প্রাসাদের রহস্য: রাজনৈতিক, ঐতিহাসিক, প্রেমমূলক, সাহিত্যিক
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
জনগুলি
فأشار الباشا برأسه مصادقا على قولها، ثم تلجلج لسانه، وقال: صحيح سلمه أحمد ... ورأت السلطانة أن النعاس قد استولى عليه وغلبه السكر فلم يعد يحتمل النطق، فأخذت تهزه وتقول له: أفق قليلا ... تذكر إلى من سلمه أحمد. - لا أذكر ... شيئا ... وأقسم لك إني ... لا أعرف ... إلا اسم العجوز ...
ودمدم كلمة لم تفهمها السلطانة، وانقلب على المقعد، وبدأ يغط غارقا في سبات عميق.
وعند ذلك بلغ هياج السلطانة حده، فدفعت باب الغرفة التي كان الخصي بانتظارها فيها وصاحت به: لقد أصبت فيما ظننت، ثم جلست وقد زفرت زفرة شديدة من الغضب، وتلجلجت شفتاها، واصطكت أسنانها، وجحظت عيناها، وانتفخت أوداجها؛ فقال لها الخصي: خير إن شاء الله. - قل شر؛ لقد اعترف الباشا بكل شيء في سكره وقد سخرت إقبال بي، فهي لم تشرب الدواء الذي أمرتها بشربه يوم أرسلتها إلى حمام الطوبخانة، ولكن سترى عاقبة مخالفة أمري، ثم ضحكت ضحك الحنق المغتاظ، وصاحت: أي نعم هي الولود وأنا العقيم ... فسألها الخصي: وأين المولود؟ - هو في المكان الذي ذكرت. نقله أحمد يوم العيد مع هدايا رمضان، ويظهر أن السعد قد خدم تلك الشقية؛ لأنها قد وضعت حملها يوم العيد أثناء تغيبي في السراي الهمايونية، فأرسلوا الولد إلى الطوبخانة قبل رجوعي. - خففي عنك مولاتي، فلا بد من وجود المولود، ويمكنك الانتقام. - نعم، أريد انتقاما هائلا، أنكون سلطانات ويكون لنا ضرائر؟ إذا ترمل أزواجنا فلا يحق لهم من بعدنا الزيجة، ومتى رفعنا رجلا إلى شرف حبنا لا يحق له أن يلتفت إلى سوانا أحياء كنا أو أمواتا ... ثم التفتت إلى الغرفة التي كان راقدا زوجها فيها، وصاحت: والله سأنتقمن يا محمد وأي انتقام ...
وأفاق محمد باشا في الغد عند الظهيرة غير واع شيئا من حديث الأمس، ولا غرابة فكلام الليل يمحوه النهار. وكان قد ازدحم الزوار عند بابه، وفي قاعة استقباله، وجلهم من كبار المأمورين وطلاب الوظائف؛ لأن السلطان عبد المجيد كان في ذلك العهد مريضا قليل العناية بشئون دولته، وكان محمد باشا صهره من المقربين إليه النافذين لديه، والناس في الشرق قد اعتادوا أن يدوروا مع الزمان كيفما دار. فخرج يقتبل زواره بالبشاشة التركية، وصرفهم جميعا مطيبا خواطرهم بالجواب التركي المشهور الذي ذهب مثلا وهو «بقالم»؛ أي سنرى.
ثم دخل عليه الخصي، وعرض أن عجوزا في الباب تريد التشرف بناديه.
قل لها أن تنتظرني في دائرة الحرم، وأعد لي الطعام، فقد استولى علي الخوار، ولا أؤجلن طعاما من أجل أحد، فكيف من أجل عجوز ...
فعاد الخصي على أعقابه، وقاد العجوز إلى دائرة الحرم، وأمرها بانتظاره، وقد عرف القارئ لا شك أنها «فاطمة» بعينها، فسألت الخصي: أسمو السلطانة في السراي؟ - كلا قد خرجت في هذا الصباح. - ألا يمكني مقابلة أحد من الجواري أو السراري؟ - قد رافقنها جميعهن. - أجميعهن ...؟ - نعم ... جميعهن.
فتفاءلت العجوز من هذا الجواب، وقالت عساه خيرا، ثم جلست تنتظر المثول بين يدي الباشا قلقة، وقد وطدت عزيمتها على إطلاعه على كل شيء، فلم تلبث طويلا حتى دخل الباشا عليها، وسألها قائلا: هانم أفندي ماذا تريدين مني؟ - باشا أفندي حضرتلري ربما لا يجهل دولته اسمي ... أنا فاطمة ابنة يوسف باشا المصري وقرينة عثمان باشا الحلبي.
فحدق الباشا بنظره إليها مستفهما. فقالت: ربما خفي عليك هذا الاسم ... أنا التي كنت مقيمة في الطوبخانة لما وصلني في مساء عيد رمضان ... فقاطعها الباشا متخوفا، وصاح بالله عليك لا تنبسي ببنت شفة. أتجهلين أنك في دائرة الحرم وهو موضوع سوء الظن والتجسس، ثم خفض صوته، وقال لها: ماذا جاء بك إلى هنا؟ أخفي عليك أنك تعرضين «إقبالا» إلى الهلاك؟ - لا تخش أمرا مولاي، فقد كنت دبرت حيلة من غير أن تبعث أحدا إلى سوء الظن، ولكن لم تجد شيئا؛ لأن سمو السلطانة قد خرجت هذا الصباح. - فصاح بها الباشا مستفهما: أخرجت؟ وإلى أين؟ - لا أعلم، فهكذا أخبرني الخدم والخصيان، وأخشى أن يكون من وراء ذلك شر .
فقلق الباشا وهب لساعته يطوف في السراي يستدعي الخدم، فيسألهم عن سبب خروج السلطانة، فأجابوه جميعا بأنها سارت إلى السراي الهمايوني منذ الصباح مصحوبة بجميع جواريها وسراريها. فعاد إلى الغرفة وقد غلب عليه الاضطراب، وعلت على وجهه أمارات الاكتئاب. ثم جلس مفكرا وقد عاد إلى ذهنه ما كان منها في المساء، ثم قال لها: لا شك أنها خدعتني، واحتالت علي حتى عرفت موضع سري. - وهل أطلعتها عليه وعرفت بولادة عائشة ومقرها؟ - نعم ... وا أسفاه. - كيف كان ذلك ...؟ وماذا قلت لها مولاي؟
অজানা পৃষ্ঠা