দর্শনের দৃষ্টিতে সমসাময়িক সংকট
آراء فلسفية في أزمة العصر
জনগুলি
ومكانة الكرامة تنحط في كل مكان،
وأفضل الناس يعوزهم الإيمان،
وأسوءهم يسير مع الأهواء.
ولو أردنا أن نتغلب على المخاطر التي تهددنا، فلا مناص لنا من مواجهتها بشجاعة، ولا بد لنا من الحيطة ضد قدرتها على إيذائنا. وقضية الدين في عصرنا هذا لا تتعلق بالفروق المذهبية والخلافات بشأن الطقوس، وإنما هي تتعلق بوجود الدين ذاته. وإن حالة الجفاء أو عدم المبالاة التي تتجاهل الدين لأشد فتكا من نبذه صراحة. وحتى ماركس ذاته لا ينظر إلى الدين باعتباره أمرا تافها، وإنما ينظر إليه باعتباره شرا وبيلا. إن المثقفين في هذا العصر الحديث يلخصون الموقف في هذه العبارة: يعتقد بعض الناس أن الله موجود، ويعتقد بعضهم أنه غير موجود، والأمر لا يهم في كلتا الحالتين. ⋆ (1-3) الحاجة إلى تماسك الرأي
إن العقل العالمي بحاجة إلى التماسك، وهذه النظرة البلهاء التي ننظرها اليوم إلى غير هدف تحتاج إلى أن نستبدل بها هدفا جماعيا معقولا. وإذا كنا نود ألا تؤدي بنا حالة التردد الراهنة إلى اليأس، فلا بد لنا من فلسفة، ومن اتجاه وأمل. إن العقيدة قد تكون عسيرة، بيد أنه ليس من الحاجة إلى الاعتقاد مفر. إننا نبحث عن دين روحاني، يصلح للدنيا بأسرها، دين حيوي، واضح المعالم، دين يدرك المعنى الجديد للحق والشعور الاجتماعي المتيقظ، وهما من الصفات البارزة في موقفنا من الدين في الوقت الحاضر. ويجب ألا نهمل النزاهة العقلية الصارمة والميل الشديد نحو العدالة الاجتماعية؛ فهما تعبير عن الإخلاص الروحي. إن الدين الذي نعتنقه يجب أن يمدنا بنشاط فكري لا يحاول أن يراوغ مع نفسه، ويجرؤ على الإخلاص، ونشاط إرادي يمدنا بالقدرة على أن نقول ما نعتقد، ونفعل ما نقول. وكثيرا ما دل الشك وإنكار الله على أنا نمر بلحظة من لحظات الجدل في تاريخ الدين، وعلى أنهما من الوسائل التي استخدمها الإنسان ليستزيد من معرفته بالله، ويحرر نفسه من الآراء الدينية المعوجة.
وليس نقيض الدين انعدام الدين، وإنما نقيضه دين آخر؛ ولما أنكر بوذا آلهة الفيدا، فإنما فعل ذلك باسم دين أسمى؛ ولما حكم على سقراط بالموت بتهمة الإلحاد، كان دفاعه أنه إنما نبذ دينا ناقصا. ولما جيء بالمسيحيين إلى البهو الروماني ليستشهدوا في سبيل معتقداتهم، صاح الرعاع من الوثنيين قائلين: «ادفعوا بالملحدين إلى الأسد الضارية.» (1-4) جذور الدين
إن توتر الطبيعة البشرية هو الذي يجعل الإنسان شائقا؛ فبغير هذا التوتر لا يعي الإنسان تفاهته وعجزه، وأنه كمية مهملة، معتمد على غيره، خاو، ضعيف. ولضيقه وآلامه نتيجة إيجابية. وجذور الدين تمتد إلى هذا العذاب الباطني الذي لا بد من تبديده. ولا مناص للإنسان من الكفاح في سبيل الوحدة مع الطبيعة ومع غيره من الناس ومع نفسه، ولا تتحقق له الكرامة البشرية إلا إذا انتصر في هذا الكفاح. إننا نبحث عن عالم لا بد أن ينشأ، ونحن حجاج في رحلة إلى هذا العالم المرتقب؛ إذ إننا قوم رحل في هذه الدنيا. ولا بد لنا من تخطي حدود وعينا الثنائي المنقسم، ولا نستطيع أن نبقى قائمين في عزلة مصمتة من رغباتنا المكبوتة، ولا نستطيع أن نبقى دائما في حالة من حالات النقص التي يجب أن تسد، بل إن أدنى صورة من صور الحياة لتجاهد في سبيل التلاؤم والتكيف.
