قالت: «إذن لن آكلها فيزداد وزني!» نهضت وشرعت في المشاركة في رفع الأطباق عن المائدة، لكنها في النهاية اتجهت إلى البيانو، وعاودت عزف مقطوعة «الرقصات البوليفستية».
سعدت ميليسينت بالحوار الدائر مع الضيف، ولو أن جاذبية الحوار أربكتها واستغلقت عليها، وظنت أيضا أن الطعام كان شهيا، ولم يكن ثمة أي لحظات حرجة، أو مذاق غريب، أو يد كأس لزجة.
قال السيد سبيرز: «كنت أحسب خبراء نصب الفخاخ يعيشون في الشمال جميعا. كنت أظنهم يعيشون فيما وراء الدائرة القطبية، أو على الأقل على الدرع الكندي ما قبل العصر الكمبري.»
قالت دوري: «خطر لي أن أزور هذه المنطقة.» بدا صوتها غليظا لأول مرة؛ إما بفعل الحرج وإما الإثارة، «ظننت أنني أستطيع العيش في كابينة ونصب فخاخ طوال الشتاء، لكنني كنت أتعهد أخي بالرعاية، ولم يكن باستطاعتي تركه، وإنني ملمة بالمكان هنا.» •••
في أواخر الشتاء، وصلت دوري إلى بيت ميليسينت حاملة قطعة كبيرة من الحرير الأبيض، قالت إنها كانت تعتزم صنع ثوب زفاف. كانت هذه أول مرة يسمع فيها أحد عن حفل الزفاف هذا - قالت إنه سيقام في شهر مايو - أو يعرف الاسم الأول للسيد سبيرز، كان اسمه الأول ويلكنسون، ويلكي.
متى قابلته دوري؟ وأين قابلته؟ منذ ذلك العشاء في الشرفة؟
لم تقابله في أي مكان، كان قد رحل إلى أستراليا حيث اشترى أملاكا، وتبادلا الرسائل.
فرشت سجادة على أرضية غرفة الطعام بعد أن أزيحت الطاولة إلى جوار الجدار، ووضع الحرير على السجادة، وألقى امتداده الشاسع اللامع، ورقته البراقة بستار من الصمت على البيت بأسره. وجاء الأطفال ليحدقوا فيه، فصاحت فيهم ميليسينت أن يبتعدوا؛ كانت تخشى أن يقطعوه. ووضعت دوري - التي تستطيع بكل سهولة أن تسلخ جلود الحيوانات - المقص جانبا، وأقرت بأن يديها ترتعشان.
استدعيت موريل كي تعرج عليهما بعد انتهاء اليوم الدراسي. ضربت بيدها على صدرها فور أن سمعت بالأنباء، ووصفت دوري بالخبيثة، وشبهتها بكليوباترا لأنها أغوت مليونيرا.
قالت: «أراهن أنه مليونير؛ أملاك في أستراليا، ماذا يعني ذلك؟ أراهن أنها ليست مزرعة خنازير! كل ما آمله أن يكون له أخ! أوه، دوري، كم أفتقر إلى الكياسة إذ لم أهنئك!»
অজানা পৃষ্ঠা