141

জায়ান্ট বামন

أقزام جبابرة

জনগুলি

وكانت زوجة الخوري تتنصت ولكنها لا تسمع إلا كلمات متقاطعة، ما فهمت منها إلا ما دلها على أنه يتكلم عن بطرس ودكانه، وبطرس عزيز على الجميع، ودكانه ملتقى الخلان ... يحول عينه الحولاء صوب الجيوب، وليفعل الناس في دكانه ما شاءوا، فهو غير قيم على الأخلاق، لا يعنيه إلا أن يبيع ويقبض.

وتقدمت زوجة الخوري منه وقالت: نسيت حالك يا خوري، نحن في كانون، الطقس بارد.

فكز المحترم وقال: ما عليك، الطقس بارد، وأنا حامي.

فقالت في نفسها: الله يطفيك. ثم قالت له بعطف: اقعد، تدفأ واحك، من يعارضك.

ودخل الخوري، وقبل أن يقعد انتفض رافعا رأسه ويديه نحو السماء، فلاحت أصابعه كالمدرى وانتفشت لحيته كالبلانة وصاح: غضب الله، من فوق، ينزل عليك يا بطرس، خربت الضيعة. سألني الوعاظ عن دكان بطرس فنكرت الحناء وأثرها محافظة على سمعة الضيعة، أما الآن فغير ممكن أن أسكت. - اسمع مني يا خوري، ما لك وما لهم، كلهم من حزب بطرس، يدين هذا، ويقرض هذاك، ولولا نفوذه ما عينوه أمس مختارا، وما سألوا عن أحد، هذا شر، ما لك وما له. - اسكتي يا خورية، لا تشوري، هذا شغلي، هذا واجب كهنوتي ديني، من يحمل عني خطيتي يوم الدين؟ أنت يا حرمة؟! وأنت كم مرة قلت لك: لا تدخلي دكان بطرس، لا تشتري شيئا من عنده، كوني مثلا صالحا، لا توصلي موسى بطرس إلى لحيتي؟ سمعتي؟ - ايش بك الليلة يا خوري؟ نحن يجب أن نكون لعموم الضيعة. - هذا مطلوب من الخوري لا الخورية، الخوري يكون للعموم، فهمت؟ الآن أقدم عريضة لسيدنا البطرك التمس فيها «الحرم» لبطرس ومن يدخل دكانه، القمار ممنوع دينيا. - ليس هذا من رأيي يا خوري، اسمع مني، لا تتعب نفسك وتقلق الضيعة. - من سألك عن رأيك حتى تقولي ليس هذا من رأيي؟ كان يقع في «الصينية» أيام الآحاد لا أقل من مائة قرش، فصارت لا تجمع إلا عشرة قروش. كانت «صينية» عيد الميلاد تجمع خمسمائة قرش، البارحة ما جمعت إلا أربعين، أكل البيضة وقشرتها ابن الحرام. القرش الذي كان يحطه الولد في الصينية صار يشتري به علكة من دكان بطرس، أنا ساكت، ولكن كيف أسكت عن القمار؟ من يسرق فسطان أمه ويبيعه؟ ابن رشدان باع فسطان أمه المخمل في البترون ولعب بحقه، يا خزيتنا ويا هتيكتنا!

قومي هاتي الدوا.

فترددت الخورية وأخذت تتفرس في وجه الخوري، فصاح بها: ما عرفتيني بعد؟! أنا خوري يوسف. - ايش بك الليلة. - قومي قلت لك.

وقدمت له الدواة ولفيفة الورق الطويل العريض، فنشر واحدة منها وانكب يكتب لصاحب الغبطة.

وتحلحلت الخورية فصاح الخوري: إلى أين؟ إلى الدكان إن شاء الله.

فقالت الخورية: حس عياط. فقال الخوري: وماذا نسمع بعد اليوم غير العياط، القلة تورث النقار يا خورية، قولي لي ما لك وما لهم.

অজানা পৃষ্ঠা