ولقد لعب أسلاف الإنسان دورا هاما في هذه المسرحية الكبرى التي تمثل التطور الكوني، بالرغم من أنهم لم يفهموا المسرحية كما لم يفهموا دورهم فيها. وعلى الإنسان أيضا أن يلعب دوره، ولكن مع العلم بتكوين المسرحية ومغزاها، ولا بد له أن يفهم بذكائه الخطة الكونية، وأن يعمل بإرادته على دفعها إلى الأمام. إن التقدم البشري لا يتوقف على فعل القوانين الطبيعية والبيولوجية البطيء. ويمكن أن نسارع به بجهدنا، إذا نحن حررنا أنفسنا من العبودية، وإذا نحن تحاشينا الحياة الجزية، ودخلنا في الحياة الكلية. إن دعاء الأوبانشاد الذي يقول «اللهم أخرجني من غير الواقع إلى الواقع، ومن الظلام إلى الضياء، ومن الموت إلى الخلود»؛ هذا الدعاء يفترض أنا نعيش في عالم من الخوف والهم والعزلة والموت والعدم، وأنا نسعى إلى عالم من الوجود، وعدم الخوف، والحرية والروح والخلود. إننا نسعى إلى أن نتجاوز نهائية الوجود البشري لكي نظفر بالحياة الأبدية.
إننا نتوق أحيانا إلى أن نعود القهقرى، إلى أن نصبح بغير تفكير وبغير خيال، إلى أن نغرق في بساطة الوجود البيولوجي، إلى أن نهبط إلى مستوى الحيوان البدائي. غير أن هذا الاتجاه معناه التضحية المقصودة بسلامة كياننا، والتخلي عن محاولة بلوغ الكمال. إننا لا نستطيع أن نقلب الأوضاع ونلقي ميراثنا عن كواهلنا. والإنسان الواعي بنفسه لا يمكن أن يتحول إلى الحيوان الغرزي. وحتى إن هو أبى أن يفيد من وعيه العاقل، فإنه لن يستطيع أن يسترد الوحدة الأولى مع الطبيعة؛ فذكرى الماضي وتوقع المستقبل يحولان دون ذلك. لقد أراد أيوب أن يجد مأواه في النوم ولكنه لم يفلح. «وحينما أقول إن فراشي سيريحني، وإن سريري سيخفف من بلواي، عندئذ تزعجني بالأحلام وتدخل في نفسي الرعب بالرؤى.» إننا لا نستطيع أن نتخلى عن عقولنا، ولا نستطيع أن نفر من وعينا بأنفسنا. والعلاج من اضطراب نفوسنا لا يكون بالارتداد إلى ظلمة اللاوعي، وإنما يكون بالتقدم نحو الوعي الخلاق. إن ما نستهدفه هو استنارة الحكيم، لا سذاجة الوليد الجديد وعدم خبرته.
إننا لا نستطيع أن نعالج المحنة التي نعانيها من جراء العقل والانعزال وحالة القلق والضيق، بتعاطي المخدرات، أو بأساطير الدين، أو بالمعتقدات السياسية. إن هذه الخطط التي نرسمها للفرار من سجن حياتنا قد تعين القليلين منا لفترة وجيزة؛ فإذا نحن تناولنا الأفيون فقد نجد بضع لحظات جميلة هادئة إذا قيست إلى العالم الذي يعج في الخارج، ولكنها لا تدوم طويلا. وكذلك العقائد التي لا تستند إلى العلم، والخرافات الساذجة تنبئنا عن عقل الإنسان أكثر مما تنبئنا عن تكوين الحقيقة والواقع، ولا يمكن أن تنقذ الإنسان من الشك.
অজানা পৃষ্ঠা