الإرادة وهم ناشئ عن جهلنا بالعلل التي تكرهنا على أن نريد. ليس ما يريد فينا «نحن»، بل أنظمة من الحجيرات الناشطة نشاطا معجزا ، لا نعرفها ولا تعرفنا، ولا يعرف بعضها بعضا، لكن بها قوامنا، هي تحدث بحركتها الدائمة مجاري لا تحصى، سميناها الأهواء والأفكار والآلام، والمسرات والمخاوف والشهوات والإرادة، نحسب أنا أسياد نفسنا، لكن قطرة من الكحول تهيج هذه العناصر التي بها نحس ونريد، ثم لا تلبث أن تخدرها. ***
لا يعلم أحدنا أهو أساء إلى أبناء آدم أم أحسن. يجب أن نعبدهم دون أن نجتهد لفهمهم. إن حكمتهم سر من الأسرار (خواطر الكلب ريكه). ***
إن عملا ضربت من أجله عمل سيئ، وعملا أنعم عليك بالملاطفة والطعام من أجله عمل حسن (خواطر الكلب ريكه). ***
اجتاز دلو فيه ماء الصالون ذات يوم، وكان مثقوبا فبلل الأرض، أظن أن هذا الدلو الوسخ قد عوقب بجلد أليته (خواطر الكلب ريكه). ***
يوجد في السوق عجلات تجرها الخيل؛ إنها رهيبة. ويوجد عجلات تمشي وحدها نافخة بقوة؛ هذه بطنها مملوء عداوة. لا أحب الرجال الذين يلبسون خرقا مرقعة، ولا الذين يحملون السلال على رءوسهم، ولا الذين يدفعون البراميل أمامهم، أحب الأولاد الذين يفر بعضهم من بعض، ويبحث بعضهم عن بعض، ويتراكضون صارخين في الأزقة. إن الدنيا مملوءة بالأشياء الخصيمة الرهيبة (خواطر الكلب ريكه). ***
يزهد المرء في الإبانة عن عواطفه إذا كانت الألفاظ ستضعفها كثيرا. ***
من يقدر على أن يحل عقد العلل والمعلومات؟ من يقدر على أن يفاخر إذا قام بعمل، قائلا أنا عالم بما أنا صانع؟ ***
هل يوجد تاريخ منصف، بل ما التاريخ؟ هو تمثيل الحوادث الماضية بالكتابة، ولكن ما الحادث؟ أهو أي حادث؟ كلا، هو حادث جدير بأن يذكر. كيف يحكم المؤرخ على الحادث بأنه جدير أم غير جدير بالذكر؟ يحكم المؤرخ اعتباطا بفعل ذائقته وطبعه ورأيه؛ أي بصفته فنانا، ذلك أن الحوادث ليست بطبيعتها على نوعين؛ الحوادث التاريخية والحوادث غير التاريخية، ثم إن الحادث شيء عويص مركب، فهل ينقل المؤرخ الحوادث كما هي في تركيبها؟ هذا مستحيل، فإنه يعرضها مجردة من كل الخصائص التي تقوم بها، ناقصة مشوهة مختلفة عن حقيقتها، أما علاقات الحوادث فيما بينها، فالأفضل ألا نذكر عنها شيئا، إذا كان الحادث الذي يسمى حادثا تاريخيا ناشئا - وهو الأقرب إلى التصديق - عن حادث أو عن بضعة حوادث غير تاريخية، إذن مجهولة، فكيف يستطيع المؤرخ أن يعين الصلة بين هذه الحوادث في تسلسلها؟ وإني لأفترض فيما أقوله الآن أن المؤرخ ينظر في شهادات صحيحة ثابتة، على حين أنه بالحقيقة مخدوع في أكثر الأحوال، وأنه لا يثق بهذا الشاهد أو بذاك إلا لدواع عاطفية. ليس التاريخ بعلم، بل هو فن، ولا ينجح فيه إلا صاحب المخيلة. ***
ينسخ المؤرخون بعضهم عن بعض، فيكفون أنفسهم العناء، ولا يتهمون بالغرور، اقتد بهم ولا تكن مبتكرا، فإن المؤرخ المبتكر موضع ريبة واحتقار واشمئزاز عند الناس كافة. ***
كان البشر في الماضي - كما نعرفهم اليوم - خيارا وسطا، وشرارا وسطا. ***
অজানা পৃষ্ঠা