আরবাকুন হাদিসান
الاربعون حديثا
জনগুলি
تجعل عاقبة صاحبها وارثا للشيطان ! .
ان الكبر من اخلاق الشيطان الخاصة . فقد تكبر على ابيك آدم ، فطرد من حضرة الله ، وانت ايضا مطرود لانك تتكبر على كل الآدميين من ابناء آدم . ومن هنا ايضا يجب ان تفهم حال سائر العلوم الاخرى . ان الحكيم اذا كان حكيما وعرف نسبته الى الخلق والى الحق ، خرج الكبرياء من قلبه واستقام امره . ولكن هذا المسكين الذي يركض وراء المصطلحات والمفاهيم يظن انها هي الحكمة ، وانها هي التي تصنع العالم والحكيم ، فمرة يرى نفسه متصفة بالصفات الواجبة ، فيقول : «الحكمة هي التشبه بالاله» ، ومرة يحسب نفسه في زمرة الانبياء والمرسلين ، فيقرا : «ويعلمهم الكتاب والحكمة» (1) ، واحيانا يقرا : «الحكمة ضالة المؤمن» (2) ، «ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا» (3) ، ولكن ما اجهله بالحكمة وما ابعده عنها وعن خيراتها ؟!
يقول الحكيم المتأله وفيلسوف الاسلام الكبير ، المحقق الداماد ، رضوان الله عليه : «الحكيم من كان جسده كالرداء له ، متى ما شاء خلعه» . فانظر الى ما يقوله هو وما نقوله نحن ! وما ادركه هو من الحكمة وما ادركنا نحن منها ! اذا ، فانت الذي تتباهى ببضعة اصطلاحات ومفاهيم وتتكبر على الناس ، انما ذلك دليل ضيق نفسك وقلة صبرك وعدم اهليتك ! .
ان من يرى نفسه مرشد الخلائق وهاديهم ، ويجلس على كرسي التصوف والتوجيه ، يكون اسوأ حالا من المسعف والمتصوف ، واكثر دلالا منهما . انه سرق المصطلاحات منهما واسبغ بعض المظاهر على بضاعته في السوق ، وصرف قلوب الناس عن الله ووجهها نحو نفسه ودفع بذلك الانسان الطيب النقي السريرة ، على اساءة الظن بالعلماء وعامة الناس . ولكي يعطى اسواقهم شيئا من الرواج ، يطعمون الناس ، عن وعي او بدون وعي ، بعضا من مصطلحاتهم الجذابة ، ظانين ان الفاظا مثل : «مجذوب علي» او «محبوب علي» سوف تمنحهم حقا حالا من الانجذاب والحب ! .
انت يا طالب الدنيا وسارق المفاهيم ، ان عملك هذا كما تظنه لا يدعو الى الفخر والتكبر ! ان المسكين لقلة صبره وصغر عقله ينخدع حتى بنفسه ، فيرى لنفسه مقاما ، وقد امتزج فيه حب النفس وحب الدنيا مع المفاهيم المسروقة والاضافات والاعتبارات ، فولد مولودا مشوها ، اذ نشأ عن تجمعها مزيج عجيب وخليط غريب . وعلى الرغم من كل هذه العيوب يحسب نفسه مرشد الخلائق وهادي الامة الى النجاة ، ومالك سر الشريعة ! بل قد تتجاوز الاربعون حديثا :97
পৃষ্ঠা ৯৬