অর্খাস লায়ালি

ইউসুফ ইদ্রিস d. 1412 AH
71

অর্খাস লায়ালি

أرخص ليالي

জনগুলি

ولم تحل البركة بمحمد، وإنما حل به المرض وامتلأ بطنه بالماء، وأطلق عليه رفاقه لقب محمد الزير، وكان ثقل بطنه يضطره إلى الرقاد أياما كثيرة في دارهم، تاركا الطبالي والمحاريث والفئوس تتكوم وراء الباب، حتى يأتي أصحابها، وقد يئسوا من إصلاحها، فيأخذوها بعد أن يتبادلوا الألقاب مع أمه نبوية. وجاء اليوم الذي خلا فيه كل ما وراء الباب.

وكان محمد في خلال رقداته الكثيرة الطويلة يتساءل في عجب وفي دهاء مريض: من أين يأكلون؟

ولم تكن إجابة السؤال تهمه أو تهم أخته أو أمه، ولكن أهل القرية وعائلة النجارين خاصة كانوا يهتمون، وكانوا يقضون الليالي الطوال في مناقشة المصدر الذي يبقيهم أحياء، وفي المناقشات تدلف طاقية المعلم أحمد الوبر و«لاسته» الحريرية، وحذاؤه «الأجلسيه» اللامع.

والمعلم نمر كبير، نمر يحمل في جيبه علبة فيها الحشيش مقطعا وملفوفا في ورق شفاف، وفيها الأفيون يرقد في أبنوسية العنبر، ويحمل بجانب العلبة محفظة تمتلئ دائما بالأوراق الخضراء، وفوق العلبة والمحفظة أكتافه العريضة، ومن أعلى أكتافه تبرز رأسه التي تعرف من أين تفتح الأبواب.

وكان عبد اللطيف قبل موته قد ارتكب هفوة صغيرة، فقد مات وعليه لأحمد حساب. وكان المعلم يعرف كيف يحيل الحساب الصغير بدراية وخفة وفهلوة إلى قبضة رقيقة متلصصة يطرق بها باب المرحوم، فتفتح له نبوية وفوق فمها ابتسامة.

وكان محمد في رقدته فوق الفرن يتساءل في مكر أيضا، بينه وبين نفسه، عن قمطة أمه الحمراء النظيفة، وعينيها اللتين كثيرا ما زارهما الكحل، وخدودها الملتهبة، وكعوبها التي يقفز منها الدم. كل هذا ولم يمض على وفاة أبيه شهران، يتساءل محمد، ثم لا يهتم بالإجابة، فقد كان ينظر إلى بطنه العالي، وقد أخفى الدنيا عن عينيه ولم يعد يربطه بالوجود إلا يد أمه البضة، وهي تحمل له كوب الشاب العلقم، وتقول في رفق ونعومة: خد يا اخويا، خليك تخف.

ولم يتحمل يوما كل هذا.

كانت أمه قد فرغت من الخبيز وأرقدته فوق الفرن الملتهب، حتى تصبب عرقا وحمت عظامه، فقال لها بصوت جعله أضعف ما يستطيع: ألا يا أما المعلم أحمد بييجي كتير ليه؟

واحمرت خدود أمه، وابتسمت، ثم تضاحكت وقالت له وقد بانت أسنانها البيضاء الحلوة: يعني ما انتاش عارف ليه؟

فقال في سذاجة حقيقية: لا والنبي.

অজানা পৃষ্ঠা