238

আরবাকুন হাদিসান

الاربعون حديثا

জনগুলি

متعلق بلم يضرر في الموضعين ما ناله وان استعبد على سبيل التنازع) (1) .

واورد المرحوم المجلسي احتمالات كثيرة في ذلك ان من الله ولم تضرر لا يخلو ذكرها عن التطويل (2) . والمقصود من قوله «عبدا بعد اذ كان مالكا» انه أطاعه .

فصل: في بيان ان اسر الشهوة مصدر لكل اسر

اعلم ان الانسان اذا اصبح مقهورا لهيمنة الشهوة والميول النفسية ، كان رقه وعبوديته وذلته بقدر مقهوريته لتلك السلطات الحاكمة عليه ، ومعنى العبودية لشخص هوالخضوع التام له واطاعته . والانسان المطيع للشهوات المقهور للنفس الأمارة يكون عبدا منقادا لها . وكلما توحي هذه السلطات بشيء أطاعها الانسان في منتهى الخضوع ، ويغدو عبدا خاضعا ومطيعا امام تلك القوى الحاكمة ، ويبلغ الامر الى مستوى يفضل طاعتها على طاعة خالق السماوات والارض ، وعبوديتها على عبودية مالك الملوك الحقيقي ، وفي هذا الحال تزول عن نفسه العزة والكرامة والحرية ويحل محلها الذل والهوان والعبودية ، ويخضع لأهل الدنيا ، وينحني قلبه امامهم وامام ذوي الجاه والحشمة ، ولأجل البلوغ الى شهواته النفسية يتحمل الذل والمنة ، ولأجل الترفيه عن البطن والفرج يستسيغ الهوان ، ولا يتضايق من اقتراف ما فيه خلاف الشرف والفتوة والحرية عندما يكون اسيرا لهوى النفس والشهوة . وينقلب الى اداة طيعة امام كل صالح وطالح ، ويقبل امتنان كل وضيع عنده لمجرد احتمال نيل ما يبتغيه حتى اذا كان ذلك الشخص احط واتفه انسان ، وذلك الاحتمال موهوما ، حيث يزعمون ان الوهم في دائرة الاطماع حجة .

ان عبيد الدنيا وعبيد الرغبات الذاتيه ، والذين وضعوا رسن عبودية الميول النفسية في رقابهم ، يعبدون كل من يعلمون ان لديه الدنيا او يحتملون انه من ذوي الدنيا ، ويخضعون له ، واذا تحدثوا عن التعفف وكبر النفس كان حديثهم تدليسا محضا ، وان اعمالهم واقوالهم تكذب حديثهم عن عفة النفس ومناعتها .

وهذا الاسر والرق من الامور التي تجعل الانسان دائما في المذلة والعذاب والنصب . ويجب على الانسان ذي النبل والكرامة ان يلتجأ الى كل وسيلة لتطهير نفسه منها . ويتم التطهير من هذه القذارات ، والتحرير من كل خفة وهوان ، بمعالجة النفس ، وهي لا تكون الا بواسطة العلم والعمل الناجع .

পৃষ্ঠা ২৪২