অস্ত্র নাভি: একটি খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
ستكون مهمة الاعتناء بالمصابين خارجة عن نطاق قدرة المؤسسة الطبية على الاستجابة تماما، بل ربما تكون خارج نطاق تصورها من الأساس. فجميع مستشفيات مانهاتن الكبرى، عدا واحدة، تقع داخل منطقة الانفجار وستكون مدمرة بالكامل. وليس هناك ما يكفي من الأسرة المتاحة في كل أنحاء نيويورك ونيوجيرسي لاستقبال حتى أكثر حالات الإصابة خطورة. إن عدد الأسرة الموجودة في مراكز الحروق في الدولة بأكملها لا يزيد عن 3 آلاف سرير، وسيموت الآلاف من نقص الرعاية الطبية. في الوقت ذاته، سيكون السواد الأعظم من نيويورك دون كهرباء أو غاز أو مياه أو صرف صحي. ستكون عمليات نقل المصابين وإحضار ما هو ضروري من مؤن وأشخاص ومعدات عسيرة للغاية، وسيصير مئات الآلاف من أبناء نيويورك دون مأوى، وستواجه مهمة أفراد الطوارئ في المناطق التي تظل مشعة على نحو خطير مشكلات قد يكون من المستحيل تخطيها.
سيتسبب الانفجار الإرهابي في مقدار من الغبار الذري المشع أكبر من المقدار الذي يمكن أن ينجم عن انفجار لم تمس خلاله كرة النار الأرض؛ وسبب هذا هو أن الانفجار السطحي ينتج جسيمات مشعة من الأرض علاوة على تلك الآتية من السلاح النووي نفسه. سيتساقط الغبار الذري المبكر على الأرض حسب اتجاه الريح السائد، مشكلا أنماطا بيضاوية الشكل تمتد من نقطة الانفجار وصولا إلى لونج آيلاند. ولأن الرياح ستكون خفيفة نسبيا، سيكون الغبار الذري متركزا في منطقة مانهاتن، شرقي الانفجار مباشرة . سيعاني الآلاف من أبناء نيويورك من التأثيرات الخطيرة للإشعاع، بما في ذلك تلف الكروموسومات وتدمير نخاع العظام والأمعاء، والنزيف. سيموت الكثيرون جراء هذه الإصابات خلال الأيام والأسابيع التالية على الانفجار. وكل شخص ناج من الانفجار من المنتظر بنسبة 20 بالمائة أن يموت جراء أي نوع من أنواع السرطان، علاوة على احتمالية قدرها 80 بالمائة أن يموت جراء أسباب أخرى كمرض القلب أو العدوى. وسيأتي التأثير الذي سيعاني منه الجيل التالي في صورة أمراض وراثية وعيوب خلقية.
في يناير 2007 حرك العلماء المشرفون على «ساعة يوم القيامة» عقارب الساعة بمقدار دقيقتين نحو منتصف الليل، الرمز النهائي لفناء الحضارة. فقد حرك القائمون على مجلة «نشرة علماء الذرة» - وهي المجلة التي استحدثت هذه الساعة في عام 1947 من أجل التحذير من مخاطر الأسلحة النووية - الساعة حتى خمس دقائق قبل منتصف الليل. وقالت مجموعة علماء الذرة في بيان لها: «إننا نقف على شفا عصر نووي ثان.» مشيرة إلى أولى تجارب كوريا الشمالية للسلاح النووي في 2006، وطموحات إيران النووية، وتجارب أمريكا على القنابل «المخترقة للمخابئ النووية المحصنة»، والأسلحة النووية التي تمتلكها الدول الأعضاء في النادي النووي، والبالغ عددها 27 ألف سلاح نووي. ذكرنا هؤلاء العلماء أيضا بأن 50 سلاحا نوويا فقط من الأسلحة الموجودة اليوم يمكن أن تقتل ما يصل إلى 200 مليون شخص.
منذ أن ضبطت عقارب ساعة يوم القيامة لدى إنشائها عام 1947 على سبع دقائق قبل منتصف الليل جرى تحريك هذه العقارب ثماني عشرة مرة. ومما لا يثير الدهشة أن أقرب موضع لهذه العقارب لمنتصف الليل النووي - دقيقتان قبل منتصف الليل - كان في أوائل عام 1953، في أعقاب الاختبار الأمريكي الناجح للقنبلة الهيدروجينية المسماة «مايك»؛ ذلك الاختبار الذي تسبب في محو الجزيرة التي فجرت عليها القنبلة من الخريطة. كان ذلك تقريبا هو الوقت الذي شاهدت فيه لأول مرة شخصية بيرت السلحفاة وتحذيرها القاتم «اخفض رأسك واختبئ». ولم يتغير الكثير منذ ذلك الوقت.
