আকাওয়াম মাসালিক
أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك
জনগুলি
مجلس الضابطية، وهو مركب من أحد عشر عضوا تحت رئاسة أحد المتوظفين من الرتبة الأولى، ومن أعضائه إغريقي وكاثوليكي ويهودي من رعايا الدولة، ومأموريته فصل النوازل الخفيفة من الجنايات.
الثاني عشر:
المجلس البلدي ويسمى مجلس إدارة الضابطية، وهو مركب من ثمانية أعضاء تحت رئاسة أحد المتوظفين السياسية من الرتبة المتمايزة، ومأموريته إدارة مصالح البلد، وتحته خمسة مجالس صغار، كل منها مركب من أربعة أعضاء ورئيس، ثم ديوان استئناف مركب من خمسة أعضاء منهم مفت يرأسه وزير المتجر لتحقيق الأحكام الصادرة من بقية مجالس المتجر بين الأهالي، ثم مجلس أول لفصل النوازل المتجرية مركب من خمسة أعضاء تحت رئاسة أحد متوظفي الرتبة المتمايزة. ومجلس ثان لذلك مركب من أربعة أعضاء تحت رئاسة أحد متوظفي الرتبة الثانية من المتمايزة، ومجلس ثالث لذلك أيضا مركب من ثلاثة أعضاء تحت رئاسة مثل رئيس المجلس الثاني، ووظيفتهم فصل سائر نوازل المتجر بين رعايا الدولة، وإن كان في النازلة أجنبي يضاف للمجلس أشخاص من الأجانب على مقتضى الترتيب المتفق عليه مع دولهم. ثم مجلس المعادن، وهو مركب من أربعة أعضاء تحت رئاسة أمير أمراء، ومأموريته إدارة المعادن المعلومة والبحث عما لم يعلم بعد منها. ثم مجلس المرسومات؛ أي المجابي، وهو مركب من ستة أعضاء تحت رئاسة أحد المتوظفين من الرتبة الأولى. ثم مجلس المعابر، وهو مركب من سبعة أعضاء تحت رئاسة أمير أمراء، وكلفته عمل الطرقات والقناطر ونحوها من الأبنية العمومية. ثم مجلس مكلف بتدبير صرف المبلغ المعين للحضرة السلطانية، وهو مركب من ستة أعضاء تحت رئاسة أحد المتوظفين من الرتبة المتمايزة، ومقر المجالس المذكورة كلها دار الخلافة. (5) في مقدار سعة ممالك الدولة العلية وعدد سكانها
اعلم أن سكان الممالك العثمانية على مقتضى كتب الجغرافيا يبلغ عددهم سبعة وثلاثين مليونا إلى أربعين، منها في قسم أوروبا ستة عشر مليونا وسبعمائة وثلاثون ألفا، وفي قسمي آسيا وأفريقية أحد وعشرون مليونا. فمن سكان قسم أوروبا أربعة ملايين وتسعمائة وخمسون ألفا من المسلمين وأحد عشر مليونا وسبعون ألفا من الإغريق والأرمن، وستمائة وأربعون ألفا من النصارى الكاثوليك وسبعون ألفا من اليهود. ومن سكان قسمي آسيا وأفريقية ستة عشر مليونا ومائة وسبعون ألفا من الإسلام، وأربعة ملايين وثمانمائة وثلاثون ألفا من الإغريق والأرمن واليهود وغيرهم. فجملة الرعايا من الإسلام واحد وعشرون مليون نفس ومائة وعشرون ألفا، وجملة الرعايا من غيرهم ستة عشر مليونا وستمائة وعشرة آلاف. وإذا نسبنا مبلغ الصنف الثاني إلى الأول واعتبرنا أنه وإن نقص عن الأول في الكمية فعنده من أسباب التمدن ما يجبر به ذلك النقص، مع وجود العلاقة الجنسية بينه وبين الدول الأوروباوية ومساعفتها له على الإلحاح في طلب المساواة في سائر المنح من الدولة العلية؛ لكونه من جملة رعاياها وأبناء وطنها لم يبق لنا توقف في تصويب ما تضمنه المنشور الثاني المتقدم آنفا، والجزم بأن سريان خلاف ذلك إلى بعض العقول القاصرة منشؤه عدم الاطلاع على ما في الخارج الملجئ إلى وجوب ارتكاب أخف الضررين.
