আকবাত ওয়া মুসলিমুন

জাক তাজির d. 1371 AH
94

আকবাত ওয়া মুসলিমুন

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

জনগুলি

فأخرج الموظفين النصارى وخاصة الذين عينهم بهرام، ثم أراد أن يحكم البلاد حكما مطلقا، ولكن الحافظ لم يسمح له بذلك، وبعد أن كان يتحداه باستقبال بهرام في مقره، أثار جنده عليه غير أن مركز بهرام ازداد سوءا، فاضطر أن يرحل إلى أسوان؛ حيث قضى بقية أيامه في دير مجاور لهذه المدينة، وبرحيله زال النفوذ الأرمني من مصر. (8) آخر الخلفاء الفاطميين 544-567ه «1149-1171م»

تعود أهمية تاريخ هؤلاء الخلفاء إلى ارتباطهم ارتباطا وثيقا بتاريخ الحروب الصليبية، وفي اليوم الذي استنجد الخليفة العاضد لدين الله بجيوش نور الدين لينقذه من الصليبيين، حكم على أسرته بالزوال.

الخلفاء الفاطميون والأعياد المسيحية

لم يقتصر عمل الخلفاء الفاطميين على إسناد وظائف الدولة الرئيسية إلى الذميين، بل أعادوا التقليد الذي سنه محمد الإخشيدي بالاشتراك في الحفلات الدينية المسيحية، ولكن بينما كان الإخشيديون يشتركون في هذه الأعياد بصفتهم الشخصية، صبغها الفاطميون بالصبغة الرسمية، فلم يعودوا يحضرونها بصفتهم الشخصية، بل الدولة نفسها هي التي أصبحت تحتفل بهذه الأعياد.

وقد وصفنا من قبل عيد الغطاس، نقلا عن المسعودي، ولما جاء المعز، ألغى هذا العيد، ولكن لم يلبث أن أعاد العزيز الاحتفال به احتفالا عظيما، وفي عام 388ه؛ أي: في أوائل عصر الحاكم، ذكر المقريزي، نقلا عن المسبحي، أن السلطة استمرت تحتفل بهذا العيد بالأبهة نفسها، برئاسة فهد بن إبراهيم، كاتم أسرار الوزير برجوان، وفي سنة 401ه ألغى الحاكم هذا الاحتفال بعد أن شرع في حركة الاضطهاد الكبرى التي قام بها، ولما خلفه الظاهر، صرح بإقامة العيد ثانية سنة 415ه، ولكن اشتراكه فيه كان اشتراكا سلبيا، إن صح هذا التعبير، وقال المقريزي: «نزل أمير المؤمنين، الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم، لقصر جده العزيز بالله لينظر الغطاس ومعه الحرم، ونودي ألا يختلط المسلمون مع النصارى عند نزولهم إلى البحر في الليل، وأمر الخليفة الظاهر لإعزاز الدين بأن توقد المشاعل والنار في الليل، فكان وقيدا كثيرا، وحضر الرهبان والقساوسة بالصلبان والنيران، فقسسوا هناك طويلا إلى أن غطسوا.».

وكان الملكيون واليعاقبة يحتفلون معا بهذا العيد، وكان الملكيون يخرجون من كنيسة القديس ميخائيل بقصر الشمع، فإذا ما وصلوا إلى ضفة نهر النيل، وعظهم أسقفهم باللغة العربية ثم استنزل نعم الله على الخليفة وأفراد البلاط، الذين يريدونه، ثم كانوا يقفلون عائدين إلى كنيستهم بنفس الطريقة التي جاءوا بها حاملين الشموع والصلبان حيث كانوا يختمون صلواتهم.

62

ويروي لنا ابن إياس عن هذا الاحتفال تفاصيل غريبة، فيقول: إن «البحر كان يمتلئ بالمراكب والزوارق، ويجتمع فيها السواد الأعظم من الخاص والعام من المسلمين والنصارى، فإذا دخل الليل تزين المراكب بالقناديل وتشعل فيها الشموع، وكذلك على جوانب الشطوط من بر مصر والروضة، وكان يشعل على الشطوط في تلك الليلة أكثر من ألفي مشعل وألف فانوس وتنزل رؤساء القبط في المراكب، وكان ينفق في تلك الليلة من الأموال ما لا يحصى من مأكل ومشرب، وتتجاهر الناس بشرب الخمر، وتجتمع أرباب الملاهي من كل فن، ويخرج الناس في تلك الليلة عن الحد في اللهو والفرجة، ولا يغلق في تلك الليلة دكان ولا درب ولا سوق، وكانوا بعد العشاء يغطسون في بحر النيل، النصارى مع المسلمين معا، ويزعمون أن من يغطس في تلك الليلة يأمن من الضعف في تلك السنة.».

وهناك عيد آخر في أهمية هذا العيد، ألا وهو النيروز؛ أي: رأس السنة القبطية، وشكا كبار المؤرخين المسلمين من أن الأقباط كانوا في هذه المناسبة يفرطون في استغلال الحرية التي كانت تمنح لهم، فيضرون بالأخلاق كل الضرر، وكان المحتفلون بهذا العيد يلهون بصب المياه القذرة على المارين، فيقول المقريزي عندما وصف لنا عيد نيروز سنة 517ه «1123م» في خلافة الآمر: «وصلت الكسوة المختصة به من الطراز وثغر الإسكندرية مع ما يبتاع من المذاب المذهبة والحريري والسوادج، وأطلق جميع ما هو مستقر من الكسوات الرجالية والنسائية والعين والورق وجميع الأصناف المختصة بالموسم على اختلافها وأسماء أربابها، وأضاف النوروز البطيخ والرمان، وعراجين الموز وأفراد البسر وأقفاص التمر القوصي وأقفاص السفرجل، وبكل الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ولحم الضأن ولحم البقر من كل لون بكلة مع خبز بر مارق، وأحضر كاتب الدفتر الإثباتات بما جرت العادة به من إطلاق العين والورق والكسوات على اختلافها في يوم النيروز، وغير ذلك من جميع الأصناف، وهو أربعة آلاف دينار وخمسة عشر ألف درهم فضة.».

63

অজানা পৃষ্ঠা