আরবাকুন হাদিসান
الاربعون حديثا
জনগুলি
صراط الانسانية من الرهافة والظلمة بحيث ان الانسان لا ينتبه الى ما هو فيه ان لم يكن حذرا جدا انه يحسب ان أعماله لله ولكنها للشيطان ، ولما كان الانسان مجبولا على حب النفس ، فان حجاب حب النفس يستر عنه معايب نفسه ، وقد ياتي بيان بعض ذلك ضمن شرح بعض الاحاديث ان شاء الله ، ونسال الله التوفيق .
ففي دراسة علوم الدين ، مثلا وهي من الطاعات والعبادات المهمة يبتلي الانسان الكامل بالرياء من حيث لا يدري وذلك بسبب الحجاب الغليظ لحب النفس .
ان الانسان يرغب ان يتفرد في فهم معضلة علمية ، وحلها لدى محضر المعلماء والرؤساء والفضلاء ، ويبتهج اكثر ، كلما كان توضيحه للمسألة العلمية احسن ، ولفت انتباه الحاضرين اكثر ، ويحب ان ينتصر على كل من يناظره . انه يشعر بنوع من الدلال العلمي والتفوق ، واذا اقترن ذلك بتصديق من احدى الشخصيات ، لكان نور على نور . ان هذا المسكين غافل عن انه احرز هنا موقعا لدى الفضلاء والعلماء ولكنه سقط من عين ربهم ومالك ملوك العالم ، وان عمله قد ترك بامر من الحق المتعال في سجين . ثم إن عمله هذا من الرياء ممزوج بعدة معاص اخرى ، مثل فضحه واذلاله وايذائه اخا له في الايمان ، واحيانا التجرؤ على مؤمن وهتكه ، وكل واحدة من هذه الاعمال هي من الموبقات وكافية وحدها لادخال الانسان في جهنم . واذا القت النفس مرة اخرى شباك كليدها ، لتقول لك : ان هدفي هو اعلان الحكم الشرعي واظهار كلمة الحق وهو من افضل الطاعات ، وليس لاظهار العلم والتكبر وحب الظهور ، فاسال نفسك في الباطن انه لو كان زميلي المساوي لي في الدرجة العلمية هو الذي قال ذلك الحكم الشرعي وهو الذي حل تلك المعضلة وكنت انت مغلوبة في ذلك المحضر ، اكان ذلك على حد سواء عندك ؟ اذا كان كذلك فانت صادق . واذا لم تترك كيدها وقالت لك : ان اظهار الحق فضيلة ، وله ثواب عند الله تعالى ، وانا اريد ان انال هذه الفضيلة ، واعمر دار الثواب ، فقل لها : لنفرض ان الله تعالى انعم عليك بتلك الفضيلة نفسها في حالة مغلوبيتك وتصديقك بالحق ، فهل تبقين طالبة للغلبة ؟ فاذا رجعتم الى باطنكم ورايتم انكم ما زلتم تميلون الى الغلبة ، والاشتهار بين العلماء بالعلم والفضل ، وان بحثكم العلمي كان لاجل الحصول على المكانة في قلوب اولئك ، اذا ، فاعلموا انكم مراؤون في هذا البحث العلمي الذي هو من افضل الطاعات والعبادات وان عملكم هذا بحسب الرواية الشريفة في كتاب (الكافي) هو في «سجين» ، وانكم مشركون بالله . وان هذا العمل هو لاجل حب الجاه والشرف وهما بحسب الرواية اشد ضررا على الايمان من ذئبين اطلقا على قطيع بلا راع .
اذا ، فعليكم انتم اهل العلم والمتكفلين باصلاح الامة والارشاد الى الآخرة واطباء الامراض النفسية ، ان تصلحوا انفسكم اولا وتجعلوا مزاجكم النفسي سالما ، كي لا تكونوا في الاربعون حديثا :58
পৃষ্ঠা ৫৭