আরমানুসা মিসরিয়া

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
129

আরমানুসা মিসরিয়া

أرمانوسة المصرية

জনগুলি

قال: «وما أدراك أني آت إليه؟» قال: «علمك الأحمر؛ لأن مولاي القائد أركاديوس أوقفني عند باب الحصن، وقال: إذا رأيت رجلا حاملا علما أحمر مارا بجانب السور فجئني به، وقد أوصاني ألا أكلمك أثناء الطريق، وهذا شأننا في مثل هذه الحال، فالأولى السكوت لئلا يرانا أحد فيشي بنا فأعاقب.»

فسكتا وسارا حتى أتيا الملعب في أطراف المدينة من جهة البحر، فدخل الرسول أولا، ثم دخل مرقس إلى ساحة كبيرة، فرأى أركاديوس قادما نحوه، وقد ترك رفاقه القواد جلوسا على كراسيهم وعلى دكة من الرخام قائمة على أعمدة منقوشة، وفيهم بطريق كبير على كرسي ضخم مموه بالذهب الخالص، فلما التقى بأركاديوس هم بتقبيل يده، فدعاه أركاديوس إلى السير معه، حتى دخلا غرفة من غرف الملعب، وسأله عن أرمانوسة، فقص عليه خبرها وخبر الجند، فقال أركاديوس: «الذي أعلمه أن العرب حاربوا جندنا في مريوط.»

قال مرقس: «تلك مدينة، وهذه قرية، والاسمان متشابهان.»

فسر لوجودها في مكان أمين بعيدا عن المعسكر، وأوصاه أن يعود إليها بالتحية ويطمئنها.

وكان البطريق وقواده قد علموا بقدوم مرقس جاسوس أركاديوس، وأنه أتاه بأخبار العرب وحركاتهم، فلما خرج أنصتوا لسماع ما سيقصه عليهم أركاديوس، فأطلعهم على ما علمه وزاد فيه وهذب.

فقال البطريق: «يلوح لي أن جاسوسك عالم بدخائلهم.»

قال: «إنه يا مولاي واحد منهم، وهو أقرب القبط إلى المقوقس، ولكنه لا يرى رأيه في خيانة الدولة، وسيأتينا بالأخبار ويبين عدد جند العرب وكل حركاتهم ومقاصدهم.»

فضحك البطريق ضحكة ارتج لها بطنه وأجفل سامعوه وقال: «ما عسى أن يكون أمر هؤلاء البدو الحفاة؟! ألمثل هؤلاء أقمنا المتاريس ونصبنا المجانيق وأعددنا الرجال؟!» قال ذلك وأغرق في الضحك، وفي ضحكه معنى لم يدركه من الحضور غير أركاديوس، فاستشاط غيظا لعلمه أنه يوبخه لخروج الحصن من أيديهم إلى تلك الشرذمة من العرب الحفاة، وكان البطريق قد وبخ أباه الأعيرج عند عودته من الحصن، وهدده ولامه على انكساره وفراره بمن معه من الرجال، وأرسله إلى القسطنطينية ليرى الإمبراطور هرقل رأيه فيه، وكان أركاديوس عند وصوله إلى الإسكندرية، وإظهاره العذر الذي تم الاتفاق عليه مع مرقس لم يؤانس ارتياحا من البطريق؛ لأن هذا لا يريد أن يكون لغيره يد في قهر ذلك العدو، ولم يصرح بذلك، لكن عبارته نمت على ما في ضميره.

أما أركاديوس فلم يكن يجهل شيئا من سر البطريق، ولكنه تجاهل التماسا لنيل بغيته.

وبعد بضعة أيام جاء العرب وعسكروا عند أسوار الإسكندرية وحاصروها، ومرقس يتردد سرا بين أركاديوس وأرمانوسة.

অজানা পৃষ্ঠা