وأما المساحة فقدر سطح أرض تلك الممالك أربعة ملايين وخمسمائة وسبعة وثلاثون ألفا وثلاثمائة كيلومتر، منها في قسم أوروبا خمسمائة واثنان وأربعون ألفا وثلاثمائة كيلومتر، والباقي في قسمي آسيا وأفريقية وهو ثلاثة ملايين وتسعمائة وخمسة وتسعون ألف كيلومتر، والكيلومتر عبارة عن ألف متر، والمتر ذراع ونصف تركيان. ثم إن الممالك العثمانية تنقسم إلى إيالات، والإيالات تنقسم إلى أعمال ألوية، وكل من أعمال الألوية ينقسم إلى أوطان قضاة، والأوطان يحتوي كل منها على بلدان وقرى، وفي مركز كل إيالة وال مكلف بإمضاء القوانين وأوامر الدولة بمثل الإعانة على استخلاص المجابي وتنزيل العسكر وغير ذلك من مصالح الدولة، وهو المكلف بحفظ راحة السكان والسعي في تنمية الفلاحة وتسهيل طرق المتجر ورفع العوائق عن سائر الصناعات وتمهيد الطرقات وبناء القناطر ونحو ذلك بمشاركة مجلس الإيالة، وهو المسئول عن سيرة متوظفي إيالته، حيث إن من مأموريته منعهم من ارتكاب ما يخالف واجباتهم وإعلام الدولة بذلك حالا، كما أن من واجباته إعانة الحكام الشرعية والمجالس العرفية. ومع هذا الوالي مجلس تحت رئاسته لفصل النوازل التي تقع بين السكان والنظر في سائر مصالح الإيالة من أعضائه الدفتر دار المكلف من الدولة بأحوال المجابي، وقاضي الإيالة مع خمسة وعشرين عضوا منتخبين من الأهالي، وقد شهد المنصفون من أهل أوروبا بحسن هذا الترتيب ولياقته بمصالح الإيالات. ثم في كل مركز عمل لواء قائم مقام تحت رئاسته مجلس تنتخب أعضاؤه من الأهالي، وتصرف هذا القائم مقام ومجلسه في العمل كتصرف الوالي ومجلسه في الإيالة، إلا أنه تحت نظر والي الإيالة. وفي كل وطن من أوطان القضاة مدير تحت رئاسته مجلس تنتخب أعضاؤه من الأهالي، وتصرف المدير ومجلسه في الوطن كتصرف القائم مقام ومجلسه في عمل اللواء، إلا أنه تحت إذنه. ثم في كل بلد أو قرية قوجه باشي أو مختار ينتخبه أهل البلد مكلف بإدارة البلد. وفي كل بلد من بلدان المملكة يوجد مجلس جنايات لفصل سائر نوازل الجنايات الواقعة بين السكان عدا ما يلزم إنهاؤها لمجلس الأحكام العدلية بالتخت، فإن عمل مجلس الجنايات المذكور فيها سماع الدعوى وتحرير الحجج، ثم إرسال جميع ذلك لمجلس الأحكام العدلية بواسطة الوالي.
