سعد عبد الله بن أبي السري محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون بن أبي السري التميمي الحديثي ثم الموصلي الشافعي.» وقد ذكر ابن خلكان في ترجمة ابن أبي عصرون أن الملك العادل كان معجبا بهذا الشيخ، بنى له مدارس في حلب ودمشق، وإذا كانت هذه المدرسة قد بنيت له في سنة 550 فيكون ابن أبي عصرون قد استدعي إليها من الشام لا من بلده سنجار؛ لأن ابن خلكان يذكر في ترجمته أنه قدم حلب في سنة 545، ثم توجه إلى دمشق في أوائل سنة 549، ثم عاد إلى حلب وبقي فيها إلى سنة 570، ثم رجع إلى الشام وبقي فيها إلى أن مات سنة 585. وقد بنى له نور الدين عدة مدارس في بلاد الشام كمنبج وحمص وبعلبك.
وهي اليوم واقعة على الجادة الكبرى شمالي جامع الحيات المعروف قديما بالمدرسة الناصرية، يقول الغزي في نهر الذهب (2: 140): قد تقلبت عليها الأعصار والأدهار حتى ضاع معظم أوقافها وأشرفت المدرسة على الخراب وأغلق بابها مدة قرنين. ثم في حدود سنة 1280ه عمر المتولي عليها قبليتها وبقيت مغلقة إلى سنة 1299 فعمر فيها من غلة وقفها مكان واسع على يمنة الداخل إليها اتخذته الحكومة مكتبا ابتدائيا.
63
ومساحة سماوي هذه المدرسة الآن عشرون ذراعا في مثلها. وفي الجهة الشرقية منها مصيف على طول السماوي في عرض بضعة أذرع، وفي الجهة الغربية أربع حجرات جديدة البناء، وفي الجنوبية قبلية في شرقيها حجرة، وفي شرقيها باب يدخل منه إلى ميضأة واسعة، وفي غربي القبلية مغارة لها باب إلى السماوي، وإذا دخلت من باب المدرسة رأيت فسحة في جنوبيها فيها المكان الذي تعلم فيه الأطفال، وفي شماليها الغربي حوض عال تجاهه بئر وقد عمرت على مصيفها دار وفتح لها باب على الجادة.
64
المدرسة الصلاحية (محلة: سويقة علي)
تقع شمالي خان خير بك وأمام خان الكتان، وهي مدرسة صغيرة من بقايا المدرسة الصلاحية الكبرى التي شادها الأمير صلاح الدين يوسف بن الأسعد الدوادار (ت745) بحلب.
قال ابن الوردي في تاريخه: في سنة 737 وقف الأمير الفاضل صلاح الدين يوسف بن الأسعد الداوادار داره النفيسة بحلب المعروفة أولا بدار ابن العديم مدرسة على المذاهب الأربعة ... وذلك عند عوده من بلد سيس صحبة العسكر منصرفا إلى منزله بطرابلس، ولقد كانت الدار المذكورة بالية لعدم بني العديم فصارت راضية بالحديث عن القديم نزع الله عنها لباس البأس والحزن وعوضها بحلة يوسف في شقة الكفن، فكمل رخامها وذهبها، وجعل تمثال اليتامى عصمة للأرامل مكتبها وكملها بالفروع الموصولة والأصول المفرعة، وجعلها بالمرابع المذهبة، والمذاهب الأربعة، وبالجملة فقد كتبها صلاح الدنيا في ديوان صلاح الدين ... وكان من أكمل الأمراء، ذكيا فطنا ... حسن الخط وله نظم، وكان كاتبا ثم صار دواتدار قبجق بحماة، ثم شاد الدواوين بحلب، ثم حاجبا بها، ودواتدار الملك الناصر، ثم نائبا بالإسكندرية، ثم أميرا بحلب وشاد المال والوقف، ثم أميرا بطرابلس.
65
وهي اليوم مدرسة صغيرة قد تغلب عليها جيرانها، وقد كانت مشرفة على الخراب فجددها السيد علاء الدين بن تقي الدين القدسي في سنة 1259 فعرفت بالمدرسة البهائية نسبة إليه - رحمه الله.
مدرسة الجامع الأحمدي (محلة: الدلالين)
66
الجامع الأحمدي قديم مجهول في محلة قارلق، جدده في سنة 1194ه العالم الفاضل والتاجر الوجيه أحمد بن أحمد بن عبد القادر الصديق (ت1343ه)، وقال في كتاب وقفه إنه وقف قطعة الأرض الكائنة بمحلة الدلالين خارج باب حديد بنقوسا الملاصقة للجامع الأحمدي، وجعل مساحة المسجد القديم جامعا، وما زاد منها عن مساحة المسجد زاوية، ووقف البناء الذي بناه فوق بعض الزاوية من الجهة الشمالية وجعله زاوية ومدرسة لتدريس العلوم وقراءة ختم الخواجكان النقشبندي، ووقف في هذه المدرسة مكتبة حافلة ...
67
مدرسة بيت العقاد (محلة: باب المقام)
هي مدرسة تلاصق سبيل البيك من الشرق، وكانت تعرف قديما بمدرسة الدفتردار. وكانت مدرسة عظيمة البناء إلا أنها متوهنة اليوم.
يقول الغزي: «مدرسة بيت العقاد ملاصقة سبيل البيك من شرقيه، وهي مدرسة عظيمة واسعة وتعرف أيضا بمدرسة الدفتردار، وكانت متعطلة متوهنة ... ثم صرفت عليها محاسبة الأوقاف مبلغا رممتها.»
68
وهي اليوم مدرسة صغيرة.
المدرسة الجروكية (محلة: سويقة علي)
تقع في الجادة العامة في السويقة لصق مسجد أصلان دده، ولها باب أمام خان الوزير.
أنشأها الأمير عز الدين جردبك النوري سنة 551ه.
قال الغزي: «المدرسة الجردكية: لصيق أصلان دده من شماليه ولها باب تجاه خان الوزير، وهو بابها الأصلي، أنشأها الأمير عز الدين جردبك ... ونشأ بها جم غفير من العلماء ولها وقف ... ثم تقلبت عليها الأيام والليالي إلى أن أهملت وأغلق بابها واستبهم أمرها وتهدمت حجراتها ومدرستها، فلما كان في حدود سنة 1287ه فتح لمدرستها باب من السوق وجعلت بيت قهوة واشتهرت بقهوة أصلان دده، واستمرت على ذلك نحوا من خمسة عشر عاما، ثم انتبهت الحكومة إليها فأوعزت إلى المعارف بضبطها فضبطتها واستعملتها مكتبا ابتدائيا، غير أنها لم تلبث إلا بضع سنين حتى عطلت وأغلق بابها، ثم في حدود سنة 1329 استأجرها من المعارف بعض التجار وعملها حانوتا.»
69
وهكذا زالت معالمها اليوم إلا جزءا ألحق بمسجد أصلان دده. (10-3) الترب
تربة الأمير بدر الدين بن أبي بكر (محلة: باب أنطاكية)
بالقرب من جسر باب أنطاكية وغير بعيد من النهر، يوجد مسجد لطيف تسميه العامة جامع أبناء أبي بكر، وهو في الحقيقة تربة الأمير بدر الدين محمد بن الحاج أبي بكر أحد الأمراء في حلب.
ذكره ابن الوردي في تاريخه في حوادث سنة 742، فقال: في هذه السنة توفي الأمير بدر الدين محمد ... أحد الأمراء بحلب كان من رجال الدنيا، وله مارستان بطرابلس وارتفع به الدهر وانخفض ودفن بتربته في جامع أنشأه بحلب بباب أنطاكية.
ولهذه التربة صحن، وفي جبهته الغربية صفة فيها ستة قبور يظهر أن المتوسط منها هو قبر الأمير بدر الدين، وكذلك في الجهة الشمالية صفة إلا أنها أصبحت الآن حديقة، وقبلية هذه التربة قد سدت شبابيكها لارتفاع الطريق.
70
تربة الدوادارارغون (محلة: ساحة بزه)
قبلي حمام الناصري المعروفة الآن بحمام اللبابيدية، مسجد قديم هو تربة الدوادارارغون المنصوري نائب السلطنة في الديار المصرية سنة 712ه، ثم نائبها في حلب سنة 727ه. وكان عالما فاضلا صالحا فقيها حنفيا بارعا، ذا عناية شديدة بالكتب، وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة، فقال: «صار يعد من أهل الإفتاء، وكانت له عناية بالكتب عظيمة جمع منها جمعا ما جمعه أحد من أبناء جنسه، وكان الناس قد علموا رغبته في الكتب فهرعوا إليه بها ... وكان له حضور على ابن الوكيل وأبي حيان وابن سيد الناس وغيرهم، وأوصل الساجور إلى حلب. وقال الذهبي: كان تركيا فصيحا وكانت وفاته في ربيع الأول سنة 731ه.»
71
وهذه التربة اليوم لها باب قديم مؤلف من ثلاثة حجارة ضخمة بينه وبين الحمام بضع أذرع، له قبلية حسنة وصحن تحيط به حجرات صغيرة متهدمة، وحجرة واسعة فيها قبر أرغون، ولكن بعض الجهلة كتب على الحجرة العليا منه «هذا ضريح الولي الزاهد العارف بالله تعالى صاحب الخيرات والمبرات الشيخ محمد بن عبد الله قويق الحافر مجرى نهر حلب الشهباء!»
72
ولا حوض فيها ولا منارة كما كانت حالتها في أيام أبي ذر.
73
تربة الملك الأفضل (قرب مشهد الهروي)
بنى الملك الأفضل علي بن صلاح الدين (565-622) لنفسه تربة في ظاهر حلب بالقرب من مشهد الهروي.
وكان الملك الأفضل هذا من الأمراء الشجعان، ملك حلب ودمشق وبيت المقدس بعد وفاة أبيه، ثم استقل بسميساط وظل فيها إلى أن مات.
وكان من محاسن الزمان خيرا عادلا فاضلا حليما، له خط حسن وشعر مقبول وعلم غزير
74
وتربته اليوم هي غربي الكرم الذي فيه ضريح الشيخ الهروي بينهما الطرق العام، وفيها قبلية ولا صحن لها، وهي مشرفة على الخراب. وأمام تلك القبلية قبر الملك الأفضل أو قبر أمه؛ لأنه خال من الكتابة. ولكن على الجهة الجنوبية والغربية من خارج القبلية كتب ما يلي «بسملة هذه تربة العبدة الفقيرة إلى رحمة ربها (جهة؟) مولانا الغازي المجاهد المرابط المناع العادل الزاهد الملك الناصر صلاح الدنيا والدين منقذ القدس من أيدي المشركين مطهر قبور الأنبياء والمرسلين داحض الكافرين مانع الطراز الأخضر من بني الملك الأصفر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب والدة ولده المولى الملك الأفضل علي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وكان الفراغ في شعبان سنة إحدى وعشرين وستمائة.» (10-4) المشاهد
مشهد الأنصاري وتربته (محلة: الأنصاري (سيف الدولة))
كانت قرية الأنصاري خارج حلب، أما اليوم فهي قطعة منها، وقد اتصل العمران بها، وكانت هذه المنطقة تسمى الياروقية. قال ياقوت في معجم البلدان: «الياروقية محلة كبيرة بظاهر مدينة حلب تنتسب إلى أمير من أمراء التركمان كان قد نزل فيها بعسكره وقوته ورجاله، وعمر بها دورا ومساكن، وكان من أمراء نور الدين، ومات ياروق هذا في سنة 564ه. وقال في الدر المنتخب في باب المزارات: ومنها مسجد يعرف بمسجد الأنصاري، هو قبلي جبل الجوشن في طرف الياروقية.» وقال أبو الحسن الهروي: «في هذا المشهد قبر عبد الله الأنصاري كما ذكروا.» وقال كمال الدين ابن العديم في تاريخه: «أخبرني والدي - رحمه الله - قال رأت امرأة من نساء أمراء الياروقية في المنام قائلا يقول: ههنا قبر الأنصاري صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ففتشوا فوجدوا قبرا فبنوا عليه هذا المشهد، وجعلوا عليه ضريحا، ثم دثر فجددته نيلوفر عتيقة الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر، ولما توفي معتقها المذكور سنة 622ه انقطعت إليه، وقامت بأود من يرد عليه من الزوار في كل وقت ... إلى أن استولت التتر فتشعث بناؤه بعبثهم.»
قلت: أدركت هذا المشهد صغيرا جدا وله خارج الضريح قبلية صغيرة وليس له وقف فيما أعلم، فلما ولي نيابة حلب الأمير سيف الدين قصروه التمرازي منتقلا إليها من نيابة طرابلس في سنة 830 شرع بعد إقامته قليلا في توسيع هذا المشهد، وبناه بالحجارة الكبار وعقد على الضريح قبة ووسع الصحن وجعل شماليه إيوانا ذا شبابيك مطلة إلى جهة الشمال، ولما توفيت ابنته، وكانت مخطوبة، دفنها إلى يمنة الداخل بالقرب من الباب، ثم عقد عليها قبة، وكان قد مات له ولد صغير عزيز عنده يسمى يونس فدفنه بالقبة التي فيها ضريح الأنصاري، ثم ندم على ذلك، فلما توفيت ابنته المذكورة دفنها بالقرب من باب المشهد وعقد عليها القبة التي ذكرنا، وجعل لها شباكين كبيرين: أحدهما ينظر إلى الشرق ويشرف على المدينة، والآخر ينظر إلى جهة الشمال ... وهذا المشهد اليوم مشهور بمشهد سعيد الأنصاري.
