وأقبلت فترة صمت كان قلب الأستاذ فيها كالريشة في مهب الريح، فقد كان يعلم أن جاره سوف يتحوقل بفمه، ويتبسمل بعد قليل، ثم يفتح باب الكلام ويا ويله لو فتح الباب.
ولم يخب ظن الأستاذ؛ إذ ما أسرع ما قال الجار: ألا من فضلك يا أستاذ؟
فقال المحامي في اشمئناط: نعم. - حضرتك بقى مدني والا جنائي والا مخدرات؟
فرد المحامي على البديهة، وكأنه محام: كل حاجة، كله كله.
ومن تجاربه السابقة مع أمثال ذلك الجار كان الأستاذ يعرف أن المتحدث يسكت هنا، وتبدأ فترة صمت أخرى.
وفعلا أغلق الرجل فمه المبتسم قليلا، ثم فتحه قائلا: أهلا وسهلا، تشرفنا.
واستطرد بعد هنيهة: حضرتك لازم تعرف بقى الأستاذ «...» المحامي.
وتردد الأستاذ قليلا، ثم استخار الله وقال: لا والله، متأسف معرفوش.
واستنكر الجار: متعرفوش إزاي، دا أشهر من نار على علم!
فقال الأستاذ بفروغ بال: أهو اللي حصل، قسمتي كده! والله وديني وما أعبد ما أعرفه. - دا راجل جبار، ناصح تمام، ياما دوخ قضاة ومحاكم. - يا سلام؟! بقى كده؟!
অজানা পৃষ্ঠা