وذات مرة قررن الغناء:
جدف، جدف، جدف بقاربك.
ادخل به النهر برفق.
بمرح، ومرح، ومرح، ومرح.
فما الحياة إلا حلم.
كن يرين داجليش حلما يتخطى الواقع. وقد قدن سيارتهن إلى أعلى المدينة، وحكين عن غرابة أصحاب المتاجر، وكن يكررن أشياء سمعنها مصادفة في الشارع. وفي صباح كل يوم، كانت القهوة التي جلبنها معهن تملأ البيت برائحتها الأمريكية غير المألوفة، ثم يجلسن باسترخاء ويسألن عمن لديها فكرة عن كيفية قضاء يومهن. تمحورت إحدى الأفكار حول قيادة السيارة داخل الريف وجمع التوت. فتعرضن للخدش وارتفاع درجة الحرارة، وفي مرحلة ما علقت وينيفريد تماما - بلا حراك - بسبب الأغصان الشائكة، وجأرت طلبا لمن ينجدها. ومع هذا فقد قلن إنهن استمتعن بوقتهن كثيرا. وتمحورت فكرة أخرى حول استعارة صنارات أبي والذهاب إلى النهر. ثم عدن إلى البيت بصيدة من سمك القاروص، وهو نوع من الأسماك عادة ما نعيده إلى النهر. كما نظمن رحلات ، فكن يلبسن ثيابا عتيقة، وقبعات قديمة من القش، وبدلات العمل الخاصة بأبي، ويلتقطن الصور بعضهن لبعض. هذا غير أنهن صنعن كعكات متعددة الطبقات، وسلاطات مقولبة رائعة تتخذ شكل المعابد، وملونة مثل الحلي.
وذات مساء أقمن حفلا موسيقيا. وقامت أيريس بدور مغنية أوبرا. وأخذت المفرش الذي كان يغطي المنضدة بغرفة الطعام لتكسو نفسها به، وأرسلتني لأجمع لها ريش الدجاج لتضعه في شعرها. غنت «نداء الحب الهندي» و«النساء متقلبات». ثم أدت وينيفريد دور لص بنوك، حاملة معها مسدس ماء اشترته من أحد المتاجر. وكان على كل فرد أن يفعل شيئا؛ فأنشدنا أنا وشقيقتي «زهرة تكساس الصفراء» والتسابيح. أما أمي، فلدهشتنا الكبرى، ارتدت سروال أبي ووقفت على رأسها.
وسواء كانت قريباتنا متفرجات أو مؤديات، فقد كن معا، خلال كل لحظة يقظة. وأحيانا خلال نومهن؛ إذ كانت فلورا تتحدث في أثناء نومها. وبما أنها أيضا كانت أكثرهن تهذيبا وحرصا، كانت الأخريات يبقين مستيقظات ليطرحن عليها أسئلة، ليجبرنها على قول شيء يحرجها. وقد أخبرنها أنها كثيرة اللعن، وقلن: إنها نهضت فجأة وطلبت قائلة: «لماذا لا يوجد إصبع طباشير بحق الجحيم؟»
لقد كانت أقلهن معزة لدي؛ لأنها كانت تحاول شحذ عقلينا - أنا وشقيقتي - بطرحها أسئلة حسابية ذهنية علينا: «لو استغرقت سبع دقائق لأتخطى سبعة أحياء سكنية، وكانت خمسة أحياء بنفس المسافة، ولكن كان الحيان الآخران ضعف المسافة ...»
قالت أيريس، التي كانت أكثرهن وقاحة: «أوه، أنت لا تعرفين شيئا عن هذا يا فلورا!»
অজানা পৃষ্ঠা