আরবাসিন মুঘনিয়্যা
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
জনগুলি
399- وأصل الرحمة في حق البشر رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، ولكن تستعمل تارة في الرقة المجردة دون الإحسان، كمن يرى ضعيفا ولا يقدر على الإسداد إليه ولا إعانته. فيأوي له ويرق عليه، فإنه يقول: رحمت فلانا، وتارة يستعمل في الإحسان المجرد عن الرقة كوصف الله سبحانه بالرحيم، لكن اختلف أهل الأصول في اتصاف الله سبحانه بذلك: هل هو من صفات الذات أو من صفات الأفعال؟ فمن جعل الرحمة إرادة الإحسان كانت صفة ذاتية، ومن جعلها نفس الإحسان كانت عنده من صفات الأفعال. فلما كانت الرحمة منطوية على هذين المعنيين: الرقة والإحسان، والله تعالى هو المنفرد بالإحسان التام والإفضال العام كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء}، وركز الله في طبائع البشر الرقة الحادثة التي ينشأ عنها إحسان من يحسن منهم إلى من يرحمه؛ صح اشتقاق أحدهما من الآخر، وخصوصا ما تقتضيه القرابة من مزيد الحنو والتعطف.
400- وإنما قيل للقرابة رحم أخذا من الرحم الذي هو منبت الولد، ولكونها مظنة الحنو والإحسان.
والحديث مقتض لتأكد الاعتناء بصلتها.
401- وقد اختلف العلماء في حد الرحم التي يجب مواصلتها، فقال بعضهم: على كل رحم محرم لو كان أحدهما ذكرا والأخرى أنثى حرمت مناكحتها، فلا يدخل في ذلك على هذا القول بنو الأعمام والأخوال، ونحوهم.
402- وقيل: بل هو كل رحم ينطلق عليه ذلك من ذوي الأرحام في المواريث محرما كان أو غير محرم، فيخرج منه رحم الأم التي لا يتوارث بها على هذا القول.
পৃষ্ঠা ৪০৭