قال: «هذا ما يريد الأمير أن يعرفه.» قال: «اسمي طيطوس.»
قال: «أمن جند الروم أنت أم من الأقباط؟» قال: «بل من جند الروم.»
قال: «ومن أي سلاح؟» قال: «وما أدراك بجند الروم وتعدادها وأسلحتها؟» قال: «أعرفها جيدا، فهل أنت من جنود الإسكندرية أم منف، أم من جنود النجدات التي جاءت أخيرا من القسطنطينية؟»
فلحظ أركاديوس في أسئلته معرفة بأحوال الجند الروماني، رغم قيافته العربية، ولكنه مع ذلك يحسن الكلام باليونانية، فقال: «بل أنا من جند الإسكندرية.» قال: «ولعلك من فرقة القائد أركاديوس.» فبغت وقال: «ربما كنت منهم، ولكن ما أدراك بجنود الروم؟ لعلك ممن سكن هذه البلاد؟»
قال: «كنت مقيما هنا بضع سنين، وما شأنك أنت وهذا؟ قل: هل تعرف أركاديوس؟»
فعجب أركاديوس من إلحاحه، وخاف أن يكون قد عرفه فيقع في الخطر العظيم فقال: «أعرفه، ولكنني أسألك أمرا واحدا فهل تجيبني إليه؟» قال: «وما هو؟»
قال: «أعطني هذه السلسلة وافعل بي بعد ذلك ما تريد، واسألني مهما شئت فأجيبك.»
فقال زياد: «لم يؤذن لي بذلك، ويهمني أمر هذه السلسلة أكثر مما يهمك، فإنها على ما يظهر لأرمانوسة بنت المقوقس، وأنت تقول إنك من بعض الجند فكيف وصلت إليك؟»
فأنكر أركاديوس عليه ذلك قائلا: «لا أظنها لها، ولكنها وقعت إلي محض اتفاق.»
فقال زياد: «عجبا لاضطراب كلامك، فبينما تقول أعطني هذه السلسلة واسألني مهما شئت، مما يدل على إعظامك لها، تعود فتقول إنها وقعت إليك اتفاقا، فكيف هذا؟»
অজানা পৃষ্ঠা