من عاش بعد عدوه
يوما فقد بلغ المنى؟
قالت: ومتى كان ذلك؟ وكيف؟ فأخبرها.
فسكتت برهة ثم قالت: إن أخلاق شفيق لتأبى قتله مع ذلك، وأما الأمر الجدير بالاهتمام فإنما هو التفتيش عن شفيق، وإذا قدر لنا الظفر به، فإني أصفح عن هذا الخائن إكراما له.
فقال: لا، بل نقتله ليذهب فداء عنه.
الفصل الحادي والسبعون
وإذا تألفت القلوب على الهوى، فالناس تضرب في حديد بارد
وفيما هما في الحديث سمعا وقع أقدام، فعرفا أن الباشا قادم وتظاهرا بالسكون، فوصل الباشا مقطب الوجه، فرأى ابنته حمراء العينين، فازداد غضبه، فأمر بخيتا أن يخرج خارجا، ففعل، فنظر إلى ابنته شزرا ولحيته تنتفض في وجهه، ويداه ترتعشان، حتى كادت السيكارة تقع من يده من شدة التأثر قائلا: وما هي نهاية الأمر معك يا فدوى؟ أتريدين أن تلبسيني ثوب العار في هذه الديار؟
قالت: حاشا يا سيدي! لا ألبسك الله عارا، وكيف تقول هذا القول؟
قال: أقوله لأني رأيت أنك تريدين عصيان أمري، والانقياد إلى الأهواء ومغازلة الأموات.
অজানা পৃষ্ঠা