وقال ابن الشحنة: «ولا أعلم المستند في ذلك إلا أن يكون الاشتباه بأن الجبل الذي تجاه هذا الجبل من جهة الشرق والقبلة يقال إن فيه سعيدا الأنصاري ...»
75
ولما تولى حلب أزدمر بن مزيد في سنة 899 بنى تربة بجوار مشهد الأنصاري لما ماتت زوجته السيدة سورباي ودفنها هناك، وتعرف هذه التربة عند أهل الأنصاري بالجامع الجديد، وهو بناء له إيوان كبير عال بحجارة ضخمة تحيط به قبتان عاليتان، في اليمنى منهما قبران أحدهما قبر السيدة سورباي، وفي جانب البناء منارة متهدمة. وهذا البناء مشرف على السقوط. وعلى باب التربة من الداخل «الحمد لله هذه تربة الست المصونة جهة مولانا ملك الأمراء السيفي أزدمر كافل (2) المملكة الحلبية المحروسة أعز الله نصره بتاريخ شهر ربيع سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.» ومن خارج التربة «أنشأ هذه التربة المباركة أيام الملك الأشرف السيفي أزدمر مولانا ملك (2) الأمراء بحلب المحروسة عز نصره بتاريخ ثلاث وتسعين وثمانمائة.»
وقد كتب على باب مشهد الأنصاري من داخل القبة «أنشأ هذا المكان المبارك المقر الأشرف العالي المالكي المخدومي السيفي قصروه (2) الأشرفي كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره بمحمد وآله.» وعلى الجدار الجنوبي من القبة خارجها «بسملة أنشأ هذا المكان المبارك في أيام مولانا الظاهر الملك الأشرف خلد الله ملكه المقر الأشرف العالي المولوي المالكي المخدومي ركن الإسلام والمسلمين كهف الفقراء والمساكين زعيم جيوش (2) الموحدين سيف أمير المؤمنين السيفي قصروه مولانا ملك الأمراء كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره وجعل الوقف على هذا المكان المبارك ابتغاء لوجه الله تعالى نصف قرية الياروقية جوار المكان (3) المبارك ومن الجبول كل يوم ثلاثة دراهم من الملح تقبله الله تعالى بتاريخ سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.» وعلى الباب الثاني كتابة قد محي بعضها يفهم منها أن البناء كان سنة ثلاثين وثمانمائة. وقبل ذلك ذكر اسم الملك الأشرف برسباي. وإلى جانب القبة الكبيرة قبة أصغر كتب في أعلاها من الجنوب ما نصه «بسملة أمر بإنشاء هذه التربة المباركة المقر الأشرف الأميري الكبيري المخدومي السيفي مصرباي الأشرفي النائب بالقلعة (2) المعمورة بحلب أعز الله أنصاره. ومن قبر أحدا يكون خصمه محمد يوم القيامة إلا بإذن بانيها بتاريخ سابع عشرين ذي القعدة سنة إحدى وتسعماية.»
وعلى باب مشهد الأنصاري حجر كتب عليه «أنشأ هذه العمارة المباركة مولانا ملك الأمراء المقر الأشرف (2) السيفي أبي خانك المؤيدي الظاهري كافل المملكة الحلبية أعزه الله (3) بتاريخ جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة من الهجرة.»
وقد تشعثت قبة القبر في السنوات الأخيرة. وفي سنة 1342ه فرش الطريق إلى محلة الأنصاري، وأخذ الناس يبنون القصور في تلك المنطقة وامتد العمران بينها وبين حلب، والقبر قد درس منذ بعيد.
ويقول الشيخ الطباخ في إعلام النبلاء (3: 25): «أما القبر فقد درس من أربعين سنة حينما فرشت الحجرة التي فيها الضريح بالرخام، غير أن ألواح هذا القبر لم تزل موجودة في طرف المشهد وهي من المرمر، وعلى حجرين منه اسم يونس هذا، وعلى حجرين آخرين كانا موضوعين في طرفي القبر هذان البيتان:
حبي لساكن ذا الضريح أنالني
منه الدنو وصرت أقرب جار
فلي الأمان بذا المقام وإنه ال
إيمان فهي محبة الأنصاري»
مشهد قرنبيا (محلة: الضوضو)
في خارج هذه المحلة وفي القسم الشرقي من كروم الفستق بين مدينة حلب وقرية النيرب مشهد نزه تسميه العامة «قرنبيا»، يقال إنه محرف عن «مقر الأنبيا».
76
قال الغزي: «كان يعرف قديما بمقر الأنبياء فحرفته العامة، وسبب بناء هذا المشهد أن شيخا من أهل منبج رأى في حلمه عدة مرار كأن علي بن أبي طالب مر يصلي فيه، وأنه قال له: قل لقسيم الدولة يبني على هذه الربوة مشهدا، فقال الشيخ لعلي: ما علامة ذلك؟ قال: أن تكشف الأرض فتظهر أنها مفروشة بالرخام المفصص، وفيها محراب وقبر على جانبه فيه بعض ولدي، فقص الشيخ ذلك على قسيم الدولة، فكشف الأرض ورأى الإمارات فبنى على تلك الربوة مشهدا عليه ...»
77
وهو اليوم مشهد معمور تقصده العامة للتبرك به.
مشهد الصوفية (محلة: آغيور)
هو مشهد صغير يقع جنوبي تكية بابا بيرم باتصالها.
قال الغزي: «ومن آثار هذه المحلة مدفن يقال له مشهد الصوفية في جنوبي التكية المتقدم ذكرها - أي تكية بابا بيرام - جدد بابها الشيخ عبد الحميد المذكور (أي الشيخ عبد الحميد دده شيخ تكية بابا بيرام) سنة 1297، وفيه عدة قبور (منها قبر الشيخ محمد بن قاسم بن أوس الصوفي الأربلي)، ورأيت فرمانا مذيلا بتوقيع صورته «الواثق بالملك الظاهر عبده إسماعيل الملك الظاهر وتاريخه سنة 808»، وهو يتضمن أن ثلاثة أرباع قرية تل حبش وقف على هذه التربة.»
78
وهذا المشهد من المشاهد الصوفية المباركة التي يقصدها أهل حلب عامة ونساؤهم خاصة ويتباركون بقبوره ويزعمون لأصحابها كرامات. (10-5) التكايا والزوايا والخوانق
التكية الإخلاصية (محلة: البياضة)
هي قبلة جامع الصروي شمالا ونسبتها إلى الشيخ الصوفي الكبير إخلاص الخلوتي نزيل حلب في سنة 1044ه والمتوفى بحلب سنة 1074ه.
بناها له الوزير الأعظم محمد باشا الأرناءوط. وهي زاوية حسنة البناء متقنة العمارة على النمط التركي.
قال الغزي: «عمرها له «الخلوتي» الوزير الأعظم محمد باشا الأرناءوط وهي زاوية جميلة وقف عليها وقفا عظيما تعمل فيها في زماننا الخلوة الرفاعية ... قال أبو الوفاء العرضي في معادن الذهب ما حاصله إن الشيخ إخلاص كان له في كل سنة في فصل الشتاء خلوة.»
79
وعلى باب قبليتها أبيات آخرها:
وقال لسان الحال إذ تم أرخوا
بنى مسجدا لله داع بإخلاص
1044
وقد كانت فيها مكتبة حافلة إلا أنها تبعثرت، ونقل ما بقي منها إلى خزانة كتب الأوقاف.
الزاوية الوفائية (باب النصر - شارع الزكي (حارة الطبلة))
هي زاوية لطيفة بناها الشيخ عمر بن أحمد الوفائي الشهير بخليفة (ت946)
80
للفقراء الصوفية السعدية الجباوية خارج باب النصر فوق الجامع المعروف بجامع الزكي قرب حمام القواس، وتعرف الآن بزاوية البعاج.
وهي مؤلفة من صحن صغير وقبلية لطيفة، في شرقيها قبران أحدهما قبر الواقف والثاني قبر ابنه محمد شمس الدين (ت1034)، وقد جددت عمارتها بعناية محمد هاشم بن عبد الوهاب الوفائي سنة 1336ه، وفيها مكتبة حسنة غنية.
81
وقد كتب على حجرة في صدر القبلية «قد أنشأ وعمر هذه الزاوية والمسجد في داخلها أحد علماء القرن التاسع قطب العارفين الحسيب النسيب الشيخ عمر الوفائي الحسيني الشهير بالبعاج المدفون هو وابنه الشيخ محمد شمس الدين في حرمهما، كما أن مرقد حفيديه الشيخ أبي الوفاء والشيخ أحمد في سماويهما، وتعلم ترجمة الجميع من كتاب در الحبب لابن الحنبلي، وكتاب معادن الذهب للشيخ أبي الوفاء العرضي، وقد جددها أحد أعقاب منشئهما محمد هاشم بن الحاج عبد الوهاب الوفائي مصادفا لذنبه تاريخ (غفرانه) سنة 1336.»
تكية بابا بيرام (محلة: آغيور)
هي تكية على النمط العثماني لطيفة البناء تجاه مقبرة محلة آغيور (آق يول)، بناها الشيخ بابا بيرم بن الخواجة أحمد اليسوي مرشد الحاج بكتاش ولي بن الشيخ يوسف الهمذاني وأحد شيوخ الشيخ بهاء الدين نقشبند. قدم إلى حلب ونزل في مغارة خارجها، ثم لما بنيت هذه التكية ألحقت المغارة بها وما تزال موجودة. وكان قدومه إلى حلب في أواسط القرن الثامن، وظل فيها إلى أن مات سنة 764 ودفن بالتكية، وعمل على قبره قبة كتب على بابها «هذا مشهد قطب العارفين بيرام بابا ابن الخواجه أحمد اليسوي ابن يوسف الهمذاني انتقل في سنة 764.»
يقول الغزي: «تكية بابا بيرام في المحلة (محلة آغيور) في شماليها تجاه المقبرة ، وهي تكية قديمة مشروطة لأهل الطريقة القلندرية عمرت سنة 764، وبابا بيرام هو أحد مشاهير مشايخ هذه الطريقة ... ورأيت في جانب قبره شمعدانا من النحاس الأصفر منقوشا بعض كلمات بقلم فضي، منها «اللهم أيد وخلد دولة السلطان الأعظم والخاقان الأغر أبو النصر سلطان بهادر.» ورأيت فرمانا من أحد سلاطين العراق الحيدرية مذيلا بتوقيع السلطان حسن الطويل محررا باللغة الفارسية فآثرت تعريبه وإثباته وهو «المقر الحكم ميرزا أبو النصر بهادر (وبعد هذه العبارة حالا) شيخ تكية بابا بيرم (وبعدها) قد أمرنا الدرويش محمد بالرجوع إلى ما عيناه به من طعام الفقراء القلندرية ورفقناه بالدرويش عيسى ليكونا يدا واحدة في حسن القيام وعن التوجه والسعي كي تدوم الخانقاه معمورة كما كانت ويبقى الفقراء والدراويش محفوظين في الأمان، ويكونا كالأخوين في خدمتها فاسعوا باكتساب مرضاتنا ولا تخرجوا عن حدود إشارتنا واعتمدوا على آثار تحريرنا الواصل إليكم المؤرخ في غرة محرم الحرام سنة 877 (ثم الختم وهو) الواثق بالملك الرحمن حسن بن علي بن عثمان.»
وقد كتب على باب التكية «هذه تكية بابا بيرم اليسوي، أنشأها على ضريحه ملك العراقين وخراسان وفارس جنتمكان السلطان حسن بن علي شاه بن عثمان خان عليهم رحمة الرحمن في محرم سنة 871.»
أقول: هذه التكية الآن معمورة، وهي عبارة عن صحن واسم تبلغ خمسين ذراعا في مثلها تقريبا، في جنوبيه قبلية يسمونها الميدان، وهي محل إقامة الذكر جددت سنة 1046، وفي غربيها حجرتان للدراويش وفي شرقيها بيت لجلوس الشيخ وفي شماليها ضفة فيها بعض القبور، في غربيها عرصة فيها أشجار ...»
ويقول الطباخ في ترجمة الشيخ عبد الحميد دده بن الشيخ حسن دده البيرامي شيخ التكية البيرامية والفلكي المشهور (1228-1294): «هذه التكية واقعة في آخر محلة آقيول من جهة الشمال عند منتهى العمران ... دخلت سنة 875 وفيها حضر لحلب ملك العراق السلطان حسن بن علي بن عثمان الطويل ... وبعده بني على قبره تكية، وفي سنة 877 أرسل السلطان حسن الطويل كتابا لشيخ التكية مذيلا بتوقيعه ... وعلى ظاهر الكتاب تواقيع وزرائه وأختامهم وهو إلى الآن محفوظ عند التكية ...»
82
أما الشمعدان الذي ذكره الشيخ الغزي فيقول الشيخ الطباخ إن شيخ التكية الشيخ يوسف دده باعه بستين ليرة ذهبا اشترى بها دارا ألحقها بالوقف.
زاوية الأطعاني (محلة: المشارقة)
تقع هذه الزاوية في شمالي محلة المشارقة بناها الخواجا حسين بن محمد وجماعة من الوجهاء للشيخ العارف محمد بن أحمد بن أبي الفتح الأطعاني الصوفي (ت807).
