156

فقال قائلهم: نحتاج إلى أن نرميه بالحجارة فإن كان محمدا فإنه يدفع بسحره عن نفسه الحجر، وإن كان غيره قام فرأيناه، فكان يرمى بالحجارة، وهو يصبر ولا يتحرك فقال قائل: هو محمد، وقال قائل: ليس بمحمد؛ لأنه يتضور ومحمد لا يتضور، يعني يتحرك على نفسه، ويجمع أطرافه لألم الحجر، فقام فرائه والعبا على كتفه، فهربوا منه مخافة أن يراهم فيعرفهم.

ومن كتاب:(الحياة) روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع أصحابه بمكة حرسها الله يوم أراد الخروج إلى الغار، ثم قال: أيكم ينام على فراشي الليلة، وأضمن له على الله الجنة فأحجم أصحابه ولم يجبه منهم أحد فقام أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أنا يا رسول الله أنام على فراشك، فنام علي عليه السلام، وأقدم على ما تأخر عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو القتل فأنزل الله فيه الآية: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء}[البقرة:207].

وفي الحديث: ((أن الله تعالى أوحى إلى جبريل وميكائيل، وقال: إني آخيت بينكما وزدت في عمر أحدكما فمن منكما يهب لأخيه زيادة عمره)).

قال: فكلهما تفكر في إيثار الحياة، وفي زيادة العبادة فأوحى الله تعالى إليهما: أني آخيت بين محمد وعلي، وقد زدت في عمر علي على عمر محمد، وقد بذل مهجته له وبات على فراشه ليقتل بدله فالحقا به واحفظاه إلى الصباح فنزلا ووقف أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، وهما يقولان: بخ بخ يا علي من مثلك والله يباهي بك الملائكة)).

فلما انقضى هذا أنزل الله فيه: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}[البقرة:207].

قال بن عباس: نزلت هذه الآية في علي حين بات على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا المعنى الذي أردنا بقولنا فأنزل الرحمن: {يشري نفسه}.

পৃষ্ঠা ১৬০