صلى الله عليه وسلم ، ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي موسى عن النبي
صلى الله عليه وسلم
أنه قال: مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.
الأمر الثاني:
الأمثال تجري على ما جاءت عليه ولا تغير. قال المرزوقي: من شرط المثل أن لا يغير عما يقع في الأصل عليه. ألا ترى أن قولهم: أعط القوس باريها، تسكن ياؤه وأن التحريك الأصل؛ لوقوع المثل في الأصل على ذلك؟ وكذلك قولهم: الصيف ضيعت اللبن؛ لما وقع في الأصل للمؤنث لم يغير من بعد وإن ضرب للمذكر.
وقال التبريزي في تهذيبه: تقول الصيف ضيعت اللبن مكسورة التاء إذا خوطب بها المذكر والمؤنث والاثنان والجمع؛ لأن أصل المثل خوطبت به امرأة، وكذا قولهم: أطري فإنك ناعلة، يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأنيث.
الأمر الثالث:
الأمثال من أجل الكلام لما اشتملت عليه من إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه؛ ولذا عني العلماء بها وشرحوها وبينوا ما تومئ إليه من المقاصد والأغراض، وحثوا على معرفتها والوقوف عليها، وعدوا من لم يعن بها وإن عني بغيرها ناقصا في الأدب غير تام الأدوات فيه، ومما يحمل على الرغبة فيها أن المشتغل بفن الأدب إذا حفظ جل المشهور منها وبحث فيه، حصلت له فوائد مهمة، منها الوقوف على كثير من غريب اللغة على وجه لا يبرح من الذهن، ومنها تمرين لسانه على أساليب العرب في كلامهم، حتى إنه ربما تحصل له ملكة في اللغة العربية وإن لم يعن بمعرفة قواعدها المقررة في الكتب، وهذه الطريقة من أهم الطرق في تحصيل اللغة العربية والناس في غفلة عنها، وقد انتبه إليها بعض أهل المغرب فأقدموا عليها فنجحوا في ذلك في أقرب مدة. ومن الغريب أنه يندر أن يوجد أسلوب من أساليب اللغة العربية وليس له مثال في الأمثال، ومنها الوقوف على كثير من الأمور المهمة المتعلقة بعلم الأخلاق وتدبير المنزل وفن السياسة؛ فإن في كثير من الأمثال ما له مدخل في ذلك، بل إنه يندر شيء لم تدخل فيه الأمثال، إلا أن هذا لا يظهر إلا لمن أقبل عليها وسدد النظر إليها.
وهذا أوان الشروع في المقصود.
حرف الألف
অজানা পৃষ্ঠা