83
يقول الطباخ: «موضع الزاوية قبلي المغفر (يريد المخفر) المبني حديثا غربي جسر الناعورة، وتعرف الآن بجامع الأطعاني، ومحرر على بابه «جامع الأطعاني» وهو غلط، وهو الآن عبارة عن قبلية كبيرة وقد كانت مشرفة على الخراب فرممت سنة 1283، وأمام القبلية صحن فيه مصطبة من الجهة الشرقية والإيوان الذي ذكره أبو ذر قد سد من جهة القبلة واتخذ كتابا، والمنارة التي ذكرها أبو ذر لم تزل قائمة وغربي الإيوان المذكور دار كانت من جملة الصحن ... وقد كان داخل الزاوية تربة دفن فيها المترجم وغيره ... وهو الآن تحت تولية الشيخ عبد الوهاب طلس.»
84
وقد عني والدي الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ مصطفى طلس - رحمه الله - بهذه الزاوية، فأعاد إليها رونقها وجدد معالمها؛ لمكانة الشيخ الأطعاني والشيخ أحمد الهندي
85
وغيرهما من الأعلام والفضلاء المدفونين فيها.
الزاوية البهادرية (محلة: البياضية)
بناها الشيخ أحمد بن الحسن الهلالي العالم الثري (ت841) على اسم شيخه الشيخ ناصر الدين بن بهادر (ت837) بالقرب من جامع الصروي ملاصقة له من جهة القبلة، ولها نوافذ مطلة على هذا الجامع.
قال أبو ذر في ترجمته: هو الشيخ المسلك شهاب الدين أحمد بن الحسن الهلالي ... لزمه والدي ... ثم خدمه بعض الأمراء فأثرى وكثر جاهه ... وهذه الزاوية لطيفة لها بابان إلى سكنه.
86
ويقول الطباخ: «هذه الزاوية في محلة البياضة ملاصقة لجامع الصروي من جهة القبلة. أول الزقاق المعروف بزقاق قصطل الطويل. وقد جعلت دارا ووقفت وتعرف بوقف مفتي الشافعية، وباب هذه الدار على هيئة أبواب الزوايا والمدارس لا على هيئة أبواب الدور، وما رأيته في داخلها من الأحجار الكبيرة والعواميد المكسرة التي في أرضها يدل على ذلك.»
87
زاوية الحاج بلاط (خارج باب المقام)
هي زاوية بناها الحاج بلاط داوادار الأمير أينال كافل حلب؛ لتكون مدرسة وزاوية وتربة له ولمولاه الأمير أينال.
قال أبو ذر في الكلام على الزوايا: هذه الزاوية خارج باب المقام أنشأها الأمير زين الدين الحاج بلاط داوادار الحاج أينال كافل حلب ... شرع في عمارة هذه التربة والزاوية وبينهما حوش كبير، وكان هناك بستان فتوصل إليه بطريق شرعي، وعمر فيه هذه الزاوية وجعل هناك حوض ماء ... وهي وقف على فقراء الطلبة من الحنفية ...
وقال في الدر المنتخب: تجددت في سنة ثلاث وستين وثمانمائة وبنى إلى جانبها من جهة الشمال داواداره الحاج بلاط مدرسة، وقد بنى الآن لصيق تربيها هذه من الشمال.
88
ويقول الطباخ: مكان هذه التربة خارج باب المقام بالقرب منه شرقي تربة خاير بك، وبقي من آثارها إيوان كبير لكنه خرب وأمامه ست حجرات عن اليمين واليسار ... ولا أثر للتربة، وجرن الحوض لا يزال باقيا.
89
خانقاه البلاط (سوق الصابون)
يقول أبو ذر في كنوز الذهب: أول خانقاه بنيت في حلب خانقاه البلاط ، وسوق البلاط هو سوق الصابون الآن. ولها بابان أحدهما من السوق المذكور والآخر من شارع شرقيها، أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق رضوان، وذلك في سنة تسع وخمسمائة، واسمه مكتوب في عتبة بابها الشرقي. ووقف هذه الخانقاه على الفقراء المتجردين دون المتأهلين بحلب، كذا رأيته في مسودة تاريخ الصاحب (ابن العديم) بخطه ... ثم سد باب الخانقاه الذي من السوق وجعل صغيرا وهو باق إلى الآن على تلك الهيئة، وهجرت وردم التراب خلف بابها الشرقي، وردمت بركتها وانقطع الماء عنها، وسكنها من جعلها بيتا من جملة البيوت. ثم لما قدم الشيخ الصالح ... علاء الدين بن يوسف الجبرتي حلب ... وعمر الصاحبية والحدادية صار يتردد من الحدادية إلى هذه الخانقاه ... وأخرج التراب من بركتها ... وفتح بابها الشرقي وفتح لها في صدر أبوابها شباكا إلى الشارع ... وفتح شباكا آخر تجاه بابها الغربي في جانب رواقها ... وأخبرني من أثق به أن الجمل بحمله كان يدخل من باب هذه الخانقاه الذي في السوق ، فلما اختصر كان لا يعلم أن هناك خانقاه إلا من يدخلها، وهذا سبب فتح الشباكين.
ويقول الطباخ بعد إيراده كلام أبي ذر: أقول أدركنا هذه الخانقاه وهي على الصفة التي ذكرها الشيخ أبو ذر، إلا أن المكان الغربي من صحنها إلى بابها الغربي الذي يلي السوق اتخذته الحكومة مخفرا ... وكان ما بين الصحن إلى الباب رواقان كبيران في وسطهما قبو كبير ويعلوهما على الطرفين حجر كبير، إلا أنه لقدمه وعدم العناية به كان سائرا في طريق الخراب، فمنذ اثنتي عشرة سنة (1330ه) استأجر التاجر محمد زين الدين هذا المكان على أن يعمره مخزنا كبيرا ... وبقي من هذه الخانقاه جهتها الشرقية وهي مشتملة على صحن في وسطه حوض مؤلف من ثمانية أحجار ضخمة، وفي شماليه قاعة واسعة فيها قبة مرتفعة مبنية من الحجر، وقبلي الصحن قبلية حسنة البناء من الحجر الأصفر الذي كان بحلب من بعادين وبعضه من الحجر الأسود الذي كان يجلب من الأحص ... في وسطها قبة عظيمة الارتفاع من الحجر، وفي محرابها عمودان من الرخام الأبيض يعلوهما تاجان من المرمر منقوشان نقشا بديعا ... وحينما عمر المخزن نقل باب الخانقاه القديم إلى شمالي باب المخزن، وبني وراءه دهليز طويل ليتوصل بذلك إلى الصحن والقبلية من جهة السوق.
زاوية النسيمي (محلة: الفرافرة)
تجاه حمام السلطان زاوية صغيرة لطيفة بالقرب من المدرسة الإسماعيلية ودائرة البلدية تقع زاوية النسيمي الصوفي (ت820) الذي قتل لاتهامه بالزندقة والإلحاد، قال صاحب كنوز الذهب: «وفي أيام يشبك - بن عبد الله اليوسفي نائب حلب (ت824) - قتل علي النسيمي الزنديق وادعي عليه بدار العدل ... وكان قد أغوى بعض من لا عقل له وتبعوه على كفره وزندقته وإلحاده ... وورد مرسوم المؤيد بأن يسلخ ويشهر بحلب سبعة أيام، وينادى عليه ثم تقطع أعضاؤه ويرسل منها شيء لعلي باك بن ذي الغادر وأخيه ناصر الدين وعثمان قرايلوك؛ فإنه كان قد أفسد عقائد هؤلاء، ففعل ذلك به ...»
90
ويقول شمس الدين سامي في قاموس الأعلام: «هو عماد الدين الصوفي وأحد الشعراء المشهورين طاف البلاد، ودخل بلاد الروم في أوائل سلطنة السلطان مراد خان العثماني الأول، وبعد ذلك أتى إلى حلب فقتل بها، وله ديوان بالفارسية والتركية.»
91
ويقول الحاج خليفة في كشف الظنون: «هو عماد الدين المقتول بسيف الشرع بحلب سنة 820، وهو من تلاميذ فضل الله الحروفي.»
92
وهو مدفون في الزاوية المعروفة به. قد كانت قبله مسجدا صغيرا فلما قتل النسيمي دفن فيها. وفي سنة 910ه جدده السلطان قانصوه الغوري، وهو عبارة عن بناء مستطيل له سماوي طوله ستون ذراعا في سبع عشرة ذراعا، في شرقيه حجرة وفي جنوبيه قبلية. وفي غربيه قبلية أخرى دفن، وفي شمالها الغربي قبر النسيمي ووراء هذه القبلية إلى الغرب سبيل حسن له شباكان على الجادة، وفي غربي السماوي قبور جماعة الصوفية الخواجكية.
خانقاه الملك المعظم (زقاق الفرن)
في أول زقاق الفرن إذا قدم الإنسان من الجامع الكبير تقع خانقاه حسنة البناء، ينزل إليها بعدة درجات لا تكاد الشمس تدخل إليها.
وهي مكونة اليوم من قبلية صغيرة أمامها قبو صغير أمامه صحن طوله مع طول القبو عشرة أمتار في ثمانية. وفي الجهة الشرقية من الصحن ثلاث غرف في داخل وسطاهن قبر مجهول، وفي الجهة الشمالية حجرة مستطيلة، وفي الجهة القريبة حجرتان، والجميع مبني على شكل قبو.
وقد سعى الشيخ عمر بن عبد الرءوف الكيالي في سنة 1325ه بإعادة هذا المكان إلى ما كان عليه وترميم بنائه، ورفع الأتربة من صحنه وأرضه وفتح بابه، وعلى بابها كتابة هذا نصها «بسملة جدد في دولة الملك الظاهر (2) غياث الدنيا والدين أبو المظفر الغازي بن (3) الملك الناصر يوسف بن أيوب خلد الله ملكه (4) وقدس روح الواقف الأمير الكبير المجاهد (5) زين الدين علي ابن بكتكين
93
وأبقا ولده الملك الأعظم (6) مظفر الدين أدام الله أيامه في سنة ... وذلك بتولي الجابي الفقير إلى ربه محمد بن سليمان التيزيني رحمه الله.»
التكية المولوية (محلة: العينين (باب الفرج))
هي تكية عظيمة البناء للسادة المولوية المنسوبين إلى المولى جلال الدين الرومي بن بهاء الدين البلخي، صاحب المثنوي الشريف وابن أخت السلطان علاء الدين محمد خوارزمشاه .
تقع في محل جميل، ولها بناء متقن فيه صحن واسع، فيه قبلية كبيرة يسمونها سماح خانه، يقوم فيها الشيوخ والدراويش بأذكارهم ورقصهم. وفيها المكتبة ويحيط بها غرف الدراويش ومساكن عليا لشيخهم، ومطبخ ومصلى ومدفن وحديقة.
أنشأها الميرزا فولاد والميرزا علوان الدرويشان الفارسيان في مطلع القرن العاشر، وتولى مشيختها لأول مرة الصوفي العالم الشيخ أحمد مقري دده في سنة 937ه، ثم توالى العمران عليها وتوسيعها، كما يذكر الشيخ الغزي.
94
تكية القرقلر (محلة الفرافرة (دخلة القرقلر))
هي تكية حسنة البناء كانت غنية بأوقافها، سميت بذلك لأنها مقر الأربعين وليا، وهذا المقر منحوت في الصخر ينزل إليه بدرج متصل بطريق قناة حلب.
يقول الغزي: «هي مبنية فوق مغارة الأربعين التي ذكرناها في ترجمة محمد البغدادي.»
95
وهي مكونة من صحن مسقوف بقبو يتصل بالقبلية. وهي مكونة من قسمين: أحدهما قبو بارتفاع الصحن، والثاني متوج بقبة عالية، وفي صدرها محراب من الحجر المنحوت.
ويتصل بالصحن غرفة يتخذها شيخ التكية مقرا له. وفي خارجها قسطل يتصل بباب التكية.
وما تزال هذه التكية مقصودة من كافة ديار الأناضول للتبرك بزيارة الأربعين. (10-6) القساطل والسبلان
قسطل الناصري (محلة: داخل باب النصر)
هو قسطل متقن بالقرب من مسجد الشيخ علي الهندي في حضرة حمام أزدمر قرب دور بني الشريف.
يقول الغزي: «قسطل الناصري قرب مسجد الشيخ علي الهندي تجاه حمام أزتيمور، وهو من آثار الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز بن الملك الظاهر.»
96
ويقول الغزي أيضا: «ويذكر أن الدار المجاورة لقسطل الناصري قرب مسجد الشيخ علي ... من آثار المرحوم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهي دار عظيمة غير أنها آخذة بالتوهن، وهي جارية في ملك بني المرعشي.»
97
ولا أدري مقدار صحة هذا القول.
سبيل رجب باشا (سوق المناديل)
هو سبيل قديم جدده الوالي رجب باشا في سنة 1131ه بعد أن تولى ولاية حلب. وهو واقع إلى يمين باب خان الصابون. وقد كتب على تاجه في جدار الخان ما نصه «جدد هذا السبيل المبارك صاحب الخيرات (2) الوزير الأكرم الحاج رجب باشا سنة 1132.»
98
ويقول الغزي: «هو من إنشاء أزتيمور (أزدمر) بن مزيد، وجدده المرحوم رجب باشا والي حلب سنة 1132.»
99
قسطل الجاويش (محلة: ابن يعقوب)
100
هو قسطل قديم حسن البناء في محلة بانقوسا، ينزل إليه بخمس وثلاثين درجة، كتب عليه «أنشأ هذا السبيل المبارك العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حمزة الجعفري في أيام مولانا السلطان الملك الظاهر أبي سعيد برقوق ناصر أمير المؤمنين سنة اثنين وتسعين وسبعمائة.»
