القبض على ثيران جيريون، ذلك العملاق ذي الثلاثة الرءوس، والذي يعيش في جزيرة إروثيا الصغيرة وغير المعروفة جيدا. كان جيريوس هذا ضخم الجسم عظيم القوة ومسلحا بأسلحة قوية. ويساعده في حراسة قطعان ماشيته الكبيرة عملاق آخر اسمه يوروتيون، وكلب ذو رأسين. ظل هرقل مدة طويلة يبحث عن جزيرة إروثيا، مارا بعدة بلاد منها حدود أوروبا، ولكي يضع علامة تبين مدى تقدمه. وضع جبلين شاهقين كأعمدة أطلق عليهما الأقدمون اسم «أعمدة هرقل»، وأطلق عليهما المحدثون اسم «جبل طارق». ولما ضايقت حرارة تلك المنطقة هرقل، أطلق بعض سهامه نحو الشمس. فأعجب إله الشمس بجرأته، وأعطاه قاربا من الذهب يقود نفسه تلقائيا؛ ليبحث به عن جزيرة إروثيا. فلما وصل إليها قتل جيريوس ويوروتيون والكلب، وشحن الثيران في قاربه السحري، وعاد به إلى شاطئ بلاد الإغريق، حيث أعاد القارب ثانية إلى الشمس.
العمل الحادي عشر:
إحضار تفاح الهسبيريديات الذهبي. لم يعرف هرقل موضع التفاح الذهبي المقدس، ولكنه كان يعلم أن الشجرة التي تثمر ذلك التفاح يحرسها تنين دائم اليقظة، فلا يسمح لأي فرد بأن يمر من هناك، كما أن لديه مناعة ضد الجروح. وزيادة على هذا، كان يعرف أن أطلس، ذلك التيتان الذي يحمل السماء فوق كتفيه، يقيم بالقرب من الحديقة التي بها ذلك التفاح، وأن بنات أطلس الهسبيربديات، يرقصن باستمرار حول تلك الشجرة التي تثمر ذلك التفاح العجيب. وبعد تجوالات طويلة، عثر هرقل على أطلس، فرجاه أن يذهب معه، ويقطف له بعضا من ذلك التفاح. فوافق أطلس على أن يأتيه بالتفاح إن حمل ثقل السماء بدلا منه، ريثما يجيئه ببغيته. فقبل هرقل وحمل السماء، وانصرف أطلس وعاد بعد فترة قصيرة، ومعه عدة تفاحات ذهبية، ولكنه رفض أن يحمل ثانية حمله القديم؛ إذ ابتهج بحريته. وكان راضيا تمام الرضا بأن يحل هرقل محله إلى الأبد.
قال أطلس مقهقها: «سآخذ التفاح إلى يوريسثيوس بدلا منك، وأخبره بأنك لا تستطيع إحضاره له بنفسك.»
تظاهر هرقل برضاء عن فكرة أطلس، وقال: «ولكن حمل السماء ليس موضوعا على كتفي بطريقة مريحة.» قال هذا، وهو يتململ ويحرك الحمل بعدم ارتياح، ثم مضى يقول: «أمسك السماء لحظة واحدة فحسب، ريثما أضع جلد الأسد كوسادة فوق ظهري.»
لم يشتبه أطلس في وجود خدعة، فحمل السماء ثانية. وما إن استقرت على كتفيه، حتى خطف هرقل التفاح الذهبي من يديه، وودعه مبتسما.
العمل الثاني عشر:
والأخير من الأعمال التي كلف بها هرقل، لم يكن أقل مشقة من أي عمل سابق. كلف هرقل بإحضار الكلب كربيروس من العالم السفلي. وهنا أيضا اضطر هرقل إلى طلب مساعدة الآلهة. فصحبه في رحلته المخيفة إلى مملكة هاديس كل من مينيرفا وميركوري. فرحب بلوتو بطلبه أن يأخذ كربيروس معه إلى العالم العلوي، على شرط ألا يستخدم أية أسلحة ضد كلبه ذي الرءوس الثلاثة، والذي يحرس العالم السفلي. فناضل هرقل مع الكلب بقوته المجردة فحسب، وأخيرا تمكن من إخضاعه، وحمله إلى يوريسثيوس؛ لكي يفحصه فحسب، ثم أعاده ثانية إلى المناطق السفلى.
حياة هرقل الأخيرة
تروى عدة حكايات أخرى عن هرقل الذي أصبح البطل القومي لبلاد الإغريق. عاد إليه الجنون مرة أخرى، فقتل صديقه إفيتوس. ولكي يكفر عن هذه الجريمة، فرض على نفسه أن يخدم عبدا لمدة ثلاث سنوات، فوضع نفسه في هذه المرة تحت إمرة امرأة هي الملكة أومفالي. ويحكى عنها أنها لكي تظهر سيطرتها على هرقل، أمرته بارتداء ثياب النساء، ويغزل الصوف، بينما لبست هي جلد الأسد.
অজানা পৃষ্ঠা