كما يوجد بكل بلدة كبيرة مجلس متجري مركب من رئيس وأعضاء من الأهالي لفصل النوازل المتجرية بين رعايا الدولة، وإن كان في النازلة أجنبي يضاف لذلك المجلس أعضاء من الأجانب، وقد بلغ عدد المجالس المتجرية اثنين وخمسين مجلسا. أما المجالس العسكرية فاعلم أن الجيوش البرية بالممالك العثمانية مقسومة إلى ستة أقسام، يسمى كل منها عرضيا تحت إمارة مشير وبه مجلس لفصل نوازل العسكر وتدبير مصالح الجيش، وللدولة رجال تنتخبهم من أعيانها الموسومين بالمعرفة والنجابة والمروءة، والديانة تكلفهم بالبحث عن كيفية إجراء القوانين وسائر الإدارات الملكية والمدنية إجمالا وتفصيلا، وتفوض لهم عزل من يستوجب العزل أو سجنه أو توبيخه أو توجيهه إلى تخت المملكة، وقد نتج من هذه الخدمة مصالح مهمة من تحسين الإدارة واستقامة تصرفات الولاة والقضاة والمجالس؛ إذ المكلفون بالتفقد في الحالة الراهنة ممن لا تأخذهم فيما وكل لأمانتهم لومة لائم، وبالجملة فخدمة هاته الطائفة المكلفة بالبحث والتفقد من أهم الخدمات النافعة للإيالات خصوصا البعيدة عن دار الخلافة. (6) في بيان ما للدولة من الاعتناء بتهذيب أخلاق رعاياها من الإسلام وغيرهم بتوسيع دوائر المعارف وتسهيل طرق اكتسابها
فمن ذلك اعتناؤها بمكاتب العلوم، لا سيما الرياضية التي كادت تنقطع من أرض الإسلام مع شدة الاحتياج إليها في هذا الوقت، فقد نفق الآن سوقها بممالك الدولة العلية حتى صار مدرسوها من ضباط العساكر السلطانية وأعز أبناء الوطن، وبذلك يرتجى عود الدر لمعدنه لما أشرنا إليه في المقدمة من أن الإسلام كان منبع غالب تلك العلوم، ومن ذلك اعتناؤها بمطابع الجرنالات اليومية وغيرها المطلعة على حوادث الأيام في سائر المعمور. ولا شك أن ذلك من أقوى أسباب التهذيب والتمدن، كما يقتضيه العقل والتجربة؛ أما العقل فلأن القادر على الاختراع قليل، فشأن الأمم السالكين سبيل الحضارة اقتداء بعضهم ببعض في الأعمال الحميدة حتى يكونوا من الذين يرعون الحسن من الأحوال ولا يتركونه في زوايا الإهمال، وأما التجربة فبمشاهدة تقدم الإفرنج في المعارف الذي من أعظم أسبابه انكبابهم على مطالعة الجرنالات في كل آن. وليس بعد العيان بيان فمن الجرنالات التي تطبع بدار الخلافة الجرنال المسمى تقويم الوقائع الملكية، ثم جريدة الحوادث، ثم ترجمان الأحوال، وهذه الثلاثة باللغة التركية، ومنها الجوائب الذي هو عربي العبارة، ثم المسمى تصوير الأفكار والمسمى بمجموع الفنون، ثم جريدة عسكر وفروعها التي تصدر في كل شهر مجموعة تشتمل على فنون عسكرية تطبع بالمكتب الحربي. ويوجد بالقسطنطينية جرنالات غير ما ذكر بلغات عديدة كلغة الأرمن والبلغر والإغريق، واللغة الفرنساوية والإنكليزية وغيرها.
ولنرجع إلى بيان المكاتب وعدد تلامذتها إجمالا، فأولها المكتب الحربي السلطاني بالقسطنطينية يحتوي على أربعمائة وثمانية وخمسين من التلاميذ، يتعلم به الجبر الأعلى من العلوم الرياضية واستخراج سطوح المثلثات البسيطة المستوية وزواياها والكزموغرافيا؛ أي فن الهيئة وفن الاستحكامات والتوبوغرافيا؛ أي رسم البلدان والأسوار، وفن الحكمة والطبيعيات والبيطرة واللسان الفرنساوي والهندسة الرسمية واستعمال السيف وعلم المناظر والأظلال وفنون الطوبجية والبناء العسكري والرماية والفروسية وسرعة المشي ونحو ذلك من الفنون الحربية على اختلاف أنواعها. كما يوجد بها سبعة عشر مكتبا يدرس في جميعها علوم العربية كالنحو والبيان والرسم والإنشاء وعلم التاريخ والجغرافيا والمنطق والحساب والهندسة والعلوم الشرعية، كما يدرس بها علم الإدارة المالية والقوانين واللسان الفارسي والفرنساوي والفنون الرياضية. ومبلغ ما بها من التلاميذ ألف وثمانمائة وستة وعشرون تلميذا، كما يوجد بها مكتب لترشيح الطلبة للتدريس بالمكاتب الرشدية عدد تلامذته اثنان وعشرون. وهناك مكاتب أخرى لترشيح الطلبة للخدمات الملكية.
