আরবাকুন হাদিসান
الاربعون حديثا
জনগুলি
الى العالم الآخر عند اقتراب اجله ، فينتقل بنفس صافية . ان على الانسان ان يدرك ان الفرصة محدودة والوقت قصير جدا ، لانه لا يعلم متى يحين موعد رحيله .
ايتها النفس الخبيثة لكاتب هذه السطور ، لعل الاجل المقدر قد حان وانت منهمكة في الكتابة ، فينقلك بكل رذائلك الى العالم الذي لا عودة منه .
وايها العزيز يا من تقرأ هذه الوريقات ، خذ العبرة من حال هذا الكاتب الذي يرزح الآن او مستقبلا تحت الثرى ، وهو في العالم الآخر مبتلى باعماله واخلاقه البشعة . لقد ضيع الفرصة الثمينة التي كانت عنده بالبطالة والاهواء ، فاتلف ذلك الرأسمال الالهي وأباده . فانتبه الى نفسك لانك ستكون يوما مثلي دون ان تعلم متى يكون ذلك . فلعلك الآن وانت مشغول بالقراءة ، اذا تباطأت ذهبت الفرصة من يدك . يا اخي ، لا تؤجل هذه الامور لأنها لا تحتمل التأجيل ، فكم من انسان سليم وقوي فاجأه الموت في لحظة واخرجه من هذه الدنيا الى العالم الآخر ولا نعلم عن مصيره شيئا . اذا ، لا تضيع الفرصة ، بل اغتنم اللحظة الواحدة ، لان القضية عظيمة الاهمية ، والرحلة شديدة الخطورة . فاذا قصر الانسان في هذه الدنيا التي هي مزرعة الآخرة ، يكون السيف قد سبق العذل ، ولن تستطيع اصلاح فساد النفس ، ولا يكون نصيبك سوى الحسرة والندم والذل .
ان اولياء الله لم يخلدوا الى الراحة ابدا ، وكانوا دائمي الخوف من هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر . ان حالات علي بن الحسين عليه السلام ، الامام المعصوم ، تثير الحيرة . وأنين امير المؤمنين علي عليه السلام ، الولي المطلق ، تبعث على الدهشة . ما الذي جرى لنكون على هذا القدر من الغفلة ؟ من الذي جعلنا نطمئن ؟ انه لا يغرينا احد بتأجيل عمل اليوم الى الغد الا الشيطان . انه يريد ان يزيد من اعداد انصاره واعوانه ، وان يجعلنا نتخلق باخلاقه حتى نحشر مع اتباعه . ان ذلك الملعون هو الذي يسعى دائما الى تهوين امور الآخرة في اعيننا ، وبتذكيرنا لرحمة الله ولشفاعة الشافعين يريد ان ينسينا ذكر الله وطاعته . ولكن يا للأسف ! فهذه كلها أمنيات باطلة ، وهي من احابيل مكر ذلك الملعون وحيله . ان رحمة الله تحيط بك الآن ، رحمته في صحتك وسلامتك وحياتك وامنك وهدايتك وعقلك وقرصتك وارشادك الى اصلاح نفسك وان آلاف الرحمة الالهية المختلفة تحيط بك من جميع الجهات ، ولكنك لا تنتفع بها ، بل تطيع اوامر الشيطان . فاذا لم تستطع ان تستفيد من رحمات هذه الدنيا ، فاعلم انه لن تنالك في العالم الآخر رحمات الله اللامتناهية وتحرم من شفاعة الشافعين . ان مظهر شفاعة الشافعين في هذه الدنيا هو الاهتداء بهداهم ، وفي ذلك العالم فان باطن الهداية هو الشفاعة . فاذا حرمت الهداية هنا ، حرمت الشفاعة هناك . وعلى قدر اهتدائك تكون لك الشفاعة . ان شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . مثل رحمة الله المطلقة تنال من هو جدير بها .
পৃষ্ঠা ১৪৭