سبيل رقبان (محلة: ابن يعقوب)
إلى غربي جامع المصلى شمالا مكتب لتعليم الأطفال يسمي مكتب رقبان، ومن تحته سبيل يعرف به أيضا. والواقف هو الحاج حسن بن الحاج حسين بن رقبان الحلبي في سنة 981ه.
يقول الغزي: «في غربي جامع المصلى إلى شماليه سبيل رقبان ومكتب خدمته ... ووقف لهما جميع الحمام المعروف به الكائن قرب سبيله ...»
101
سبيل جب القبة (محلة: ابن نصير)
102
هو سبيل متقن غريب في بنائه، أقيمت عليه قبة حسنة الصنع، وقد سميت المحلة به.
يقول الغزي: «سبيل جب القبة هو بئر عليه قبة جميلة الصنعة.»
103
القسطل الأسود (محلة: آغيور)
سمي بذلك للحجرة السوداء الكبيرة المبينة فيه.
يقول الغزي: «القسطل الأسود ... هو قسطل قديم جدا كان موجودا قبل عمران المحلة، حتى إنه قيل إنه كان يسمى قسطل المرجة لما كان يوجد حوله من المرج المنبسط أيام كان موضع هذه المحلة برية، وكان مجرى هذا القسطل مختصا به ثم حوله ألاجه بك إلى قسطله.»
104
سبيل البيك (محلة: باب المقام)
هو سبيل لطيف البناء يلاصق مدرسة بيت العقاد، وينسب لبانيه الأمير أحمد بك بن إبراهيم باشا.
يقول الغزي: هو سبيل حافل له شباك صغير على الجادة الكبرى، وآخر على زقاق الحوارنة، وفي وسطه الصهريج العظيم الذي يستقى منه مكتوب على جانبي شباكه المطل على الجادة «بسملة الحمد لله أنشأ هذا السبيل على يد الأمير الجليل أحمد بك أفندي إبراهيم باشا زاده أناله الله الحسنى وزيادة سنة 1243.»
105
سبيل المستدامية (محلة: البياضة (المستدامية))
هو شرقي الجامع المعروف به.
يقول الغزي: «سبيل المستدامية في شرقي جامعها. ومكتب المستدامية قرب جامعها ، في جنوبيه ميضأة المستدامية لصيق مكتبها من شماليه.»
106
قسطل المشط (محلة: قسطل المشط)
107
في هذه المحلة مسجد يعرف باسم مسجد قسطل المشط، وتجاهه يقع القسطل، ومن طراز البناء يتبين أن باني المسجد والقسطل واحد، وبانيهما هو الوجيه قاسم بن المشط في سنة 1047ه، وقد كتب على باب القبلية:
بنى قاسم بن المشط أكرم ماجد
ومن ترتقى العليا به والمكارم
بصدق لوجه الله أشرف مسجد
ومن يفعل الخيرات فالله عالم
وهذا له عند الكريم ذخيرة
وأعظم أجرا للقيامة دائم
دليل قبول الخير جاء مؤرخا
بنى مسجد التقوى وللدين قاسم
1047ه
وقد بني له في سنة 1312ه حوض، وقبر في سنة 1313ه.
108
قسطل الحوار (محلة: الجبيلة)
هو قسطل غريب منقور في جبل الحوار بحلب في تلك المحلة، ويسمى أيضا قسطل الشعارة، وهو من بناء السيد أحمد بن محمد الحلبي المشهور بابن مهان المتوفى سنة 940.
قال الغزي: «في الحارة الآخذة من السوق إلى داخل المحلة على يمنة الداخل إليها قسطل منقور في الحوار يقال له قسطل الشعارة، ومن آثار أحمد بن محمد الحلبي المشهور بابن مهان المتوفى سنة 939، بذل على حفره وعمله 300 دينار، وجعل في أعلاه بعض حجرات منقورة في الجبل برسم بعض الطلبة، فلما سكن بها بعضهم أتلفت عليه كتبه بالرطوبة فتركها ولم يسكنها أحد بعده، وفي الجدار الكائن على يسرة النازل إلى هذا القسطل مدفن فيه الواقف المذكور، وفي شرقي هذا القسطل مدرسة العجمي.»
109
وقال الطباخ: «أحمد بن محمد بن مهان المتوفى نواحي سنة 940ه كان سمسار السختيان (الجلود)، ومع هذا كانت له كلمة في محلته الشهيرة بمحلة الجبيل، وكان فيه الخير حتى إنه بذل نحو ثلاثمائة دينار سلطاني في إنشاء القسطل التحتاني المجاور للمدرسة العجمية ...»
110
وما يزال القبر موجودا داخل مغارة طويلة قليلة كان الحبالون يشتغلون فيها، وقد كتب على القبر «أنشأ هذا السبيل المبارك أضعف خلق الله الحاج أحمد بن الحاج محمد مهان النعايومي ... ولرسوله الكريم بتاريخ شهر صفر الخير سنة تسعة وثلاثين وتسعمائة.» (10-7) الحمامات
في حلب عدد من الحمامات الأثرية الجميلة في بنائها المتقنة في زخارفها، وقد بنيت على طراز رائع يحفظ المتحمم من الأذى ويحميه من آثار الانتقال من البرودة إلى الحرارة أو من الحرارة إلى البرودة، وذلك بتقسيم الحمام إلى ثلاثة أقسام تتدرج فيها الحرارة؛ وتسمى البراني والوسطاني والجواني، فالبراني - ويسمى القسم الخارجي أيضا - يكون مؤلفا من ساحة واسعة مفروشة أرضها بالرخام الملون، تحيط بها المصاطب العريضة ذات الدرابزين الخشبي الجميل. وعلى هذه المصاطب يخلع المتحمم ثيابه ويعلقها على المشاجب الخشبية أو يحفظها في الخزائن الحائطية، وتعلو هذا القسم قبة عالية ذات كوى ومشاك بزجاج ملون.
والوسطاني مؤلف من ساحة أصغر من ساحة القسم البراني تحيط به الخلوات الصغيرة ذات القباب العالية، وفيها أحواض لها حنفيتان، إحداهما ساخنة الماء، والثانية باردة.
والجواني يشبه الوسطاني إلا في شدة حرارته من جهة، وفي وجود بيت النار فيه من جهة ثانية.
الحمامات القديمة في حلب
قال ابن شداد في تعداد حمامات حلب: فمما في باطنها من الحمامات:
1 الحمام الجديد
111
1 حمام السلطان بباب الأربعين
112
2 حمامان بالمعقلية
113
2 حمامان لمحيي الدين
2 حمامان لابن العديم
114
2 حمامان للناصح
115
2 حماما الفوقاني
116
2 حمامان أنشأهما القاضي جمال الدين
1 حمام حسام الدين بباب الأربعين
117
1 حمام الواساني
118
2 حماما علي بالمدبغة
119
2 حماما الست
120
1 حمام الحدادين
121
1 حمام القبة
122
1 حمام الزجاجين إنشاء بني العجمي
2 حماما السباعي، وبدرب السباعي حمام خراب آثارها باقية
1 حمام بردبك أتابك
123
1 حمام العفيف برأس الدلبة
124
2 حماما الشريف
125
1 حمام الوزير
126
1 حمام الشماس
127
1 حمام الوالي بالجلوم
128
1 حمام الصفي بالعقبة
129
1 حمام القاضي بهاء الدين بباب العراق
130
1 حمام الوالي بباب العراق
131
1 حمام شمس الدين لولو
132
2 حماما ابن عصرون
133
1 حمام العوافي بباب الجنان
134
2 حماما أبي الحصين
135
1 حمام حمدان
136
1 حمام البدر
137
2 حماما موغان
138
1 حمام الشحنة برأس التل
139
1 حمام ابن خدرس
140
2 حماما السرور
141
1 حمام الكاملية
2 حماما ابن الخشاب
142
1 حمام ابن العجمي بباحسيتا وسيتا داخل باب الفرج مسجد وقبر، والناس يزورونه ويقولون إنه قبر عبد صالح يعرف بسيتا، وإنه باح بالسر فنسبت أعماله إليه
1 حمام ابن الملك المعظم
143
1 حمام الشريف عز الدين بباب الخراق (لعلها العراق)
144
1 حمام إنشاء بن نصر الله
145
2 حمامان بدار بيت ذكا، وهما وقف على الزجاجية
1 حمام العتيقة
146
1 حمام العصيصي
147
2 حماما ابن الأثير
148
2 حماما السابق
149
1 حمام برأس التل أيضا
150
1 حمام العرائس
151
2 حمامان بالفرايين
152
2 حمامان بالقلعة
153
71 المجموع
الحمامات التي كانت بظاهر حلب
حمامات الحاضر وعددها تسع وعشرون
2 حماما السوق
2 حماما الركن
1 حمام الكاملية
1 حمام الإدريسي
1 حمام ابن الدرمش
2 حماما القاضي
2 حماما أسد الدين
2 حماما بني عصرون
1 حمام ابن الدرمش بحارة الحوارنة
1 حمام الخان
1 حمام الشهاب داود
1 حمام ابن العسقلاني
1 حمام البدوية
1 حمام مدرسة بلدق
1 حمام ابن سلاح دار
1 حمام الجوهري إنشاء سعد الدين
1 حمام ابن الدرويش
1 حمام قرب دار حبيب الكردي
154
2 حماما سوق التبن بالرابية
1 حمام الظاهرية
1 حمام طمان بالظاهرية
1 حمام البغراصي بالظاهرية
1 حمام جسر الأنصاري
155
29 حماما
الحمامات التي كانت بالياروقية (هي محلة الأنصاري اليوم)
1 حمام الملك الظافر
1 حمام عز الدين ميكائيل
1 حمام ابن سنقري
3 حمامات
الحمامات التي كانت خارج باب أنطاكية
1 حمام الجسر ولحقت أثرها تجاه مدرسة الحاج أبي بكر
2 حماما قيصر
1 حمام الحافظي
1 حمام الريكاني
1 حمام عريف الصاغة
6 حمامات
الحمامات التي كانت بالحلبة (هي محلة الفيض سيف الدولة اليوم)
2 حماما الشهاب العجمي
1 حمام فخر الدين أياس
3 حمامات
الحمامات التي بالبساتين
1 حمام ببستان تحت مشهد الدكة
1 حمام ببستان شمس الدين خضر والي
1 حمام ببستان ابن تكيل الذهب
1 حمام ببستان مشهد الحسين
1 حمام ببستان الوزير ابن حرب
1 حمام ببستان المضيق يعرف بابن حسون
1 حمام ببستان النقيب محمد بن صدقة بالخناقية أيضا
1 حمام ببستان ابن عبد الرحيم
1 حمام ببستان الأزرق
1 حمام ببستان تاج الملوك المعروف بالناصح
1 حمام ببستان صفي الدين طارق
1 حمام ببستان ابن حرب المنتقل إلى قرطاي
1 حمام ببستان الوالي
1 حمام ببستان جمال الدولة
1 حمام ببستان شمس الدين لؤلؤ
1 حمام ببستان الشريف
1 حمام ببستان بكتاش والي القلعة
1 حمام ببستان فخر الدين بن الخشاب
1 حمام ببستان كافي اليهود بالهزازة
156
3 حمامات ببساتين السلطان
22 حماما
الحمامات التي وقعت بالرمادة (قرب مسجد البختي وببانقوسا وعددها عشرة)
1 حمام الملاح
2 حماما فخر الدين الوالي
2 حماما جمال الدولة
1 حمام بدر الدين بن أبي الهيجاء
1 حمام بهاء الدين بن أبي الهيجاء
1 حمام فخر الدين أخي شمس الدين لؤلؤ
2 حمامان ببانقوسا أحدهما لابن أبي الحصين، والآخر يعرف بالمعارة
10 حمامات
الحمامات التي في الدور
2 حمام بدار المعظم، وحمام بدار جمال الدولة
1 حمام بدار شمس الدين لولو
1 حمام بدار علاء الدين طاي بغا
1 حمام بدار سعد الدين بن الدرويش
1 حمام في آدر بني الخشاب
1 حمام بدار الشريف بقلعته
1 حمام بدار ظفر بباب الأربعين
1 حمام بدار علاء الدين بن الناصح بالتنانيريين
1 حمام بدار سيف الدين بن الناصح برأس درب الخراف
1 حمام بدار سيف الدين علي بن قليج
1 حمام بدار عماد الدين أخيه
1 حمام بدار بدر الدين الوالي
1 حمام بدار الشريف الزجاج بقلعة الشريف
1 حمام بدار نظام الدين الوزير في باب النصر
1 حمام بدار أتابك
1 حمام بدار جمال الدولة إقبال الظاهري
1 حمام بدار صارم الدولة أزبك الظاهري
1 حمام بدار حسام الدين علي بن بهاء الدين أيوب
1 حمام بدار الرئيس صفي الدين طارق
1 حمام بدار شهاب الدين بن علم الدين
1 حمام بدار الملك رشيد
1 حمام بدار الأمير سيف الدين بكتوت العزيزي
1 حمام بدار صاحب شيزر
24 حماما
1 حمام بدار نجم الدين الجوهري
1 حمام بدار ابن بغا
1 حمام بدار عماد الدين عبد الرحيم ابن العجمي
1 حمام بدار عز الدين الحموي
1 حمام بدار قيصر في درب العدول
157
173 المجموع العام «8» حمامات حلب في عهد الأستاذ الطباخ
يقول المرحوم الأستاذ محمد راغب الطباخ، بعد أن أورد قائمة ابن شداد وتعليقات أبي ذر عليها، وكلام صاحب الدر المنتخب ابن خطيب الناصرية:
ومعظم ما ذكره - أي ابن خطيب الناصرية (ت843) - موجود الآن، وهو «39» حماما، وتجدد في هذا القرن حمامان، فالمجموع «41» حماما، وإليك أسماءها وأماكنها:
1 حمام الويوضي في محلة باب أنطاكية
1 حمام العتيقة في محلة الكلاسة
1 حمام الجديدة في محلة الكلاسة بناها الحاج محمد وإبراهيم العرو سنة 1328
1 حمام بزدار في ذيل العقبة
1 حمام عتاب في محلة الجلوم
1 حمام الجوهري في محلة باب قنسرين
1 حمام المالحة في محلة باب قنسرين
1 حمام ميخان في محلة السفاحية
1 حمام بزه في محلة ساحة بزه
1 حمام الصالحية في محلة باب المقام
1 حمام الذهب في محلة زقاق النخلة
1 حمام اللبابيدية في محلة سوق الجمعة، وهي حمام الناصري
1 حمام عاشق في محلة القصيلة، وهي حمام أشقتمر، وقد تقدم ذكرها
1 حمام برسين في محلة باب النيرب
1 حمام الجابرية في محلة دكاكين حجيج بناها الحاج ضياء الجابري سنة 1315
1 حمام باب الأحمر في محلة باب الأحمر (أغلبك)
1 حمام البياضة (السروي) في محلة البياضة
1 حمام بلبان في محلة المستدامية
1 حمام القاضي في جادة باب النصر
1 حمام أوج خان في سوق النحاسين
1 حمام القواس عند جامع الزكي
1 حمام بهرام في محلة الجديدة
1 حمام البساتنة في محلة قسطل الحرامي
1 حمام الألماجي في محلة الألماجي
1 حمام آغيور في محلة آغيور (آقيول)
1 حمام السبيل عند سبيل دالي محمود
1 حمام الأفندي في محلة سوق الدجاج
1 حمام الجديدة في محلة بانقوسا
1 حمام سوق الغزل في محلة خان السبيل
1 حمام رقبان في محلة بانقوسا
1 حمام النحاسين قبلي الجامع الكبير
1 حمام الأبرية في محلة سويقة حاتم
1 حمام الواساني في محلة سويقة حاتم
1 حمام السلطان في محلة الفرافرة
1 حمام مصطفى باشا في محلة الفرافرة
1 حمام أزدمر في محلة الفرافرة
1 حمام الخونكرلي في محلة الفرافرة
1 حمام الجديدة في محلة سويقة الحجارين
1 حمام التل في محلة بحسيتا
1 حمام الجسر في محلة باب الخان
1 حمام الخسته خانه في محلة الرمضانية
41 حماما
وقد كان في منتهى سوق الحرير ملاصق مسجد اليتامى وأمام الطريق التي تأخذ بك إلى محلة جب أسد الله حمام تعرف بحمام البيلوني؛ لأنها تابعة لوقفه، وكانت تدعى قديما حمام موغان وقد خربت عند تعريض الجادة هناك، وذلك في سنة 1335. وبني موضعها منذ سنتين سبع حوانيت عظيمة ألحقت بوقف بني البيلوني، وبعض هذه الحمام عرضت بها الجادة.
