قالت: «دفعه إلي على عجل، ولم يفكر في العاقبة، وقد أراد أن تتخذيه دليلا على ثقته فيك.» وقصت عليها الحكاية من أولها إلى آخرها، وأرمانوسة مصغية كل الإصغاء حتى نهاية الحديث، فسرت لثبات حبيبها وعزمه على التفاني في سبيل إنقاذها وقالت: «أشكرك يا بربارة على هذه الخدمة فإنها ثمينة لدي وسأكافئك عليها أحسن مكافأة.»
فقالت بربارة: «هل تشعرين بأني عملت عملا يستحق رضاك؟»
قالت: «كيف لا وقد غمرتني بفضلك؟»
قالت: «إذا كنت تشعرين بذلك وتحبينني فأرجو أن تساعديني في إنقاذ فتاة النيل، مسكينة!»
قالت: «ومن تعنين بفتاة النيل؟»
قالت: «أعني الفتاة التي سيلقونها في النيل غدا ظلما وعدوانا، وحكايتها تشبه حكايتك على ما سمعت.»
قالت: «كنا في حديثها أمس، ولكن كيف تشبه حكايتي ؟»
فحكت لها كل مل سمعته عن حال مرقس، وأخذت تطنب في شهامته وتبالغ في شرح ظلم الفتاة إلى أن قالت: «فإذا أنقذتها من يد هذا الظالم ينقذك الله من مصيبتك.»
فقالت: «وكيف العمل يا بربارة هل أكتب إلى أبي ليأمر بإنقاذها؟»
قالت: «إن الوقت لا يساعدنا على ذلك لأنهم سيحتفلون بإخراجها غدا صباحا، وسيدي أبوك قد سافر إلى منف على ما علمت فلا نستطيع الوصول إليه والرجوع بأمره قبل فوات الفرصة، وزيدي على ذلك أن الحاكم روماني، وقد لا يكتفي بأمر والدك وحده بل يطلب أمرا من الأعيرج.»
অজানা পৃষ্ঠা