দর্শনের দৃষ্টিতে সমসাময়িক সংকট
آراء فلسفية في أزمة العصر
জনগুলি
أما في «الباطن» فهناك شيء يختلف اختلافا بينا جدا عن «العصر المحوري». الكمال فيما مضى، والنقص في الحاضر. وإذا كنا ندرك نقطة التحول، فنحن نعلم أننا ما زلنا في المرحلة التحضيرية. العصر الحاضر عصر إعادة التشكيل حقا في الشئون التكنولوجية والسياسية، ولم يبلغ بعد أن يكون عصر خلق روحاني دائم. ونستطيع بحق أن نشبه أنفسنا - بما لدينا من مكتشفات علمية ضخمة ومخترعات تكنولوجية - بعصر اختراع الآلات والأسلحة، عصر استخدام الحيوانات الأليفة والخيل لأول مرة؛ فنحن بذلك أشبه منا بعصر كنفشيوس وبوذا وسقراط. ويتبين من الميل الحالي، الذي تطرد شدته، إلى الرجوع بأبصارنا نحو نشأتنا، أننا نعالج واجبا ثقيلا هو واجب إعادة بناء البشرية من أصولها، وأننا نحس المشكلة الكبرى، مشكلة الطريقة التي نستطيع بها - بإيمان - أن نصبح كائنات بشرية بصفة خاصة. لا بد مرة أخرى من إظهار الجوف العميق الذي منه خرجنا، ولا بد من إظهار الحقيقة الخاصة التي اختفت وراء حجاب المركبات الثقافية الثانوية، ووراء الأساليب اللفظية، والتقاليد والنظم. وفي غضون هذه العملية، عملية فهم أنفسنا عن طريق معرفة مأتانا، ربما برهنت مرة أخرى صفحة «العصر المحوري» العظيم للبشرية على أنها من دواعي الاطمئنان الأساسية.
9 (1-8) احتمالات المستقبل: إمبراطورية عالمية أم نظام عالمي؟
كل الظواهر في الحاضر تتخذ صورة المعركة التمهيدية نحو نقطة الانطلاق إلى المعركة النهائية في سبيل نظام كوكبي. إن السياسة العالمية المعاصرة تبحث عن قاعدة للتسوية النهائية، وهل تتحقق بالوسائل الحربية أو السلمية. وإلى أن نبلغ ذلك فكل الظروف وكل علاقات الدول موقوت.
والمشكلة هي: بأية وسيلة نبلغ وحدة النظام العالمي؟ قد نبلغها عن طريق القوة اليائسة، كما كان بالإمكان تحقيق وحدة ألمانيا ب «الحديد والدم» كما جاء على لسان بسمارك، وقد نبلغها عن طريق نظام ينشأ بالمفاوضة عن تبادل الفهم الناضج بنفس الطريقة التي التمست بها ولايات شمالي أمريكا طريقها إلى الوحدة في القرن الثامن عشر، على حساب التنازل عن جانب أساسي من جوانب سيادتها الخاصة في سبيل سيادة المجموع.
ويكون شكل النظام في الحالة الأولى هو السلام الثابت الذي يفرضه حكم الاستبداد، وشكله في الحالة الثانية هو مجتمع سلمي يضم الجميع، وعرضة للتغير في إطار من التطور والإصلاح الذي ترسمه الديمقراطية الدائمة. ونستطيع أن نختصر هذين الاحتمالين إلى طرفين بسيطين متناقضين، فيصبح الخيار بين الطريق إلى الإمبراطورية العالمية أو الطريق إلى النظام العالمي.
الإمبراطورية العالمية: هذه هي السلام العالمي على يد دولة واحدة، تفرض إرادتها على الجميع من نقطة واحدة فوق الأرض، وهي تحتفظ بكيانها باستخدامها القوة، وهي تستخدم الإرهاب والتخطيط الشامل لصب الجماهير في قالب واحد بعد إزالة الفوارق بينها. ويرغم الجميع على الأخذ بوجهة نظر عالمية واحدة، تحددها خطوط عريضة مبسطة تنتشر عن طريق الدعاية، وتضطر الرقابة وتوجيه النشاط الروحي هذه الدعاية إلى أن تلعب دورها في الخطة الراهنة التي قد يتناولها التعديل في أية لحظة من اللحظات.
النظام العالمي: هذه هي الوحدة دون استخدام أية قوة في التوحيد سوى تلك التي نقبلها بقرار مشترك بعد المفاوضة. ويمكن تبديل النظم المتفق عليها بقرارات أخرى تسير وفقا للطريق الثابت المشروع. وقد قبل الجميع سيادة هذه الطريقة وسيادة قرارات الغالبية، وهي تضمن الحقوق المشتركة بين الجميع، التي تحمي كذلك أولئك الذين تتكون منهم الأقلية في الوقت الحاضر. وهذه الحقوق تبقى نظاما بشريا يتبع في كل حركة وفي رد النفوس إلى الصواب.
والنظام العالمي، مع إلغاء السيادة المطلقة، يعني إلغاء الفكرة القديمة عن «الدولة» في سبيل إسعاد البشرية. ولن تكون النتيجة حكومة عالمية (فتلك معناها إمبراطورية عالمية)، وإنما تكون النتيجة نظاما يعاد تأسيسه دائما بالتفاوض وإصدار القرارات، نظاما من دول تحكم نفسها داخل مساحات مشروعة محددة، نظاما فدراليا شاملا.
10 (1-9) إيمان المستقبل
إذا قيل إنه من غير المحتمل أن ينمو نظام عالمي دون وحدة في الإيمان، فإني أجد في نفسي الشجاعة على أن أقول غير هذا؛ فإن شيوع نظام عالمي في جميع بقاع الأرض إجباري للجميع (نظام يتباين مع الإمبراطورية العالمية)، لا يكمن تحقيقه إلا إذا بقيت مضامين الإيمان المتعددة حرة في اتصالها التاريخي، دون وحدة في الهدف، أو في مضمون مذهبي يقبله جميع الناس. إن العنصر المشترك في الإيمان كله من حيث علاقته بالنظام العالمي يمكن ألا يعدو رغبة كل إنسان في تنظيم أسس الوجود، في مجتمع عالمي يجد فيه مجالا للتطور بالوسائل الروحية السلمية.
অজানা পৃষ্ঠা