وإذا قسمنا عدد نفوس أهالي حلب قبل عشرين سنة، وهي مائة وعشرون ألف نسمة، على هذه الأربعين، يكون لكل حمام ثلاثة آلاف، وعلى هذا المعدل إذا رجعنا إلى عدد الحمامات السابق، وهو «177» واعتبرنا العامر منها في تلك الأزمنة في عصر واحد «120» حماما، يكون معظم ما بلغته نفوس حلب في عصور عمرانها في القرون الوسطى «360» ألف. فتكون نفوس حلب الآن (سنة 1343ه / 1925م) على ما سيأتيك في الإحصاء الآخر هي على النصف من هذا العدد، وضعف ما كانت عليه في أواسط القرن الماضي.
158
الحمامات الأثرية الباقية في حلب هي (1) حمام الذهبي (محلة: داخل باب النيرب)
هي حمام حسنة البناء قديمة العمران، تعرف بحمام الذهبي لمجاورتها لتربة الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبي عبد الله مؤرخ الإسلام (672-748)
159
مع أن المعروف أن الإمام الذهبي ولد بدمشق ورحل إلى القاهرة، وطاف في أرجاء العالم الإسلامي، ورجع إلى بلده دمشق وبها مات.
160
ويقول الغزي عنها: «تعرف بحمام الذهبي إضافة إلى ولي مدفون في حجرة متصلة بالحمام من شمالها الشرقي، لها شباك على الجادة زعم البعض أنه هو شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي المحدث الكبير المؤرخ صاحب كتاب تاريخ الإسلام ... المتوفى بدمشق سنة 748، كما ذكره ابن الوردي ... ثم إن هذا الحمام عرف بحمام ناصر الدين بك؛ لأنه دخل في أوقافه.»
161
ويقول ابن الوردي في تاريخه: «وفيه - أي في ذي الحجة من عام 748 - صلي بحلب صلاة الغائب على شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي منقطع القرين في معرفة أسماء الرجال، محدث كبير مؤرخ ... واستعجل قبل موته فترجم في تواريخه الأحياء المشهورين بدمشق وغيرها، واعتمد في ذكر سير الناس على أحداث يجتمعون به، وكان في أنفسهم من الناس فآذى بهذا السبب في مصنفاته أعراض خلق من المشهورين.»
ولم يذكر شيئا عن قبره، ولكن صلاة الناس بحلب عليه صلاة الغائب معناها أنه دفن بدمشق، وابن الوردي مؤرخ ثقة عالم بأحوال حلب عاش فيها طويلا ومات بها، فأغلب الظن أن الذهبي الذي تنسب إليه هو ذهبي آخر. (2) الحمام الجديدة (محلة: الشميصاتية)
هي حمام قديمة يقال لها الحمام الجديدة، عمرها خاص بك بن يوسف. يقول الغزي في كلامه على آثار محلة الشميصاتية: «وفي هذه المحلة حمامان: أحدهما يقال له حمام الأفندي، جار في أوقاف التكية المولوية، والآخر يقال له الحمام الجديد عمره خاص بك بن يوسف سنة 810 ووقفه على الخيرات.»
162 (3) حمام البياضة (المستدامية) (محلة: البياضة (المستدامية))
هي مقابل جامع الصروي إلى الجنوب، أنشأها الأمير الخواجا جمال الدين يوسف ابن النفيس.
قال الغزي: «حمام يعرف بحمام البياضة تجاه جامع الصروي بميلة إلى الجنوب، وهو مما أنشأه جمال الدين أبو المحاسن بن الزيني نفيس بن عبد الصمد أحد أعيان الخواجكية في وقته بحلب سنة 854ه، وكان من جملة أوقافه على تربته النفيسية.»
163 (4) حمام الصالحية (محلة: باب المقام)
هي حمام حسنة البناء تجاه سبيل البيك بناها أزدمر بن مزيد الجركسي سنة 890.
يقول الغزي: «هذا الحمام من إنشاء أزدمر بن عبد الله الجركسي
164
في حدود سنة 890ه.» ويقول قبل ذلك: «مكتوب على بابها:
أنعم بحمام مبانيها زهيه
وقد ازدهت حسنا معانيها البهيه
كتب السعود لوارديها أرخوا
ببنائها هذا نعيم الصالحية
رأيت في السجل أن هذا الحمام وقفه الحاج علي بن محمد بن أحمد البولادي وأحمد بن الحاج حسين بن أحمد المعروف بابن خليفة ...»
165
وتسميها العامة اليوم حمام «الزمر»، وهو تحريف أزدمر. (5) حماما محمد باشا (محلة: باب أنطاكية)
يقول الغزي في نهر الذهب (2: 518) نقلا عن وقفية وقف محمد باشا بن جمال الدين سنان المعروف بوقف إبراهيم خان في سنة 982ه: وبنى في باب أنطاكية حمامين، أحدهما مختص بالدباغين في شماليه خمس دكاكين وخمس حجرات عليا، وفي شرقيه أربع دكاكين وفرن عليه أربع حجرات، يتصل بالحمام روشن عال وفي أسفله فرن لخبز المبسوس.
والحمام الآخر في رأس الباب المذكور.
166 (6) حمام البساتنة (محلة: البساتنة)
167
هي حمام قديمة مجهولة.
يقول الغزي: «في هذه المحلة حمام يعرف بحمام البساتنة، وهو حمام قديم، وكان جاريا في أملاك السلطان عبد الحميد خان الثاني، وبعد الانقلاب الدستوري العثماني ألحق بالأملاك الأميرية.»
168 (10-8) الخانات
في الشهباء عدد عظيم من الخانات الضخمة في سعتها، الفخمة في بنائها، القديمة في تاريخها، وقد أخذ بعضها يندثر أو يتحول. إلى دور أو مخازن أو دكاكين.
وإنما كثرت الخانات قديما في حلب بسبب كون المدينة مركزا تجاريا عظيما، وتتألف هذه الخانات في الغالب من مدخل عظيم في علوه وزخارفه وفتحته، يؤدي إلى صحن واسع فيه إسطبلات للدواب وغرف أرضية وعلوية للبضائع والتجار.
وقد ذكرنا في اللائحتين الأولى والثانية بعض الخانات القديمة.
وإليك ما بقي من الخانات الأثرية التي تلي تلك الخانات في قيمتها التاريخية أو الفنية المعمارية.
قائمة بأكبر الخانات الهامة الموجودة الآن (1)
خان الفرايين: هو من أعظم خانات محلة ساحة بزه التجارية. (2)
خان الشيباني: تجاه حمام عتاب من أوقاف بني الحسبي. (3)
خان الطاف: لصيق الكنيسة الفرنسيسكانية من أوقاف موتياب. (4)
خان الجورة: خان كبير في سوق الهواء بمحلة باب أنطاكية. (5)
خان النوتون: خان كبير ذو طابقين، متقن البناء في سوق الهواء. (6)
خان العلبية: من أكبر الحانات التجارية وأكثرها رونقا في محلة: ساحة بزه. (10-9) الدور والقصور
في الشهباء اليوم عدد كبير من القصور والدور الجميلة المتقنة في عمرانها، وهي مكونة - في الغالب - من واجهة مرتفعة ضخمة فيها الباب المؤدي إلى الصحن، وهو في الأغلب مكشوف تتوسطه بركة وتحيط به الأشجار، وهي غالبا ما تكون برتقالا أو ليمونا أو نارنجا. ومقابل المدخل إيوان ضخم عال في جانبيه غرفتان أو قبتان. ويحيط بالصحن غرف أرضية وعلوية.
وقد تنقسم الدار الكبيرة أو القصر إلى قسمين: أحدهما خاص بالنساء ويسمى «الحرملك»، وهي كلمة تركية معناها «نسوي»، وثانيهما خاص بالرجال والضيفان ويسمى «السلاملك»، وهي كلمة تركية معناها «موضع السلام». وربما يسمون القصور الكبرى «قناق» وهي كلمة تركية أيضا معناها «المضافة» أو «دار الاستراحة»، ويكون في هذه الدور غرف واسعة جدا تسمى «قاعات»، وهي ممتازة بخشبياتها وزخارفها الرخامية المتقنة، وهذه القاعات تتألف في الغالب من بيت كبير وجناحين واسعين تتوسطهما بركة صغيرة جميلة أو فسقية، وفي صدرها سلسبيل ماء. وربما وقعت البركة في وسط العتبة وهي منخفضة عن مستوى أرض القاعة.
وأجمل ما في هذه الدور والقصور غرفها المزدانة بالخشبيات السقفية والحائطية والزخارف الرخامية والمرمرية، وكتاباتها المذهبة التي تشتمل على بعض آيات من القرآن الكريم أو الحديث الشريف، أو الشعر الجميل. ونورد فيما يلي وصفا موجزا لأجمل هذه الدور والقصور:
بيت أجيقباش (محلة: الجديدة (شارع الياسمين))
هو من منازل حلب القديمة الجميلة الواقعة بجوار كتدارئية السريان الكاثوليك، ويرجع عهده إلى مطلع القرن الثامن عشر للميلاد.
وهو من المنازل الفريدة التي تجب العناية بها، وله صحن في وسطه حوض صغير وبجانبه صهريج ماء لجمع المطر، وله فم مكعب من الحجر المزخرف، وتحيط بالصحن حديقة صغيرة وحيطان كثيرة النقش والزخرفة البارزة البارعة. وفي صدر الصحن إيوان جميل واسع غني بنقوشه. وقبالة هذا الإيوان قاعة كبرى ذات سقف خشبي مدهش في زخارفه وتذهيبه وتلوينه.
169
بيت الدلال (محلة: الجديدة (دخلة السيسي))
هو بيت جميل جدا يرجع عهد بنائه إلى القرن السابع عشر للميلاد.
وهو مكون من صحن رائع جدا، وفيه حوض مرمري أحمر وأبيض، وبجانب هذا الحوض مسطبة حجرية جميلة يحيط بها شبك حديدي حسن الصنع كانت معدة لجلوس الموسيقيين الذين كان يحضرهم صاحب الدار لإقامة حفلات السمر، ومن وراء هذه المسطبة حديقة صغيرة وصهريج لماء المطر، كما أن الحوض محاط في كل جهة من جهاته بحدائق صغيرة لطيفة. وأجمل ما في الصحن هو الإيوان العالي الجميل البناء، المتبختر بنقوشه المرمرية وكتبياته الرائعة وقبتيه الغنيتين بخشبهما المنقوش الجميل. وفي الصحن غرفة طعام واسعة لها سقف خشبي متقن الزخرفة، وقاعة عظمى للاستقبال ولها قبة وفيها شبابيك وأبواب وخزائن خشبية جميلة.
