157

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

প্রকাশক

مؤسسة الرسالة

সংস্করণের সংখ্যা

الطبعة الثالثة

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

জনগুলি

الحجاز، فهو أول من غير دين إبراهيم- ﵊، فهذه هي الآفة، هذه هي السُّنَن التي تعجّب منها النبي ﷺ. ثم بيّن ﷺ خطر هذه المقالة، فقال: "قلتم والذي نفسي بيده" أقسم ﷺ ففي هذا مشروعية القسم على الفتوى إذا تحقق من إصابة الحق. "كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: " ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ " النبي ﷺ بيّن أن هذه عادة قديمة في العالم، وأنها حصلت على عهد موسى ﵇، وذلك أن الله لما نجّى بني إسرائيل من فرعون، وأغرق فرعون وقومه، ونجّى موسى وقومه، ومرّوا في طريقهم على قوم يعكفون على أصنام لهم. ﴿قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ طلبوا من موسى أنه يجعل لهم صنمًا يعبدونه كهؤلاء الذين يعبدون الصنم، قال موسى ﵇: " ﴿إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ " السبب الذي أوقعكم في هذا هو الجهل بالتّوحيد، وهذا- كما ذكرنا- يُوجب على المسلمين أن يتعلموا العقيدة، ولا يكتفوا بقولهم: نحن مسلمون، نحن في بلاد إسلام، نحن في بيئة إسلامية، كما يقوله الجهال أو الذين يُثَبِّطون عن تعلّم العقيدة. ففيه آفة الجهل، وان الجهل قد يوقع في الكفر بالله ﷿، وهذه خطورة عظيمة، ولا يُنجّي من هذا الجهل إلاَّ تعلّم العقيدة الصحيحة، والتأكُّد منها، وتدريسها، وتكرارها على الناس، وتعليمها للناس، ونشرها بكل وسيلة في المساجد، وفي المدارس، وفي وسائل الإعلام، وفي المجالس، وفي البيوت، وقوله: ﴿إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ﴾، أي: عمل هؤلاء زائل وتالف ﴿وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ لأنه شرك بالله ﷿، ﴿قَالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (١٤٠)﴾ أي: أنا لا أَشْرَع لكم الشرك، وهل هذا جزاء النعمة أن الله فضلكم على العالمين، يعني: عالم زمانهم، أما بعد بِعثة محمد ﷺ فأفضل العالمين هم أمة محمد ﷺ. فالحاصل؛ أن التبرّك بالأشجار والأحجار هو من سنة المشركين، ومن سنة الجاهلية، ومن فعله فهو متشبه بالكفار، وهو كافر مثلهم، لا فرق بين من يعبد القبر ومن يعبد اللات والعُزَّى، أو الذي يطلب البركة من الشجرة والذي يطلبها من الصنم، لا فرق بينهما.

1 / 161