আরবাকুন হাদিসান
الاربعون حديثا
জনগুলি
الكمالات النفسانية ، وتقوى القلب ، والاعمال الصالحة ، وصفاء الباطن ، وخلوص النية من كل عيب وغش .
فاذا كنت من اهل الايمان الناقص والصوري ، فعليك ان تطهر نفسك من هذا الغش حتى تنضم الى زمرة السعداء والصالحين . والغش يزول بنار التوبة والندم ، وبإدخال النفس في اتون العذاب واللوم ، وصهرها في حرارة الندامة والعودة الى الله . عليك ان تعمل في هذا العالم ، والا فان «نار الله الموقدة * التي تطلع على الافئدة» (1) سوف تذيب قلبك . والله اعلم كم قرن من قرون الآخرة يستغرق اصلاحك هذا ! ان التطهر في هذه الدنيا سهل يسير ، فالتغيرات والتصورات سريعة الوقوع فيها ، اما في العالم الآخر فالتغيير يكون بشكل آخر ، فزوال صفة من صفات النفس قد يستغرق قرونا عديدة .
اذا ، ايها الاخ ، ما دمت في مقتبل عمرك ، وزهرة شبابك ، واوج قوتك ، وحرية ارادتك ، سارع لاصلاح نفسك ، ولا تلق بالا لهذا الجاه والمقام ، وطأ على هذه الاعتبارات بقدميك انك انسان ، فابعد نفسك عن صفات الشيطان ، فلعل الشيطان يهتم بهذه الصفة اهتماما كبيرا لكونها صفة من صفاته . وهي التي ادت الى طرده من حضرة الله ، ولذلك فهو يريد ان يوقع الانسان ، عارفا او عاميا عالما او جاهلا ، في مثل هذه الرذيلة ، حتى اذا ما لقيك يوم القيامة شمت بك قائلا : «يا ابن آدم ، الم يخبرك الانبياء بان التكبر على ابيك قد طردني من حضرة الحق . لقد نزلت علي لعنة الله لاني احتقرت مقام آدم واستعظمت مقامي ، فلماذا اوقعتك نفسك في هذه الرذيلة» ؟ .
وعندئذ تصبح ، ايها المسكين ! موضع شماتة ارذل مخلوقات الله واحطها ، فضلا عن عذابك وابتلاءاتك وندامتك وحسرتك مما يعجز الكلام عن وصفه . ان الشيطان لم يكن قد تكبر على الله ، بل على آدم وهو من مخلوقات الحق ، فقال : «خلقتني من نار وخلقته من طين» (2) فاستعظم نفسه واستحقر آدم . وانت تستصغر بني آدم وتستكبر بنفسك عليهم ، فانت ايضا تعصي اوامر الله . لقد قال لك تعالى : كن متواضعا مع عباد الله ، ولكنك تتكبر وتتعالى عليهم . فلماذا ، تلعن الشيطان وحده ؟ اشرك نفسك الخبيثة معه في اللعن ايضا ، مثلما انت شريكه في هذه الرذيلة . انك من مظاهر الشيطان ، بل انك تجسد الشيطان . ولربما كانت صورتك في البرزخ وفي يوم القيامة صورة شيطانية . فان المقياس في صورة الانسان في الآخرة الملكات الحاصلة للنفس . فليس هناك ما يمنع من ان تكون على صورة شيطان ، او على صورة نملة صغيرة . ان موازين الآخرة تختلف عن موازين الدنيا .
পৃষ্ঠা ১০৩