فتذكره عمرو، فنهض له قائلا: «أهلا بزياد.» وعانقه، وبعد أن تصافحا أمسكه بيده وأجلسه إلى جانبه وهو يقول: «مرحبا برفيق الصبا، أهلا بالقادم، أين كنت؟ وما طلبتك؟ وما الذي جئت به؟»
قال: «هل يأذن لي الأمير بخلوة؟»
قال: «أجل.» ثم أشار إلى أهل مجلسه فخرجوا، وبقيا وحدهما.
فقال زياد: «لي رفيق لا يزال بالباب، فهل يأمر الأمير بإدخاله؟» فأمر عمرو وردان فجاء بمرقس، وفعل مرقس مثل ما فعل زياد، فخلع نعليه وقبل يد الأمير، فأذن له بالجلوس فجلس وقد هاله الموقف.
فقال عمرو: «ومن الرفيق؟» قال زياد: «رسول من رسل القبط، وسأشرح لك حاله يا مولاي.»
قال: «قل يا زياد، إني والله قد أنست بلقائك بعد طول الفراق، ولكنني آسف لبقائك على جاهليتك، وقد من الله على خلقه بالإسلام، وهو الدين الحق الذي سيظهر على الدين كله.»
قال زياد: «لست جاهليا، ولكني من أهل الكتاب.»
قال: «وأي كتاب؟» قال: «النصرانية.»
قال: «إن النصارى أهل كتاب حقا، وقد أوصانا بهم النبي
صلى الله عليه وسلم
অজানা পৃষ্ঠা