Asbir wa Ihtasib
اصبر واحتسب
প্রকাশক
دار القاسم
জনগুলি
يقول: الحمد لله حمدًا يوافي محامد خلقك بما أنعمت عليّ وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا، فقلت: لأنظرن شيء يملكه أم ألهمه الله إلهامًا؟ فقلت: على أي نعمة من نعمه تحمده أم على أي فضيلة تشكره، فوالله ما أرى شيئًا من البلاء إلا هو بك، فقال: ألا ترى ما قد صنع بي؟ فوالله لو أرسل السماء عليَّ نارًا فأحرقتني، وأمر الجبال فدكتني وأمر البحار فأغرقتني، ما ازددت له إلا حمدًا وشكرًا، وإن لي إليك حاجة: بنيَّة كانت تخدمني وتتعاهدني عند إفطاري انظر هل تحس بها؟ فقلت: والله إني لأرجو أن يكون لي في قضاء حاجة هذا العبد الصالح قربةً إلى الله ﷿ فخرجت أطلبها بين تلك الرمال فإذا السبع قد أكلها فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون من أين آتي هذا العبد الصالح فأخبره بموت ابنته؟ فأتيته فقلت له: أنت أعظم عند الله منزلة أم أيوب ﵇؟ ابتلاه الله في ماله وولده وأهله وبدنه حتى صار عرضًا للناس، فقال: لا، بل أيوب، قلت: فإن ابنتك التي أمرتني أن أطلبها أصبتها وإذا السبع قد أكلها. فقال: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا وفي قلبي منها شيء فشهق شهقة فمات (١).
اعلم أخي أن من حسن التوفيق وأمارات السعادة الصبر على الملمات والرفو عند النوازل (٢).
_________
(١) صفة الصفوة ٤/ ٣٣٤.
(٢) أدب الدنيا والدين ٢٧٦.
1 / 47