وفي الطابق العلوي قسم الحريم (الحرملك) وهو مكون من سطح له مسطبة للموسيقين أيضا، وحوض ماء لطيف، ودورة مياه متقنة التقسيم، وفيه قاعتان كبيرتان جميلتان في زخرفهما وخشبيتهما وكتاباتهما المذهبة وشرفتهما المطلة على الصحن.
وفي القسم الأسفل من البيت أقبية منحوتة من الصخر وهي واسعة ومهيأة لحفظ المؤن والطعام والاستراحة في الصيف.
170
بيت صادر (محلة: الجديدة (دخلة الحصرم))
هو بيت جميل جدا يرجع إلى نهاية القرن السابع عشر أو أوائل القرن الثامن عشر، وقد اتخذ اليوم مدرسة لأبناء طائفة السريان الكاثوليك.
وهو مكون من صحن واسع كان فيه حوض جميل وحديقة لطيفة، ولكن تحويل البيت إلى مدرسة قد أزال معالم الحوض والحديقة.
وأجمل ما في هذا البيت هو القاعة العلوية التي يعلوها سقف لعله أجمل سقوف حلب الخشبية، فهو غني جدا بزخرفته وتلوينه وتذهيبه وأفاريزه ونقوشه البارزة وكتاباته، وقد نقل هذا السقف في الآونة الأخيرة إلى المتحف الوطني بحلب لحفظه فيه.
171
بيت كبة (محلة: الجديدة (قبالة كتدرائية الروم الكاثوليك))
هو منزل عربي الطراز جميل الصنع، يرجع عهده إلى فجر القرن الثامن عشر.
وأجمل ما في هذا المنزل هو سقف خشبي رائع الصنعة، وسلسبيل رخامي جميل في قاعته.
172
بيت باصيل (محلة: الجديدة دخلة الزبال)
هو منزل عربي الأسلوب يرجع إلى مطلع القرن الثامن عشر، وهو على نمط بيت كبة، ولعلهما من صنع ريازي واحد.
ويمتاز هذا البيت عن بيت كبة بالزخارف الجصية الغنية التي تجمل إيوانه بزخارفها الرائعة.
173
بيوت أخرى
وفي حلب بيوت أثرية أخرى في الأحياء الإسلامية القديمة كالفرافرة، والجلوم، وقلعة الشريف. وأجدر هذه البيوت بالذكر: (1) بيتا آل قطار آغاسي
في محلة الفرافرة بالقرب من خانقاه الفرافرة، وهما داران عظيمتان في سعة صحنهما وبركتيهما وقاعاتهما العديدة الجميلة الزخارف الغنية بخشبياتها. (2) دار آل المرعشي
في تلك المحلة أيضا، وهي مزهوة بقاعتها الرائعة وحوضها الجميل وخشبياتها السقفية. (3) قصور آل كتخدا وحسن بك والعينتابي واليكن والشريف
في تلك المحلة، وهي قصور غنية بألواح القاشاني الجميل الذي كان يعلو كثيرا حيطان بيوت هذه الأسر، وقد قلع قسم كبير منه. وأغلب الظن أن هذا القاشاني المتقن كان يصنع في حلب نفسها، يقول الغزي: «وأما الصنائع التي فقدت من حلب وفقد صناعها؛ فمنها صنعة القاشاني الذي كان يجعل ظهارة لجدران بعض المباني العظيمة كالمساجد والبيوت الكبار، على أنني لم أظفر بقول ينبئ بأن القاشاني كان يشغل في حلب، إنما ذكرته في صناعتها القديمة اعتمادا على ما سمعته من الشيوخ تواترا عن أسلافهم، وعلى ما يظهر من توقيعه على المرافق والعضادات، توقيعا يبعد أن يكون عمل في غير حلب ثم نقل إليها. وقد أخبرني بعض الثقات أنه وجد قطعة من القاشاني حرر فيها نقشا في ظاهرها ما يأتي: «شغل المعلم ميخائيل»، وأن هذه القطعة كانت عند المستر هاندرسون قنصل دولة الإنكليز الذي كان في حلب في حدود سنة 1300ه.
ومنها صناعة تدهين البيوت بدهان اللازورد والحل الذهبي على ضروب وأشكال من النقوش وصور الأزهار، وكانت هذه الصنعة على غاية الإتقان، وناهيك دليلا على إتقانها ما تراه في بعض البيوت التي مضى على دهانها نحو مائتي سنة أو أكثر فيتخيل للرائي أنها لم يمض عليها سوى سنيات قليلة؛ لما يشاهد من رونقها أو بهجتها ...»
174
ومن هذه البيوت الغنية بزخارفها: دور بني الجلبي، وأجلها سراي الجلبي في محلة الجلوم، وهي دار عظيمة فسيحة ذات غرف ومقاصير غنية بزخارفها ونقوشها. وكذلك دور بني الكواكبي والركبي والسياف في هذه المحلة العريقة.
175 (10-10) الكنائس
النصارى قدماء في حلب، وكنائسهم قديمة من قبل الفتح الإسلامي، ولكن لم يبق من تلك الكنائس التي ترجع إلى ما قبل الإسلام كنيسة واحدة.
على أن هناك بعض الجوامع والمدارس الإسلامية التي كانت كنائس، وقد ظلت فيها إلى أيامنا هذه بقايا من البناء القديم كالذي تجده في المدرسة الحلوية، وقد أسلفنا تفصيل ذلك.
أما الكنائس المسيحية الموجودة الآن في حلب فأقدمها لا يعدو العصر المملوكي، وليست عندنا معلومات كافية صحيحة عن النصارى وأحوالهم ومعابدهم خلال العصور الإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى العصر المملوكي.
يذكر شيخنا الغزي في تاريخه نهر الذهب ما يلي: «نقل صاحب كتاب عناية الرحمن حاشية من كتاب ديني محفوظ في مكتبة الموارنة تدل صراحة على أن كنيسة الموارنة كانت موجودة في هذه المحلة (أي محلة الصليبة) سنة 1489م / 895ه، وحاشية أخرى محررة على كتاب عربي محفوظ في خزانة الواتيكان في رومية العظمى تحت عدد 141 يفهم منه صراحة أن هذه المحلة كانت موجودة في سنة 1505م / 911ه.»
176
ثم ينقل الغزي أيضا ما حكاه صاحب كتاب عناية الرحمن عن السائح الروماني بطرس دي لافالي الذي دخل حلب سنة 1652م / 1035ه، حيث قال: «زرت محلة المسيحيين بحلب فإذا هي في بقعة خارج سور المدينة قيل لها الجديدة لاستحداثها، وكنائسها قريبة وهي أربع كنائس متجاورة في بقعة واحدة، ولجميعها فناء واحد ومدخل واحد عام، فاللأرمن كنيستان إحداهما على اسم الأربعين شهيدا، والأخرى على اسم العذراء، وللروم كنيسة على اسم نقولا، وللموارنة كنيسة واحدة على اسم مار إلياس النبي. أما كنيسة السريان - ويسميها العامة كنيسة ستنا مريم - فمنفردة، وقد ألفيتها أجمل وأوسع من سواها، وفيها يقيم بطريركهم بطرس هدايا.»
177
وينقل شيخنا الطباخ عن مذكرات الشيفاليه المسيو دارفيو
D’arvieux
القنصل الفرنسي بحلب في سنة 1683م / 1094ه في الجزء السادس منها: «... والأرمن لهم في حلب كنيستان، السريانيون منهم والمارونيون، لكل طائفة كنيسة، والنسطوريون لا كنيسة لهم لقلة عددهم، وهم لذلك يختلطون بغيرهم.»
178
ويذكر في فصل عنوانه «الكنائس في حلب وموقعها وتاريخ بنائها»: إن في حلب إلى 1925م سبع عشرة كنيسة، أقدمها كنيسة مارانطانيوس للآباء الفرنسيين في محلة الكتاب، وأن آخر تجديد لها كان في سنة 1665م، وكنيسة أم المعونات للأرمن الكاثوليك في الصليبة، وأن آخر تجديد لها في سنة 1840م، وكنيسة السيدة للأرمن الغريغوريين في الصليبة، وأن آخر تجديد لها كان في سنة 1850م، وكنيسة مار جرجس للروم الكاثوليك في الشرعسوس وأن آخر تجديد لها في سنة 1850م، وكنيسة السيدة للروم الكاثوليك في الصليبة وأن آخر تجديد لها كان في سنة 1850م.
179
وإليك وصفا موجزا للكنائس الكبيرة الموجود اليوم:
كنيسة الأربعين شهيدا للأرمن الغريغوريين (محلة: الصليبة)
هي كنيسة قديمة جدا بنيت على اسم الأربعين شهيدا. وهي بناء تظهر عليه آثار القدم، طوله عشر أذرع في سبع، وفي صدره شبه هيكل يصعد إليه بدرج، وفي طرفه عدة قبور مكتوب عليها بالأرمنية، وأقدمها تاريخا يرجع إلى سنة 1608م / 1017ه.
ويقول كهنة هذه الكنيسة إن بناءها يرجع إلى القرن الحادي عشر للميلاد، وقد كتب على حجر بين بابي الكنيسة أنها جددت للمرة الثانية في سنة 1452م / 856ه، ثم وسعت في سنة 1639م / 1049ه، ثم جددت في سنة 1869م / 1268ه.
وفي هذه الكنيسة لوحات دينية فنية قديمة جميلة وخزانة كتب جد قيمة، فيها مخطوطات نادرة.
180
وقد بنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة يظن أنها من العهد البيزنطي ولا زالت بقايا تلك الكنيسة تحت الكنيسة الحالية. وينزل إليها بفتحة صغيرة من أرض الكنيسة.
كنيسة الروم الأرثوذكس (محلة: الصليبة)
هي كنيسة كبيرة تسمى بالسيدة العذراء، تقع في الساحة الكبرى بمحلة الصليبة، وقد أقيمت على أطلال كنيسة قديمة شادها النصارى الملكيون في أواخر القرن الخامس عشر، وقد كان الساعي لتجديد هذه الكنيسة وتوسيعها سنة 1851م هو المطران كيرللس القبرصي (+1861م).
وطول هذه الكنيسة 35 مترا في 22 مترا، وارتفاعها 5 أمتار ولها هيكل مرفوع على أربعة أعمدة من الحجر الأصفر البعاديني الحلبي، ولهذه الأعمدة تيجان من النحاس الجميل الصنعة.
ويلحق بهذه الكنيسة مدرستان، وفيها مكتبة غنية بالمطبوعات والمخطوطات.
181
هذا مع العلم بأن مدخلها هو مدخل كنيسة الأرمن الأرثوذكس الآنفة الذكر. وهذه الكنيسة من أجمل الكنائس الحلبية وأكثرها نقوشا وزخارف حجرية وخشبية ونحاسية، مما يدل على رقي الصناعات في عصر تشييدها.
كنيسة الموارنة (محلة: الصليبة (حارة التومايات))
هي كنيسة كاتدرائية فخمة مبنية على اسم مار إلياس الحي.
182
أسست في سنة 1873م / 1290ه بعناية المطران يوسف مطر وبني هيكلها في سنة 1892م / 1390ه بعناية المطران يوسف دياب، وهي مبنية على الطراز الروماني وعلى نمط كنيسة مريم العظمى في روما.
أطوالها 41,50 × 19,75 × 15,25 مترا.
وهي أجل الكنائس المسيحية عظمة بناء، ويلحق بها مكتبة فخمة غنية بالمطبوعات والمخطوطات، وهي اليوم محفوظة في قاعة كبيرة بدار سيادة المطران.
كنيسة السريان الكاثوليك (سوق الجديدة (بوابة الياسمين))
هي من الكنائس القديمة، بنيت على اسم السيدة العذراء سنة 1510م / 916ه.
تقع تجاه قسطل إبشير باشا، وهي متقنة البناء، أطوالها 32 × 16 مترا.
جددت في سنة 1852م / 1269ه بعد حريقها.
ويلحق بها دار جميلة متقنة البناء يقطنها سيادة المطران السرياني.
183
كنيسة الرهبنة اليسوعية (محلة: القواس)
184
تقع هذه الكنيسة العظيمة في بنائها شرقي هذه المحلة، على حدود محلة تراب (ترب) الغرباء على اسم قلب يسوع المسيح.
بدئ ببنائها في سنة 1869م / 1297ه، وجعل لها هيكل مساحته 25 × 18 × 12 مترا. وتمت بناء في سنة 1881م.
وتلحق بها مدرسة ثانوية كبيرة خاصة بأبناء الطائفة اليسوعية.
185
كنيسة الأرمن الكاثوليك (محلة: التومايات
186 (حارة الصليبة))
في سنة 1831م / 1247ه سعى سيادة المطران إبراهيم كوبيل مطران الأرمن الكاثوليك ببناء كنيسة لطائفته في الحارة المعروفة بحارة الإفرنجية ثم شرع بالبناء في عهد المطران باسيليوس عيواظ سنة 1940ه، وهي كنيسة متقنة البناء حجمها 32 × 16 مترا، ولها ثلاثة أواوين بأعمدة من المرمر الأصفر في صدرها «الكوروس» المشتمل على ثلاثة مذابح جميلة من الرخام الأصفر الحلبي.
