ومرة قال لي الشيخ: إن القصص التي تنشر ليست بالقصص الحقيقية. وأراد أن يقدم لي قصة فقال: في أحد أصابيح الربيع جذبتني ضجة نحو الباب الأخضر. خضت حاجزا من البشر يلتف حول رجل وامرأة، قيل إنهما كانا من مجاذيب الحسين. ثم أغواهما الغرام، فهجرا دنيا الأسرار إلى دنيا العشق، ورؤيا وهما يترنحان من السكر، ويترنمان بالأغاني الساخنة.
وكاد الناس يفتكون بهما لولا تدخل الشرطة.
ونسي الأمر مع الزمن. وذات صباح وأنا أسير في الصحراء رأيت سحابة تهبط كالطائرة أو السفينة حتى صارت في متناول الرؤية الواضحة.
رأيت على سطحها رجلا وامرأة يرقصان، وسمعت صوتهما قائلا: متى تصعد يا عبد ربه؟!
عبير من بعيد
قال الشيخ عبد ربه التائه: ساقتني قدماي إلى القبر المهجور الذي رحل جميع من كانوا يعنون بتذكره. وجدته آيلا للسقوط وعليه طابع العدم. وصدر نداء خفي من الذاكرة، فأقبل نحوي جمع من النساء والرجال كما عهدهم الزمان الأول. وردد أحدهم ما قاله لي مرارا: لا أغير ريقي قبل أن أسمع أغنية الصباح في الإذاعة.
الخلود
قال الشيخ عبد ربه التائه: وقفت أمام المقام الشريف أسأل الله الصحة وطول العمر. دنا مني متسول عجوز، مهلهل الثوب، وسألني: هل تتمنى طول العمر حقا؟
فقلت بإيجاز من لا يود الحديث معه: ومن ذا الذي لا يتمنى ذلك ؟
فقدم لي حقا صغيرا مغلقا وقال: إليك طعم الخلود. لن يكابد الموت من يذوقه!
অজানা পৃষ্ঠা