وبالجملة فمكاتب الدولة العثمانية آخذة في التقدم، وهي منقسمة إلى ثلاث مراتب؛ المرتبة الأولى للمبتدئين من التلاميذ، والثانية للمتوسطين، والثالثة للمنتهين، وقد بلغ عدد مكاتب المرتبة الأولى في العام المنصرم وهو سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف هجرية خمسة عشر ألفا وأربعين مكتبا في سائر جهات المملكة، بها من التلامذة خمسمائة ألف وستة آلاف وثلاثمائة وستة عشر، فمن تلك المكاتب اثنا عشر ألفا وأربعمائة وثمانية وسبعون مكتبا للإسلام بها من التلاميذ ثلاثمائة وثمانية وستون ألفا، وباقي المكاتب والتلاميذ لرعايا الدولة من غير الإسلام، وغالب معلمي تلك المكاتب من المسلمين وأبناء الوطن، كما أن غالب أطبائهم كذلك، وقد فتحت في العام الفارط مدرسة تعرف بدار الفنون يقرأ بها فن الكيمياء والطبيعة الحكمية، وكان المباشر للتدريس بها أحد أعيان الباشوات، ومن مزايا الدولة العلية ترتيب الجمعيات العلمية التي منها الجمعية الكائنة بمقر خزائن الكتب الجامعة للتآليف الإسلامية والإفرنجية، ويؤخذ عن علمائها فنون مختلفة بلغات عديدة، وبمحل هاته الجمعية مكان مخصوص بمطالعة الجرنالات، ثم جمعية المدرسين من علماء الإسلام المنقسمة إلى قسمين؛ قسم يكون اجتماعهم بمكتب معين لهم تؤخذ به عنهم علوم العقائد وفن الرياضيات وعلم الحساب والهندسة والجغرافيا وفن التاريخ، والقسم الثاني موقوف أمره الآن على إنجاز خصوصيات وستتهيأ إن شاء الله قريبا، ومن مزاياها الاعتناء بالطرق الحديدية وسلك التلغراف، ففي سنة أربع وثمانين ومائتين وألف الحالة بلغ طول المنجز من الطرق المذكورة أربعمائة وأربعة وعشرين كيلومترا، ومن سلك التلغراف أربعة عشر ألفا ومائة وخمسة وعشرين كيلومترا. (7) في القوة المالية والعسكرية بالمملكة العثمانية
اعلم أن قيمة جميع السلع الداخلة إلى ممالك الدولة والخارجة منها على ما حرره صاحب قاموس السياسة بلغت منذ سبع عشرة سنة، وهي مدة رسوخ التنظيمات، اثنتي عشرة مائة مليون فرنك في السنة بعد أن كانت لا تتجاوز أربعمائة وخمسين مليونا، وهذا أوضح دليل على لياقة التنظيمات بالمملكة، حيث ازداد بتأسيسها في نتائج المملكة ورفاهية أهاليها ما يقرب من ضعفي الأصل، وقد تحقق بذلك ما ترجاه السلطان عبد المجيد نعمه الله من إجراء القوانين لممالكه ذات الأراضي الخصبة والأهالي الذين هم في غاية القابلية، كما أشار لذلك بطالعة منشور تأسيس القوانين المتقدم ذكره، كما أن سفن المتجر الداخلة في مراسي المملكة لم تزل تتضاعف، وفي سنة ثلاث وستين وثمانمائة وألف بلغ قدر ما دخل منها بخصوص مرسى القسطنطينية ما يأتي بيانه:
অজানা পৃষ্ঠা