240

আরবাকুন হাদিসান

الاربعون حديثا

জনগুলি

لتأمين حياتك الدنيوية المعدودة ، وشهواتك المحدودة ، تجاه مخلوق معدم . ولا تغفل عن إلهك ، وحافظ على حريتك ، وارفع اغلال العبودية والاسر عن رقبتك ، وكن حرا في جميع حالاتك كما ورد في الحديث الشريف «ان الحر حر على جميع احواله» .

واعلم ان الغنى غنى النفس وان عدم الحاجة من حالات الروح ، وغير مرتبطة بأمور خارجة عن الانسان . وانني رأيت اناسا من اهل الثراء والمال والجاه يتفوهون بكلمات يندى لها الجبين ولا يقولها المستجدي المتهتك . انه المسكين الذي ضربت على روحه الذلة والمسكنة .

ان شعب اليهود بالنسبة الى عددهم يعدون من اغنى الشعوب القاطنين على ظهر الارض كافة ولكنهم يعيشون طيلة حياتهم في الشقاء والتعاسة والشدة والهوان ، وتبدو على ملامحهم الحاجة والفقر والذل والمسكنة ، ولا يكون ذلك الا من وراء الفقر النفسي والذل الروحي . ورأينا في اصحاب الزهد وذوي الحياة البسيطة الدراوشة اشخاصا قلوبهم مفعمة بالغنى والكفاف ، ويلقون نظرة اللامبالاة على الدنيا وكل ما فيها ، ولا يجدون احدا اهلا للاستنجاد به الا الحق المقدس المتعالي . وانت ايضا تمعن وابحث في احوال اهل الدنيا وذوي الرغبة في الرئاسة ، كي ترى ذلهم وتزلفهم للناس وخضوعهم امامهم اكثر من الآخرين . ان ادعياء الارشاد والتوجيه ، يتحملون الذل تلو الذل ويبدون الخضوع إثر الخضوع في سبيل ترفيه بطونهم وفروجهم . ان خضوع الحالة القلبية للمراد المربي الطالب للدنيا ، تجاه المريد المربي اكثر من خضوع قلب المريد تجاه المراد ، رغم البون الشاسع بين نوعية الارادتين . فان ارادة المريد روحانية والهية حتى اذا كان على خطا واشتباه من جهة متعلق الارادة في حين ان ارادة المراد دنيوية وشيطانية . ان ما ذكرناه بأسره ، هو الذل الدنيوي والمفاسد الدنيوية . فاذا ارتفعت الحجب تتجلى الصورة الملكوتية للأسر في اغلال الشهوات ، وسلاسل الرغبات النفسانية وانها كيف تكون ؟ .

ولعل هذه السلسلة التي طولها سبعون ذراعا والتي اخبر عنها الله تعالى والتي تكون اصفادا واغلالا لنا في يوم الآخرة هي الصورة الملكوتية لهذا الاسر والرق في ظل اوامر القوة الشهوية والغضبية . يقول الله تعالى «ووجدوا ما عملوا حاضرا» (1) ويقول «لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت» (2) .

فما يصل الينا في ذلك العالم هو صور اعمالنا . فمزق سلاسل الشهوة والاهواء المتعرجة الاربعون حديثا :245

পৃষ্ঠা ২৪৪