45

Athar A'mal Al-Quloob Ala Al-Da'iya Wa Al-Da'wa

أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

জনগুলি

وفي الآيتين ذكر الله أن خيرية الأمة وفلاحها مرتبط بتحقيق الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. • الدعوة إلى الله من أسباب السلامة من الخسران في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [سورة العصر]. وفي هذه السورة حدد الله أسباب النجاة من خسارة الدنيا والآخرة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ذلك. • الدعوة من أعظم الأعمال وأحبها إلى الله تعالى: عن سهل بن سعد ﵁: قال ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ (^١): «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَبَصَقَ (^٢) فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ (^٣) حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ

(^١) وهي بلدة معروفة اليوم، تبعد عن المدينة ١٦٥ كلم شمالًا على طريق الشام، عرفت بهذا الاسم منذ أقدم العصور، وتشتمل على حصون ومزارع ونخل كثير، وقد فتحها النبي ﷺ في سنة سبع للهجرة. ينظر: معجم البلدان (٢/ ٤٠٩) لياقوت الحموي، دار صادر بيروت، ط ٢، ١٩٩٥ م، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (١١٨) لعاتق البلادي، دار مكة للنشر مكة، ط ١، ١٤٠٢ هـ، والموسوعة الجغرافية على الشبكة. (^٢) البصق والبزق: هو التفل بالفم، ولا بد أن يكون معه شيء من الريق. ينظر: لسان العرب (١١/ ٧٧) مادة (تفل). (^٣) أي: تأنَّ ولا تستعجل. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٢٢٣)، لسان العرب (١١/ ٢٨٢) مادة (رسل).

1 / 45