وفي الكنيسة سقوف خشبية ملونة جميلة.
كنيسة الآباء الفرنسيسكان (محلة: الكتاب)
هي كنيسة قديمة خارج أسوار المدينة بنيت على اسم القديس مار أنطانيوس للرهبان الفرنسيسكان في محلة الكتاب.
وقد جددت عدة مرات، وأقدم تلك التجديدات في سنة 1865م.
كنيسة الروم الكاثوليك (محلة: الجديدة)
هي كنيسة كاتدرائية أنشأتها طائفة الروم الكاثوليك (وهم المعروفون قديما باسم الروم الملكيين) سنة 1849م / 1260ه باسم السيدة العذراء، ثم جددت ورممت سنة 1852م / 1296ه.
ولها معبد كبير مساحته 52 × 33 مترا، وهيكلها من الرخام الرائع في نقوشه.
187
كنيسة الكلدان (محلة: العزيزية)
188
أنشئت في سنة 1886م / 1293ه باسم القديسين بطرس وبولس بعناية الخوري بطرس وسام. ولها معبد ضخم ذو حنايا جد متقنة.
وتبلغ مساحتها 600 ذراع، وهي متقنة البناء نوعا ما على الرغم من سذاجة زخرفتها ونقشها.
كنيسة اللاتين (محلة: العزيزية)
كانت كنيسة صغيرة مبنية في وسط مقابر المسيحيين، ثم لما حولت المقابر إلى مساكن ومحلات تجارية في سنة 1950م
189
أعيد بناؤها في محلة العزيزية، وهي من أكبر كنائس حلب اليوم.
بقية الكنائس الحالية
في حلب اليوم غير ما ذكرنا الكنائس الآتية: «كنيسة بشارة الإنجيل (محلة: جقور قسطل)»: للنصارى البروتستانت، وقد بنيت في سنة 1867م. «كنيسة مار فرنسيس (محلة: الجلوم حارة الشيبابي)»: كانت للآباء الفرنسيسكان وتسميها العامة كنيسة الشيباني؛ لأنها بقرب مسجد الإمام الشيباني، بنيت في سنة 1878م وقد صارت اليوم مقرا لمعمل الدخان في حلب. «كنيسة مار جرجس (محلة: الصليبة (الشرعسوس))»: للروم الكاثوليك بنيت في القرن الثاني عشر وجددت في سنة 1850م. «كنيسة مار جرجس (محلة: جقور قسطل)»: للسريان الأرثوذكس، وقد خصصت بهم في سنة 1893م بعد أن كان الأرمن الأرثوذكس يشاركونهم فيها. «كنيسة القديس بونا آقا نتورا (محلة: الرام في السليمانية)»: للآباء الفرنسيسكان بنيت سنة 1907م. «كنيسة الأنفس المطهرة (محلة: الصليبة (الحميدية))»: للنصارى الموارنة بنيت سنة 1910م.
الكنائس اليهودية في حلب (1) الكنيسة الصفراء اليهودية (محلة: بحسيتا)
هو كنيس قديم يتعبد فيه اليهود ويتعلمون ، وقد وصفه الغزي، فقال: «هو عمارة مستطيلة من الغرب إلى الشرق، يبلغ طولها نحو 90 ذراعا في 40 ذراعا تقريبا، مسقوفة كلها بأزج سوى أوسطها فإنه سماوي، قد رفعت أزجها على عضادات كل عضادة منها عمودان مزدوجان مع بعضهما، جملتها اثنان وسبعون عمودا قواعدها العليا بديعة الصنعة، والجهة القبلية هي التي يصلون إليها. وفي كل ثلاث من هذه الجهة حجرة لها باب جميل مرخم بالحجارة المهندمة الصفر البعادينية قد حفظ فيها نسخة من التوراة القديمة المكتوبة في درج على رق يقولون إن إحداها أقدم توراة في العالم مع أنه ليس لها تاريخ! وفي الثلث الأخير الشرقي من هذه الجهة حجرة فيها مقام للخضر - عليه السلام - يوقدون له القناديل وينذرون له الزيت. وفي هذه الجهة الغربية بضعة شبابيك مطلة على بستان جار في أوقاف الكنيسة، وللجهة الشمالية بابان عظيمان أحدهما غربي هذه الجهة والآخر من شرقيها، وهما حادثان بدلا من أبوابها القديمة التي جهل محلها. والجدار الكائن في شرقي هذه الجهة قديم جدا يظهر أنه من بقايا جدرانها التي بنيت أول مرة، وهكذا الأعمدة المرفوع عليها سقفها، أما جهتها الشرقية فخالية من الآثار إلا أنها في أعلاها غرف يسمونها «المدراش» لها مدخل مستقل بها، وفي أواسط كل ثلث من صحن الكنيسة شبه سدة معدة لوقوف رئيس دينهم يسمونها «تبة»، وفي أواسط الجهة الجنوبية شبه محراب صغير مرتفع يقولون إنه عمر ذكرى للمرحوم السلطان مراد خان لما زار كنيستهم ... وهذه الكنيسة من أقدم الآثار العامرة التي اطلعت عليها في مدينة حلب، وبعض اليهود يدعون أنها من آثار أيوب بن سيرويا قائد جيش داود - عليه السلام - يقولون إنه بناها حين ضرب داود الآراميين بحلب ووادي الملوحة واستولى عليها تحت راية قائد جيشه، وهو قول يحتاج إلى برهان تاريخي.» وقد قرأت في حجر مبنى في أواخر جهتها الغربية من الشمال عبارة لفظها سرياني وقلمها آشوري ... وتعريبها «بسم الله وبه نستعين، المتبرع ببناء هذه البنايات والتبة السيد الرباني إبراهيم كوهن بن يعقوب كوهن (ن ع) (دعاء له بالمغفرة) سنة 720 لشيطا روث سبحان مجدد ما اندثر.» أقول فعلى هذا الحساب يكون قد مضى على عمارة البنايات والتبة المذكورة 515 سنة إلى عامنا هذا، وهو سنة 1340ه.
بقية الكنائس اليهودية حتى سنة 1925
الكنيسة الكبيرة:
في محلة باحسيتا.
كنيسة بيت ناسي:
في محلة القلة.
كنيسة مدراش البومين:
في محلة القلة.
كنيسة ماكين كيوريم:
في محلة المعابد.
كنيسة مدراش عبود:
في محلة اليهود.
كنيسة حاخام موشى دباح:
في محلة اليهود.
كنيسة مدراش الحسيدين:
في محلة اليهود.
كنيسة غورة عدس:
في محلة البندرة.
كنيسة سلوبرة:
في محلة البندرة.
كنيسة سلوبرة:
في محلة الجميلية.
كنيسة الجميلية:
في محلة الجميلية. (10-11) الخانات والسرايا والقصور والربط والمشافي
خان الكتان (محلة: سويقة علي)
هو خان قديم تجاه المدرسة الصلاحية.
يقول الغزي: «كان يعرف بخان السيدة، وهي السيدة بنت وثاب النميري أخت شبيب زوجة نصر بن محمود بن مرداس، يقال إنها جهزت جيش غزاة من مالها. وكان هذا الخان مشرفا على الخراب تنزله قوافل الكروان، ثم في سنة 1330ه شرع بإعماره مدير أوقاف حلب. ولما حدث النفير العام (سنة 1914م) وقفت العمارة ثم في هذه الأيام شرع مدير الأوقاف الحالي بإتمام عمارته وجعله خانا يصلح للتجار.»
190
وهو اليوم من الخانات الجميلة الجديرة بالصيانة.
سراي إبراهيم باشا المصري (محلة: الفرافرة)
هي سراي عظيمة اتخذت في العهد العثماني مقرا للحكومة. وكانت في الأصل دارا عظيمة لأحد أثرياء اليهود بحلب، ثم آلت لبني الجلبي ثم اشتراها منهم إبرهيم باشا بن محمد علي باشا المصري لما دخل حلب.
يقول الغزي: «دار الحكومة المعروفة بالسراي هي بناء فسيح ضخم يشتمل على دوائر الملكية والعدلية ودار البرق والبريد والبلدية وثلاثة حبوس، ودار العدلية مما أسسه أحد أغنياء اليهود ثم آلت لبني الجلبي ثم اشتراها المرحوم إبراهيم باشا المصري من بني الجلبي بأربعين ألف قرش وجعلها محلا لسكناه، ثم صارت محلا لسكنى الولاة العثمانيين. وفي حدود سنة 1291 جعلت دارا للعدلية وصار الولاة يسكنون في دور ويستأجرونها من أهلها ...»
191
وهي اليوم مقر لقائمقامية جبل سمعان.
رباط إبراهيم باشا (محلة: الشميصاتية )
192
يعرف هذا الرباط قديما بالرباط العسكري، وبالقشلة العسكرية، شيده إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المصري على الجبل الأحمر في سنة 1248ه، وقيل إنه كان مبدوءا به قبله ولكنه أتمه وجعله صالحا للسكنى.
يقول الغزي: «... فإنه في سنة استيلائه على حلب شرع يهتم بعمارته فأمر بهدم ما أبقته الزلزلة من مباني القلعة، وهدم كل بناء في البلدة مشرف على الخراب ليس لأحد فيه حق التصرف، كالمساجد والزوايا والمدارس القديمة، فهدم من ذلك شيء كثير ونقلت أنقاضه إلى هذا الرباط، وحمل الناس على العمل طوعا وكرها إلى أن كملت عمارته في غضون ثلاثة أعوام، وهو بالحقيقة حصن حصين لا نظير له في معظم المماليك العثمانية من جهة تسليط موقعه على البلدة، ومن جهة سعته وكثرة حجراته ... وفي سنة 1297ه ابتدأ العمل بتجديد بعض جهاته وتعميرها على النسق الجديد، وكانت قبل ذلك بناء ذات طبقتين سفلى وعليا، سقفهما خشب، فشرعوا في السنة المذكورة بتعمير هاتين الطبقتين عمارة جميلة ذات أروقة عظيمة وأبواب واسعة وغرف جميلة وقصور بارزة، وجعلوا سقف ذلك كله أزجا من الحجر الذي نقل من أنقاض القلعة وأسوار البلدة، وكملت جهاته الثلاث الشرقية والجنوبية والشمالية وعمر فيه فرن ورحى ... ومكان لنسيج الأقمشة ... وعمل الأحذية فصار كأنه بلدة صغيرة مستقلة، له بابان: جنوبي لجهة البلدة، وشمالي للبرية ... وقد اشتهر هذا الرباط باسم الشيخ يبرق
193
وهو رجل من الصالحين مدفون في زاوية يدخل إليها من أواسط الجهة الغربية من هذا الرباط، وكانت زاوية عظيمة أنشأها السلطان الملك الظاهر خشقدم بتولي الشيخ محمد خادم الشيخ يبرق ... ومات السلطان ولم تكمل وكان بها شبابيك من النحاس الأصفر المحكم الصناعة ... ثم تهدم بناؤها ... إلى سنة 1239 جددها والي حلب محمد أمين وحيد باشا المكتوب اسمه على بابها، عمرها عمارة متقنة وجعلها زاوية ومسجدا، ورفع لها منارة، ثم في سنة 1290 نقل إلى جامعها منبر جامع المقام الأسفل في القلعة ... وفي غربي الجامع إلى شماليه قبة فيها قبر الشيخ يبرق، وتجاه باب الجامع قبر كتب على سنامه: «هذا ضريح المرحوم الشيخ علي بن الشيخ مصطفى شيخ التكية البراقية انتقل الوفاة إلى رحمة الله تعالى سنة 1180ه».»
194
وقد أورد الشيخ الغزي صورة وقفية السلطان خشقدم بتاريخ سنة 671، فارجع إليها إذا شئت،
195
وهذا الرباط هو من أجل الآثار العمرانية التي شيدت في العهد العثماني.
مستشفى إبراهيم باشا (الرمضانية (محلة: قسطل الحرمي))
هو مستشفى كبير يقع إلى الغرب من تكية الشيخ أبي بكر الوفائي، أنشأه إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حين استولى على حلب. ونقل حجارته من القلعة وسائر الأبنية الأثرية المتهدمة بحلب، كما فعل بالرباط العسكري.
يقول الغزي: «المستشفى العسكري ... أنشأه المرحوم إبراهيم باشا ... ونقل حجارته من القلعة وأسوار البلدة وغيرها من المباني القديمة المتداعية إلى الخراب، ثم في أيام الدولة العثمانية أنشئ تجاهه في غربيه حديقة ... في أيام الحرب العالمية العامة الأولى (1914-1918) زيد في هذه الحديقة زيادة عظيمة، وعمر في أطرافها عدة خلاو على طرز جميل زيدت بها غرف المستشفى فصار من أعظم مستشفيات سورية ... وله في الجهة الجنوبية حمام كان يفتح في بعض الأحيان إلى الناس غير العساكر، أما الآن فقد هجر.»
196
ساحة باب الفرج
في عهد ولاية رائف باشا على حلب سنة 1313ه شرع بإقامة برج الساعة العظيم في ساحة باب الفرج سنة 1316ه.
وقد احتفل بوضع حجره الأساسي في ربيع الأول من تلك السنة. وقد كان في موضعه قسطل قديم مربع الشكل يعرف بقسطل السلطان شيد في أيام السلطان سليمان خان العثماني.
