আকবাত ওয়া মুসলিমুন
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
জনগুলি
كان متسامحا من حيث الدين أولا، ويقول حنا النقيوسي في هذا الصدد: «لم يستول عمرو على ممتلكات الكنيسة ولم يرتكب أعمال السرقة والنهب، ولكنه كان يؤمنها ولايته.».
29
وقد أدرك عمرو منزلة البطريرك اليعقوبي بنيامين في نفوس الشعب، فسارع باستقطار أخباره من أفواه الناس ليعرف المكان الذي لجأ إليه البطريرك هربا من اضطهاد قيرس، وقال عمرو في هذا الصدد: «له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر آمنا مطمئنا ويدبر حال بيعته وسياسة طائفته».
30 «ولما سمع القديس بنيامين هذا، عاد إلى الإسكندرية بفرح عظيم بعد غيبة ثلاث عشرة سنة، منها عشر سنين لهرقل الرومي الكافر، وثلاث سنين قبل أن يفتح المسلمون «كذا في النص» الإسكندرية لابسا أكليل الصبر والجهاد الذي كان الشعب الأرثوذكسي من الاضطهاد من المخالفين، فلما ظهر فرح الشعب وكل المدينة وأعلن بمجيئه، أمر الأمير «عمرو» بإحضاره بكرامة وإعزاز ومحبة، فلما رآه أكرمه وقال لأصحابه وخواصه: «إن جميع الكور التي ملكناها إلى الآن ما رأيت رجل الله يشبه هذا.»، وكان بنيامين هذا حسن المنظر جدا، جيد الكلام بسكون ورقاد، ثم التفت عمرو إليه وقال له: «جميع بيعتك ورجالك اضبطهم ودبر أحوالهم، وإذا أنت صليت علي حتى أمضي إلى المغرب والخمس مدن
31
وأملكها مثل مصر وأعود إليك سالما بسرعة، فعلت لك كل ما تطلبه مني.»، فدعا له القديس بنيامين وأورد له كلاما حسنا أعجبه هو والحاضرين عنده، فيه وعظ وربح كثير لمن يسمعه، وأوحى إليه بأشياء وانصرف من عنده مكرما مبجلا.».
وبديهي أن يقلق عمرو من الحفاوة الرائعة التي استقبل بها الشعب رئيسه الديني، فبادر إلى استشارة البطريرك في أحسن طريقة يتمكن بها من إدارة البلاد وسؤاله عن أنسب موعد لجباية الضرائب، كما أنه طلب إليه أن يبارك حملته على طرابلس؛ ذلك لأن عمرا كان يقصد من مساهمة البطريرك في نجاح هذه الحملة بأن يجعله مسئولا عن الأمن في البلاد وعن إخلاص السكان للعرب، وكافأه فعلا على هذه الخدمات؛ إذ ترك اليعاقبة يستولون على معظم كنائس الملكيين وأديرتهم.
ثم إن اهتمام عمرو باليعاقبة جعلهم يبنون الآمال الكبار على المستقبل، مما حدا بالأسقف المؤرخ ساويرس بن المقفع أن يصف شعورهم هذا بقوله: «كانت الشعوب فرحين مثل العجول الصغار إذا حل رباطهم وأطلقوا على ألبان أمهاتهم.».
وكان ساويرس على حق في وصفه؛ ذلك لأن الأقباط لم يعاملوا بهذه المعاملة اللينة منذ أمد بعيد، أضف إلى ذلك أن العرب في أثناء ولاية عمرو لم يحاولوا أن يضغطوا على الأقباط ليعتنقوا الإسلام ولم يضطهدوهم.
ولما درس عمرو حالة البلاد قرر أنه من المستحيل عليه أن يجبي الضرائب دون معاونة النصارى، فكتب إلى الخليفة يقول له: لما كان المسلمون لا يعرفون البلاد معرفة تامة فإنهم لا يستطيعون حصر المبالغ التي يمكن جمعها من الضرائب، وأنه استخدم لهذا الغرض نصرانيا قديرا ونزيها على أن يحل غيره محله عندما يعرف حالة البلاد جيدا.
অজানা পৃষ্ঠা