ولدت في آخر يوم من عمري، كنت عجوزا، بلا وجه للبطاقة الشخصية وكارنيه التأمين الصحي، بلا تقويم على الحائط، بلا لفافة تبغ في فمي. تنهرني البدايات وتفتك بي، فأهرب للنهايات. أنادي السيارة لتصدمني، وأغني للطبيب: لا بد أنني مصاب بالسرطان. سينتهي الفيلم، وتسدل ستائر المسرح، ويهوي لاعب السيرك على رقبته. هذه الوردة ستذبل بعد قليل، وتلقى في سلة المهملات، ومصاص الدماء الخالد ستسقط أسنانه ويموت متسولا على الرصيف، هذا الطريق سينتهي بهاوية، أما النسيم العليل فمقدمة لريح صرصر عاتية، ربطة العنق ستكون مشنقة مناسبة، وعود الكبريت سيحرق الشقة ذات يوم. هذه الابتسامة ستتجعد مع الزمان وتخيف الأطفال، والأطفال أنفسهم سيصبحون كهولا محنيي الأظهر كقوس قزح. قوس قزح سيسقط في يد صياد ويرتدي الأسود، أما الصياد فسيصرخ في فم تنين يتسكع على النهر ولن يجد من ينقذه، فقط الموتى وحدهم أسفل الأرض، ينظرون إلى المارين فوقهم ويبتسمون في حكمة، حكمة من أدرك الحقيقة ولا يصرح بها.
10
ذات مرة كنت في قاع البحر، لم أفكر في النجاة، فكرت في الغرق. مرة كنت في السماء، لم أفكر في القفز، فكرت في النيران التي عانقتني. مرة كنت في البر، لم أفكر في الأطفال، فكرت في الموتى. أزور الجنازات وأكره الأعراس، أشد على أيدي المعزين وأبكي، أبش في وجوه الموتى، الموتى الذين يسيرون حولي في كل مكان؛ فقد عرفوا نهاية الطريق وسبقوني.
9
في هذا الشارع، هذه البناية، هذه الغرفة، هذا الحيز من الهواء، سبقني الآلاف، جلسوا نفس الجلسة، نفس التحديقة في الحائط، نفس التمدد على السرير وعدم فعل شيء، أي شيء. فكروا في النهايات وساروا إليها؛ ساروا كذئاب تطارد كلاب الراعي، ساروا كظامئ ظن السراب ماء، فلما دنا وجده فراغا فمات.
8
لم يكن بإمكاني أن أقول: نعم؛ لأن «لا» تقرب النهاية، تدنيها، تلمسها، تتحسس أصابعها وفمها وشعرها المشعث، تدفئها بإشعال النار في حقل الذرة ، ومراقبة الموت يقترب كصديق قديم ضل الطريق، فلما رأى النار خلع نعليه ودخل.
7
أخرج من باب الدخول من مراكز التسوق، وأهبط على السلم الكهربائي الصاعد لأعلى، أسكن الأدوار السفلى، وأتلمس الأرض، أحفر، أحفر، أحفر؛ فربما أجد نفقا يوصلني إلى هناك، إلى النهاية، حيث لا شيء، فقط النهاية، حيث نقف وجها لوجه، عينا أمام عين، ربما أجهش بالبكاء، ربما أفرح، أرقص، أغني، لكنها النهاية التي طالما حلمت بها. النهاية. النهاية.
6
অজানা পৃষ্ঠা