وقد استمرت عمارته مدة سنة وتمت سنة 1317، وقد كتبت عليه أبيات نظمها الشيخ أحمد الشهيد مفتي حارم، وهي:
أنشأ لنا الملك الحميد مآثرا
عظمت صناعتها وأي صناعه
حامي حمى الدين المكين ومن له
أضحت سلاطين الورى أتباعه
من ذاك في حلب أقام منارة
تثني عليه بساعة سماعه
أيام دولة رائف فخر العلى
والي حمى الشهباء أبرك ساعه
ولذاك نادى في الورى تاريخها
أثر يقوم إلى انفصال الساعه
ويقول الغزي: «قسطل السلطان خارج باب الفرج على مقربة منه عمره السلطان سليمان خان سنة 940 حين قدومه إلى حلب. وقد هدم قسطل السلطان المذكور وجدد في مكانه حوض مستور بني عليه برج الساعة.»
197
الزاوية الصيادية (محلة: أغلبك (باب الأحمر))
هي زاوية حسنة البناء بدأ ببنائها الشيخ محمد أبو الهدى أفندي (ت1918م) ابن الشيخ حسن وادي الصيادي (ت1312ه) العالم الحلبي المشهور المقرب من السلطان عبد الحميد خان العثماني الثاني، ثم تتابع البناء فيها بعناية أخيه الشيخ عبد الرزاق (ت1940م) إلى أن تمت في سنة 1327ه.
وهي زاوية حافلة كثيرة الغرف والمقاصير، في غربي قبليتها ضريح الشيخ حسن وادي الصيادي. وكان لها باب من داخل محلة أغلبك، ثم هدم وفتح لها باب من محلة القلعة على الخندق.
198
المكتب السلطاني (محلة: الجميلية)
في أوائل سنة 1310ه تمت بناية المكتب السلطاني في أيام ولاية عارف باشا الذي تولى حلب في سنة 1307، فقد باشر فور وصوله ببناء هذا المكتب، وهو أول مكتب إعدادي، أي مدرسة ثانوية، في حلب. وقد كان جميل باشا قد قرر ذلك في سنة 1304ه، ولكن لم يباشر بعمارته إلا في ولاية عثمان نوري باشا، ثم أهمل أمره، ثم بوشر به في سنة 1306 ولم يتم ذلك إلا في سنة 1310.
يقول الطباخ في حوادث سنة 1310: «في أواخر صفر من هذه السنة كملت عمارة المكتب الإعدادي الملكي خارج باب الفرج في المحلة المعروفة بالسلمية، ثم دعي المكتب السلطاني واحتفل بافتتاحه يوم الجمعة ثاني ربيع الأول سنة 1310 وألقيت في ذلك الاحتفال خطب.»
199
ويقول الغزي في حوادث سنة 1300: «وعرفت بالجميلية نسبة إلى المرحوم جميل باشا، الذي أسست في أيامه، واسمها في سجلات الحكومة «سليمية» نسبة إلى سليم أفندي ابن السلطان عبد الحميد خان الثاني، وأول بناء أسس في هذه الخطة المكتب الإعدادي المعروف الآن بالمكتب السلطاني، ثم بنى فيها جميل باشا قصره تجاه دار المعلمات الكائنة في جنينة بيت الناقوس، وهو أول قصر بني في هذه الخطة، والقصر الثاني هو قصر المرحوم علي محسن باشا المشتمل على حديقة واسعة تجاه المكتب السلطاني في شماليه ... والمكتب الإعدادي أسس فيها سنة 1300 وانتهت عمارته سنة 1316، وهو مكتب عظيم لا يضاهيه في البلاد العثمانية غير مكاتب استانبول لسعته وكثرة غرفه وحسن هندامه ... مساحة عرصته تزيد على ستين ألف ذراع مربع ...»
200
وهو اليوم مقر مدرسة تجهيز البنين الأولى في حلب.
المكتب الرشدي (محلة: الفرافرة (تحت القلعة))
في سنة 1300ه شيدت الحكومة العثمانية أول مكتب رشدي في حلب.
يقول الشيخ الطباخ نقلا عن المشاطي في مجموعته: «في هذه السنة (سنة 1300ه) اشترت الحكومة دورا تحت القلعة من الحاج عبد القادر العكام والحاج محمد الحمامي وغيرهما، وإلى جانبها مزار أم الصالح أيوب
201 (هكذا) جانب سوق الضرب، وعمر الجميع جميل باشا
202
مكتبا كبيرا.»
وهو اليوم مقر دائرة المعارف في حلب.
هوامش
فهرس المراجع
الكتب العربية والتركية
الإشارات إلى معرفة الزيارات، للهروي، تحقيق جانين سورديل-طومن، طبع المعهد الفرنسي بدمشق، سنة 1953.
أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، للمرحوم محمد راغب الطباخ، طبع حلب، سنة 1921.
أقدم ما عرف عن تاريخ حلب، لصبحي الصواف، مطبعة الضاد بحلب، سنة 1952؛ الأنساب، للسمعاني، طبع لندن، سنة 1920.
تاريخ البداية والنهاية، لابن كثير، طبع القاهرة، سنة 1248.
تاريخ الإسلام، لابن الوردي، طبع القاهرة، سنة 1285.
درر الحبب في تاريخ حلب، لرضي الدين ابن الحنبلي، وخطوط في خزانتي.
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني، طبع حيدر آباد، سنة 1950.
دليل حلب، تأليف لجنة الدليل الرسمية، مطبعة ربيع بحلب، سنة 1955.
ديوان ابن أبي حصينة الحلبي، تحقيق محمد أسعد طلس، طبع المجمع العلمي بدمشق، سنة 1956.
تاريخ الروضتين في أخبار الدولتين، لأبي شامة، طبع القاهرة، سنة 1292.
سلك الدرر، لأبي الفضل المرادي، طبع بولاق، سنة 1291.
الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، لشمس الدين محمد السخاوي، طبع القاهرة، سنة 1355.
فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي، طبع القاهرة، سنة 1283.
قاموس الأعلام (بالتركية)، لشمس الدين سامي، طبع إستانبول.
قلعة حلب، لفيصل الصيرفي ونادر العطار، مطبعة الشرق بحلب، سنة 1954.
الكامل في التاريخ، لابن الأثير الموصلي، طبع القاهرة، سنة 1303.
كشف الظنون، للحاج خليفة كاتب جلبي، طبع إستانبول، سنة 1943.
معجم الأدباء، لياقوت الحموي، طبعة دار المأمون بالقاهرة، سنة 1936.
معجم البلدان، لياقوت الحموي، طبع القاهرة، سنة 1324.
المنهل الصافي، ترجمة غاستون فييت بالفرنسية، طبع المعهد الفرنسي بمصر، سنة 1932.
نكت الهميان في نكت العميان، للصلاح الصفدي، طبع القاهرة، سنة 1911.
نهر الذهب بتاريخ حلب، للمرحوم كامل الغزي، طبع حلب، سنة 1926.
وفيات الأعيان، لابن خلكان، طبع بولاق، سنة 1275.
المجلات
مجلة الحوليات الأثرية السورية لمديرية الآثار العامة بدمشق.
مجلة المخطوطات العربية لمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة.
الكتب الاجنبية
Inventaire des Monuments Musulmens de la ville d’Alep, Paris 1931.
J. Sauvaget.
Le Cenotaphe de SALADIN (dans Revue des Arts Asiatiques 1930 p. 174). ...
L’Enceinte Primitives de la Ville d’Alep (dans Mélanges de I’lnstitut Franҫais de Damas 1929). ...
Deux Sanctuaire Chiites d’Alep (dans Syria (1928). ...
La Madrasa Hallawya d’Alep (dans B. I. F. A. O. XI).
Guyer
La Citadelle d’Alep et ses alentours. Alep 1931.
Alep imprimerie ad-Dad 1954.
S. Sawaf
Geschichte der Arabischen Litteratur, weinar 1898.
C. Brockelmann
Die Arabischen Inchriften von Aleppo (dans Der Islam 1926).
Sobernheim
Origine of the Plan of Cairene Madrasas (dans B. 1. F. A. O. XXI) Cairene Madraras.
Creswell
ملحق الصور1
الوجه رقم «1»: الأثر رقم «2» باب النصر - الأثر رقم «3» باب أنطاكية - الأثر رقم «4» باب قنسرين - الأثر رقم «7» باب الحديد.
الوجه رقم «2» و«3»: الأثر رقم «14» الشيخ محسن - الأثر رقم «15» المدرسة الحلوية - الأثر رقم «17» المارستان النوري - الأثر رقم «18» المدرسة المقدمية.
الوجه رقم «4»: الأثر رقم «19» مطبخ العجمي - الأثر رقم «20» مشهد الحسين - الأثر رقم «31» جامع الفردوس.
مخطط تفصيلي تام للأثر رقم «31» (آثار طلس، الصحيفة 84).
الوجه رقم «5»: الأثر رقم «21» جامع الشيخ معروف - الأثر رقم «22» الشيخ فارس - الأثر رقم «23» المدرسة السلطانية.
الوجه رقم «6»: الأثر رقم «25» التربة الدرويشية - الأثر رقم «26» المدرسة الظاهرية البرانية - الأثر رقم «27» المدرسة الكاملية البرانية.
الوجه رقم «7»: الأثر رقم «23» المدرسة الشرفية - الأثر رقم «32» خانقاه الفرافرة.
الوجه رقم «8»: الأثر رقم «19» مطبخ العجمي - الأثر رقم «33» المدرسة الشرفية - الأثر رقم «36» جامع الطنبغا - الأثر رقم «37» مارستان أرغون -الأثر رقم «38» مراحيض عامة - الأثر رقم «39» جامع الفستق - الأثر رقم «62» خان الصابون - الأثر رقم «71» خان الوزير - الأثر رقم «73» حمام الواساني.
الأثر رقم «37» مارستان أرغون - المخطط التفصيلي العام (آثار طلس، الصحيفة 96).
الأثر رقم «48» حمام اللبابيدية - المخطط التفصيلي العام (آثار طلس، الصحيفة 113).
الوجه رقم «9»: الأثر رقم «40» جامع المهمندار - الأثر رقم «41» جامع الرومي - الأثر رقم «43» المدرسة الطرنطائية - الأثر رقم «44» حمام الجوهري - الأثر رقم «45» جامع البياضة - الأثر رقم «46» جامع الأطروش.
الوجه رقم «10»: الأثر رقم «57» خان القصابية - الأثر رقم «59» خان خاير بك - الأثر رقم «63» جامع العادلية.
الوجه رقم «11»: الأثر رقم «64» خان قورد بك - الأثر رقم «65» جامع البهرامية - الأثر رقم «85» جامع الأقصراوي.
الوجه رقم «12»: الأثر رقم «66» المدرسة الخسروية - الأثر رقم «67» جامع الطواشي - الأثر رقم «68» بيت رجب باشا - الأثر رقم «70» خان الدرج - الأثر رقم «74» بيت غزالة - الأثر رقم «121» بيت قديم.
الأثر رقم «2» باب النصر (آثار طلس، الصحيفة 28).
الأثر رقم «4» باب قنسرين - البرج المجاور له (آثار طلس، الصحيفة 29-31).
الأثر رقم «4» باب قنسرين (آثار طلس، الصحيفة 29-31).
الأثر رقم «5» باب الفرج (آثار طلس، الصحيفة 32).
الأثر رقم «6» باب المقام (آثار طلس، الصحيفة 33).
الأثر رقم «7» باب الحديد (آثار طلس، الصحيفة 34).
الأثر رقم «8» باب الجنان - البرج (آثار طلس، الصحيفة 34).
الأثر رقم «8» بقايا سور باب الجنان (آثار طلس، الصحيفة 34).
الأثر رقم «17» المارستان النوري - المدخل (آثار طلس، الصحيفة 65).
الأثر رقم «17» المارستان النوري - داخله (آثار طلس، الصحيفة 65-66).
الأثر رقم «26» المدرسة الظاهرية البرانية الباب والقسم الخارجي (آثار طلس، الصحيفة 79-80).
الأثر رقم «31» جامع الفردوس ومدرسته - الدهليز (آثار طلس، الصحيفة 84-87).
الأثر رقم «30» جامع الفردوس ومدرسته - الإيوان (آثار طلس، الصحيفة 84-87).
الأثر رقم «36» جامع الطنبغا - المنارة (آثار طلس، الصحيفة 97).
الأثر رقم «37» المارستان الأرغوني - البركة والإيوان (آثار طلس، الصحيفة 96-99).
الأثر رقم «46» جامع الأطروش - الواجهة والمنارة (آثار طلس، الصحيفة 111-112).
الأثر رقم «62» خان الصابون - الجبهة (آثار طلس، الصحيفة 125-126).
الأثر رقم «68» بيت رجب باشا - الجبهة الرئيسية (آثار طلس، الصحيفة 132).
الأثر رقم «68» بيت رجب باشا - زخارف الجبهة (آثار طلس، الصحيفة 132).
الأثر رقم «71» خان الوزير - الجبهة الخارجية (آثار طلس، الصحيفة 134-135).
الأثر رقم «71» خان الوزير - الجبهة الداخلية (آثار طلس، الصحيفة 134-135).
الأثر رقم «75» الشيخ أبو بكر (آثار طلس، الصحيفة 138-140).
الأثر رقم «130» جامع التوبة - القبلية (آثار طلس، الصحيفة 196).
الأثر رقم «200» بيت أجيقياش - الجبهة الداخلية (آثار طلس، الصحيفة 291).
الأثر رقم «201» بيت الدلال - الإيوان والصحن (آثار طلس، الصحيفة 292).
الأثر رقم «201» بيت الدلال - الصحن والبركة (آثار طلس، الصحيفة 292).
অজানা পৃষ্ঠা