আশকার শু'আরা
أشعار الشعراء الستة الجاهليين
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
مازلت أرميهم بثغرة نحرة ... ولبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلى بعيرة وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم
٥ - ثم يختمها بتهديد ابني ضمضم، وكانا قد نذرا دمه وتربصا له لأنه قتل أباهما في الحرب. قال:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم ألقهما دمي
إن يفعلا فلقد تركت أباهما ... جزر السباع وكل نسر قشعم
- ٢ - وقال عنترة يذكر يوم الفروق:
ألا قاتل الله الطلول البواليا ... وقاتل ذكراك السنين الخواليا
وقولك للشيء الذي لا تناله ... إذا ما هو احلولى ألا ليت ذاليا
ونحن منعنا بالفروق نساءنا ... نطرف عنها مشعلات غواشيا
حلفنا لهم والخيل تردى بنا معًا ... نزايلكم حتى تهزوا العواليا
عوالي زرقا من رماح ردينة ... هرير الكلاب ينقين الأفاعيا
تفاديتم أستاه نيب تجمعت ... على رمة من العظام تفاديا
ألم تعلموا أن الأسنة أحرزت ... بقيتنا لو أن للدهر باقيا
أبينا أن تضب لثاتكم ... على مرشقات كالظباء عواطيا
وقلت لمن أحضر الموت نفسه ... ألا من لأمر حازم قد بدا ليا
وقلت لهم ردوا المغيرة عن هوى ... سوابقها وأقبلوها النواصيا
فما وجدونا بالفروق أشابة ... ولا كشفًا ولا دعينا مواليا
وإنا نقود الخيل حتى رؤوسها ... رؤوس نساء لا يجدن فواليا
تعالوا إلى ما تعلمون فإنني ... أرى الدهر لا ينجي من الموت ناجيا
- ٣ - وقال عنترة أيضًا في يوم عراعر:
ألا هل أتاها أن يوم عراعر ... شفى سقما لو كانت النفس تشتفي
فجئنا على عمياء ما جمعوا لنا ... بأرعن لا خل ولا متكشف
تماروا بنا إذ يمدرون حياضهم ... على ظهر مقضي من الأمر محصف
وما نذروا حتى غشينا بيوتهم ... بغية موت مسبل الودق مزعف
فظلنا نكر المشرفية فيهم ... وخرصان لدن السمهري المثقف
علالتنا في كل يوم كريهة ... بأسيافنا والقرح لم يتقرف
أبينا فلا نعطى السواء عدونا ... قيامًا بأعضاد السراء المعطف
بكل هتوف عجسها رضوبة ... وسهم كسير الحميري المؤنف
فإن يك عز في قضاعة ثابت ... فإن لنا برحرحان وأسقف
كتائب شهبًا فوق كل كتيبة ... لواء كظل الطائر المتصرف
وغادرن مسعودًا كأن بنحره ... شقيقة برد من يمان مفوف
- ٤ - وقال عنترة أيضًا يهجو عمارة بن زياد:
أحولي تنفض استك مذرويها ... لتقتلني، فهأنذا عمار
ومتى ما تلقني فردين ترجف ... روانف إليتيك وتستطارا
وسيفي صارم قبضت عليه ... أشاجع لا ترى فيها انتشارا
وسيفي كالعقيقة وهو كمعي ... سلاحي لا أفل ولا فطارا
وكالورق الخفاف وذات غرب ... ترى فيها عن الشرع ازورارا
ومطرد الكعوب أحض صدق ... تخال سنانه بالليل نارا
ستعلم أينا للموت أدنى ... إذا دانيت بي الأسل الحرارا
ومنجوب له منهن صرع ... يميل إذا عدلت به الشوارا
أقل عليك ضرًا من قريح ... إذا أصحابه ذمروه سارا
وخيل قد زحفت لها بخيل ... عليها الأسد تهتصر اهتصارا
- ٥ - وقال عنترة أيضًا:
نأتك رقاش إلا عن لمام ... وأمسى حبلها خلق الرمام
وما ذكرى رقاش إذا استقرت ... لدى الطرفاء عند ابني شمام
ومسكن أهلها من بطن جزع ... تبيض به مصاييف الحمام
ووقفت وصحبتي بأرينبات ... على أقتاد عوج كالسمام
فقلت تبينوا ظعنا أراها ... تحل شواحطا جنح الظلام
وقد كذبتك نفسك فاكذبنها ... لما منتك تغريرًا قطام
ومرقصة رددت الخيل عنها ... وقد همت بإلقاء الزمام
1 / 81