السلام، السلام، السلام، ثلاثة أقانيم في إله واحد! السلام الإله الأسمى والرب الذي لا يموت!
السلام هو «الفينيق» الخالد، يتجدد كل خمسة قرون في بعلبك، ويطير إلى المغرب فمن يسقط ريشة من جناحيه يشحذ مليار حربة.
السلام الأبدي الأزلي لمن لا يحلم بالدم، كإله إسرائيل.
والويل العتيد السرمدي للخزنات الخرساء والصناديق الطرشاء.
رموز الأشباح
واطلعت على هذا جريدة البشير الغراء، فكتب رئيس تحريرها المونسينيور لويس خليل يرد علي تحت عنوان «رموز الأشباح»:
بركان مصدور، غمز النجوم وبسم القمر، دموع سوداء، شاعر محموم، حملان ترعى على الخضراء وأرانب تبعر على الجبهة الشاحبة، لحوم التنانين تباع للطهي والدق، خلود النبوغ، وعباقرة حمر، حماقة الذئاب ونباهة النمال، البهائم خير من الناس ...
وهكذا دواليك من سرد كلام رنان المبنى فارغ المعنى، تجهد العقل والذهن في تمحيصه عساك تدرك ما قد يمكن إن أدرك مؤلف هذه السطور، فيذهب تعبك ضائعا.
وهذه «أشباح الرموز» أو إن شئت «رموز الأشباح» ينشرها الكاتب العلامة، فيتناول كل ما في الأرض والسماء وما فوقهما وتحتهما، إذ كل شيء خاضع حتما لسيطرة «نبوغه» المقلد، و«ثقافته» الفارغة، فهو يحدثك عن الطب وعلم الفلك والطبيعة وما فوق الطبيعة، وقد درس اللاهوت على موائد المقاهي، وتعمق في لججه ما بين لعب النرد والطاس والكاس، فحدث ولا حرج عن حقائق وبراهين، يأتيك بها ذلك المحدث وبكل طمأنينة بال ، دونما تلعثم في اللسان ولا حيرة في وزن الأمور، ثم يعطف على هذا برجم الحجارة ذات اليمين وذات اليسار، ويقبض على سيفه فيقطع رأس هذا ويضعه على ذاك، فيقضي مثلا على كيان الكنيسة ويجعلها «جامعة غير مقدسة، لا جرماني فيها ولا صيني»، ويا ليته زاد على ذلك الأمر: «ولا ماسوني، ولا كافر ولا مغتصب الحريات الشخصية، والحقوق الإنسانية، ولا مفتر على شرف العيال وحرمة الأعراض من قاتلي سفتون وبرانس ومستهترين بمقدرات الشعوب ...
ثم يبلغ الأمر منه إلى الله - عز وجل - فيقول عنه، كمن يتجرع شربة ماء صافية، إنه «ابن الإنسان الوحيد، لا ابن الله ... لا أحد فوق الكل، الأرض وحدها فوق الجميع».
অজানা পৃষ্ঠা