Asah Al-Bashair Fi Mab'ath Sayid Al-Awa'il Wal-Akhir
أصح البشائر في مبعث سيد الأوائل والأواخر
প্রকাশক
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
السنة الرابعة عشرة،العدد الثالث والخمسون،المحرم،صفر
প্রকাশনার বছর
ربيع الأول ١٤٠٢هـ/١٩٨١م
জনগুলি
خديجة بورقة لاستطلاع رأيه لم يأت عقيب عودته ﷺ ومسيرة من الشام، بل الأحرى أن يكون حصوله على إثر نزول الوحي مباشرة، يوم عاد إليها رسول الله ﷺ يرجف من الرعب، فذهبت به إلى ابن عمها الذي اطمأن وبشره بالنبوة١.
وعلى هذا التقدير يكون ثم تقديم وتأخير في أجزاء الحادث المتصل ببشرى ورقة.. ولعلنا لو لأعدنا ترتيب هذه الأجزاء وفق منطق الحوادث لوجدنا أنفسنا تلقاء الصورة التالية أو قريبا منها:
يعود رسول الله ﷺ إثر اللحظة الهائلة التي قدر فيها لقاء جبريل ﵇ إلى خديجة يرتجف من الروع، فتتلقاه بأحسن ما تملك من كريم الرعاية وجميل البيان، حتى إذا اطمأن إلى هدوئه، أخذت سبيلها في زورة عجلي إلى ابن عمها ورقة، أعلم أهل مكة بأمر الدين، فما إن يسمع حديثها عن تلك المفاجأة حتى يهزه الوجد، ويأخذ في التسبيح: قدوس قدوس.. ثم يصرح بالبشرى: "والذي نفسي بيده لئن كنت صدقتني يا جديجة لقد جاءه الناموس الأكبر –جبريل- وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت٢".
وهكذا تعود خديجة ﵂ إلى محمد ﷺ بكلمة ورقة تشد بها عزيمته، ولتقول له في ثقة عالية وبألفاظ ورقة نفسها: "والذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة٣". وطلبا للمزيد من التثبيت ترى أن يسمع محمد تلك البشرى الشافية من فم صاحبها مباشرة، ولذلك (انطلقت بمحمد حتى أتت ورقة فقالت له: "يا ابن عم اسمع من ابن أخيك".. فأخبره ﷺ خبر ما رأى فقال له ورقة: "هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى٤". ومن هنا جعلت الأشواق تتفاعل في صدر ورقة إلى اليوم الذي يؤمر فيه النبي الخاتم بتبليغ رسالة ربه، فلا يتمالك أن يترجمها بتلك الأبيات التي أثبتناها في ما تقدم. ثم يلقي محمد ﷺ وهو يطوف بالبيت فيستعيد خبره، ولعله يستوضحه عما جدّ له، فيقص عليه ما رأى وما سمع، فيكرر ورقة ما قاله من قبل مؤكدا بشراه بالقسم: "والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة"٥.
_________
١ ابن هشام ط الحلبي ج ١ ص ١٨٨، وعبارة ابن كثير خالية من الظرف «قط» ج ٢ ص ٢٩٤، ويفسر السهيلي عبارة الراهب بقصده إلى محمد ﷺ وحده وهو بعيد، وذكر الظرف المستغرق للماضي عند ابن هشام يفيد القطع بأنه لم يجلس تحت هذه الشجرة قبل محمد ﷺ إلا النبيون.
٢ ابن هشام ط الحلبي ص ٢٣٨ ج ١، وانظر ابن كثير ج ٣ ص ٣. والمنتخب من السنة ج ١ /٧٣ /٧٤.
٣ ابن هشام ط الحلبي ص ٢٣٨ ج ١ وانظر ابن كثير ج ٣ ص ٣ والمنتخب من السنة ج١ /٧٣ /٧٤.
٤ ابن هشام ط الحلبي ص ٢٣٨ ج ١ وانظر بن كثير ج ٣ ص ٣ والمنتخب من السنة ج ١ /٧٣ /٧٤.
٥ ابن هشام ط الحلبي ص ٢٣٨ ج ١ وانظر بن كثير ج ٣ ص ٣ والمنتخب من السنة ج ١ /٧٣ /٧٤.
1 / 279