الفصل الثاني
بناء القنبلة
منذ أواخر عام 1944 والقاذفات الأمريكية طويلة المدى من طراز «بي-29» تنفذ أعنف هجوم جوي في التاريخ . وإجمالا، ألقي بنهاية الحرب نحو 160 ألف طن من القنابل على اليابان، بما في ذلك غارات القنابل النارية التي دمرت وسط مدينة طوكيو وعددا من كبرى المدن اليابانية الأخرى. تسببت هذه الغارات وحدها في مقتل 333 ألفا من الجنود والمدنيين اليابانيين، وجرحت نصف مليون آخرين.
لم تكن مثل هذه الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات بالأمر غير المسبوق. فحتى استسلام النازيين في مايو 1945، قتل 635 ألف ألماني، أغلبهم من المدنيين، وشرد 7,5 ملايين من منازلهم مع إلقاء القنابل البريطانية والأمريكية على 131 مدينة وبلدة. كان المبرر بسيطا. وكما علق المؤرخ التنقيحي يورج فريدريتش في دراسته لقصف الحلفاء لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية؛ فإن «الفكرة هي أن المدن وإنتاجها وروحها المعنوية كانت تسهم في الحرب. وبهذا لم تكن الحرب مقتصرة على الجيش وحسب، بل هي واجب الدولة بأسرها.» وفي الحرب الشاملة، كل شيء وكل شخص يصير هدفا مستباحا. لم يكن هذا بالأمر الجديد على أبناء تلك الفترة مثل جورج أورويل، الذي يذكرنا في مقاله الرائع بعنوان «إنجلترا هي لك» الذي كتبه في فبراير 1941 تحت القصف الألماني: «يطير فوق رأسي بشر فائقو التحضر، يحاولون قتلي.»
حل الدور على حلفاء هتلر. كان اقتصاد الحرب الياباني مدمرا أشد تدمير، ومع ذلك فقد رفضت اليابان الاستسلام. ورغم أن بعض أعضاء الحكومة اليابانية أدركوا منذ وقت طويل أنهم خسروا الحرب، فإن السياسة الرسمية للحلفاء استمرت كما هي مطالبة باستسلام اليابان غير المشروط. لذا، بينما كان القادة المدنيون اليابانيون - إلى جانب الإمبراطور هيروهيتو - يفضلون طلب السلام، كان العسكريون - وعلى رأسهم الجيش - يقاومون. وفي وجه هذه المقاومة العنيفة، قدرت هيئة الأركان الأمريكية أن الخسائر البشرية لغزو الجزر اليابانية الرئيسية لن تقل عن المليون جندي من جنود الولايات المتحدة ودول الحلفاء. ولشدة انزعاجه من هذا الاحتمال المؤرق، بدأ الرئيس هاري إس ترومان - الذي اعتلى سدة الرئاسة بعد الوفاة المفاجئة لسلفه فرانكلين ديلانو روزفلت في الثاني عشر من أبريل 1945 - في البحث عن بدائل.
من جانبه، أعلم وزير الحربية هنري إل ستيمسون الرئيس ترومان تفصيلا بتبعات ذلك السلاح الجديد المدمر الذي يتم تطويره في مشروع مانهاتن فائق السرية. ففي الثالث والعشرين من أبريل أعطى ستيمسون والجنرال ليزلي جروفز - مدير المشروع - الرئيس الجديد تقريرا وافيا عن السلاح الجديد الذي بتنا نعرفه الآن باسم القنبلة الذرية. وفي هذه الجلسة تحدث جروفز عن منشأ مشروع القنبلة الذرية وحالته الراهنة، بينما قدم ستيمسون مذكرة تشرح تأثير تلك القنبلة فيما يخص العلاقات الدولية. تناول ستيمسون القوة المرعبة للسلاح الجديد، ونصح الرئيس قائلا: «في غضون أربعة أشهر سنكون قد انتهينا على نحو مؤكد من تصنيع أكثر سلاح عرفته البشرية ترويعا؛ قنبلة واحدة باستطاعتها تدمير مدينة بأكملها.» ثم ألمح بعد ذلك إلى المخاطر التي أذن بها اكتشاف هذا السلاح وتطويره، مشيرا إلى صعوبة بناء نظام واقعي للسيطرة عليه.
অজানা পৃষ্ঠা